للبحر موال يتراقص مع لحن الرؤية، يكشف عن حسن الحياة وتفاصيلها الصغيرة المدهشة، فكرة شرود تلتقطها كاميرا المصور الكويتي حمود النصر الله، لتريح بها عين الناظر وتهبها فرصة التجلي، في هذا الحوار إبحار فوق العادة مع تجربته ولقطاته التي «تجدلها» عدسة كاميرته استرخاء وراحة على «ضفيرة» أفق ممتد.. ونسأله:

• ما الذي ألهمك إلى دخول دنيا التصوير؟

ـ منذ طفولتي الباكرة وقعت في هوى الكاميرا وشغفت بتوثيق التفاصيل من حولي، وتجولت بها لأرصد جماليات الحياة وحسنها المخبأ بين أطياف الضوء، أعمل في القطاع الخاص لكني ما زلت قيد التطوير في مجال التصوير الذي أعشقه.

• في رأيك هل التصوير موهبة أم يحتاج للدراسة؟

ـ هو مهارة وموهبة ربانية لكن الدراسة تتعهدها بالصقل والتطوير.

• ما مواصفات اللقطة الجيدة بالنسبة لك؟

ـ عدة عوامل منها الإضاءة،  وإذا كان التصوير في الخارج لا بد من وقت معين مرتبط بالإضاءة الطبيعية، وزاوية الصورة وموقع التصوير (داخلي أو خارجي)، وقبل ذلك كله إحساس وحدس لا بد أن يتوافر في المصور الماهر ليقوده إلى مواطن الجمال فيما يصور.

حكايا البحر

• كيف تضع توقيعك وبصمتك الخاصة على اللقطة؟

ـ شغفت بالبحر وبتصويره باستخدام الطائرة من دون طيار (Drone)، وحبي الكبير  للبحر ورغبتي في اكتشاف مكامن الجمال جعله مصدر إلهامي ودفعني لإطلاق العنان  لعدستي التي باتت تعشقه أيضاً، فتحلق لتغازل أمواجه وألوانه الأزرق والفيروزي وتصنع أروع صور لحكاياته، أستطيع أن أقول إن ما ميزني هو تخصصي في مجال التصوير الجوي، إذ وجدت من واجبي كمصور مواكبة تقنيات التصوير وفنونه باستمرار.

• ما الشعور الذي تريده أن يصل للمتلقي من خلال لقطاتك؟

ـ تقدير الصورة و التأمل بها باستمرار، وبكل تفاصيلها الصغيرة والرغبة في العودة اليها كل مرة ليكتشف من محاسنها الجديد.

• من خلال تجربتك احكِ لنا قصة صورة مميزة أحببتها؟

ـ التقطت قبل عام صورة هي عبارة عن انتشال حبل باخرة، وبها حاولت إيصال رسالة حول ضرورة الحفاظ على البيئة البحرية، حيث إن المسائل البيئية أحد اهتماماتي، ومن خلال عملي في التصوير أرغب دوماً في رفع وعي الناس بهذا المجال.

فطرة وشغف

• هل تصنع التقنيات الموجودة الآن مصوراً بارعاً؟

ـ مهارات المصور وموهبته الخاصة ذات قيمة أعلى بكثير من التقنيات، فالمهارات الفطرية تتفوق على المكتسبة. التقنيات قد تساعد في إنجاز العمل بسهولة ولكنها لا تصنع مصوراً فناناً.

• ما نصيحتك لمحبي التصوير؟

ـ على كل مصور أن يتميز بإحساسه الخاص حيث إن ما تلتقطه عدسة كاميرته من صور ترمز للمصور نفسه وتعبر عنه، والشغف هو الدافع الكافي ليجد هويته الخاصة فيه.