أدرك الفنان والموسيقي الأردني حاتم منصور باكراً أن الموسيقى لغة الحب والسلام، وأن التوزيع الموسيقي، خارطة طريق للكلمة واللحن معاً وتناغم أصوات الآلات الموسيقية، لذلك اختار أن يكون (موزعا وملحنا موسيقيا)، ثم مضى إلى الغناء، وعرف في زحمة الأعمال جمالية الأغنية الخليجية والعراقية. حاتم والذي يتخذ إمارة دبي موطناً له ومركزاً لانطلاقته الفنية، يعيش في أعماله إحساس الفنان الطموح الذي يحلم أن يلحن لرواد الأغنية أمثال محمد عبده وأصالة وراشد الماجد، وغيرهم. وبأعماله التي عرفت النجاح، ساهم موسيقياً في رسم الخريطة التي يسير عليها المطرب والملحن والآلات المصاحبة، في ظل الثورة الرقمية، التي أعطت التوزيع الموسيقي دوراً أكبر في إنجاح أي عمل فني. وحول علاقته مع الموسيقى واللحن والغناء، كان لـ«زهرة الخليج» هذا الحوار معه.

* حققت نجاحاً في الساحة الفنية الخليجية كملحن وموزع موسيقي، لماذا قررت التوجه للغناء؟

- هي ليست المرة الأولى التي أغني فيها فقد كان لي تجارب سابقة، وأنا أغني لأن الغناء صوت الروح والحب والمشاعر، وقد لفت انتباهي كلمات أغنية (عايش بخير) التي كتبها الشاعر العراقي رامي العبودي، فأحببت الكلام، الذي أخذني إلى التلحين، فغنيتها، وطرحتها في الأسواق، وحققت لي نجاحاً، الأصداء كانت مبشرة جداً، كثيرون أبدوا إعجابهم، لهذا أرى أن الأصداء ممتازة ورائعة، وخاصة من أصدقائي الفنانين، الذين أحبوا الأغنية وهذا بحد ذاته تشجيع حقيقي لمواصلة المشوار.. أما لماذا أغني، فأقول: لما لا، الصوت أن تشعر بالجملة الموسيقية، أن تشعر بالكلمة، وأن تحمل هذا وذاك إلى الأغنية.

لهجة عراقية

* لماذا اخترت الغناء باللون العراقي؟

- من عاشر قوماً أربعين يوماً صار منهم، بالنسبة لي الأغنية هي الأغنية، بعيداً عن ربطها بمكان أو لهجة أو إيقاع، لأن المكان هو القلب وحواسنا التي نسمع ونرى بها الجمال، بالنسبة لي لا يوجد فرق بين اللون العراقي والخليجي والشامي أو المصري، في المحصلة نحن نغني لجمهور عربي، سواء غنينا بالمصري، بالعراقي، بالشامي، بالمغاربي، بالخليجي،  أشعر أن علينا كعرب أن نغني لبعضنا البعض، لا يوجد فرق بين جنسية أو أخرى، فنحن نسمع فيروز، ونسمع كاظم، ونسمع أم كلثوم، ومحمد عبده، وهكذا.

* التلحين ملعبك وإبداعك، ما الذي أخذته من الأغنية الأردنية كتراث، وما الذي أضفته كتجديد وإبداع؟

- ليست لي تجارب كثيرة مع الأغاني الأردنية للأسف، لأنني أعيش منذ طفولتي في دبي، لكنني ساهمت بالتوزيع الموسيقي قبل عامين في أغنية بعنوان «دار النشامى» وهي مهداة من دولة الإمارات للملكة الأردنية الهاشمية بمناسبة عيد الاستقلال، وكانت من كلمات الشاعر علي الخوار وألحان عادل عبدالله، وكانت فكرة الأغنية جديدة، كونها مزيج جميل، من اللغة العربية واللهجات الإماراتية والأردنية، وهنا أنوه إلى أن لي لقاء عمل جديد وقريب يجمعني مع الفنانة الأردنية ديانا كرزون، وسيغني أيضاً سعود أبو سلطان من ألحاني وتوزيعي، فكرة جديدة ممزوجة بين الإيقاع الشعبي الإماراتي والشعبي الأردني.

* قدمت عشرات الألحان لفنانين عرب مثل: فايز السعيد وحسين الجسمي وحاتم العراقي وميريام فارس ويارا، وكل هذه الأعمال تميزت بمشاهدات عالية على اليوتيوب، فما السر؟

- النجاح يفرض نفسه، وخاصة على جمهور متعطش للغناء،  لهذا أرى أن السر يكمن  في جمال الأغنية، والصوت، والإيقاع والجملة الموسيقية التي تصل إلى القلب، وهو ما يجعل الناس يعشقون ما يسمعونه، إضافة إلى أن هؤلاء المطربين لهم جمهور ومتابعون ومعجبون، كل هذا يساعد على نجاح الأغنية.

* حدِّثنا عن تعاونك مع مطربين آخرين، وهل وصلوا إلى المشاهدة المليونية؟

- رغم أنني أهتم بالدرجة الأولى بجمال الأغنية، أؤكد أنني وصلت إلى المشاهدة المليونية، مع فنانين آخرين مثل: الفنان العراقي لؤي عدنان، والفنان الإماراتي غيث الهايم، والفنان السعودي إبراهيم الحكمي، وهذه صورة من صور النجاح الحقيقي.

تطويع الألحان

* كيف تطوّع اللحن مع صوت المغني وشخصيته وجمهوره أيضاً؟

- اللحن إبداع وكيمياء بين الكلمة والصوت وشخصيتي وشخصية المغني والشاعر، تركيبة تفرض علي لحظة إشراق وإبداع، هذا الإبداع في المحصلة يشبه روحي، ثقافتي الجملة الموسيقة التي تخرج كلحظة إبداع، اللحن يأخذ الكلمات والصوت إلى الضوء، فالكلمات لها دور، والتوزيع الموسيقي، والمغني الذي يختار ما يحب من أعمال.

* المرأة، كيف ترى المرأة كحب ومحرض على الإبداع في حياتك؟

- المرأة وجود جمالي إنساني حقيقي، المرأة الحبيبة، الأم، الصديقة، المغنية، لهذا أرى أن الأغنية الرومانسية  أقرب للوجدان والمخيلة، ورغم أني لا أحب العتاب في القصائد الغنائية، إلا أننا نضطر أحياناً إلى مواكبة أذواق المستمعين، ولكن المرأة هي مرآة الحب والوجود، فهي تستحق القصائد والغناء، فالمرأة محرض على الإبداع في حياتي، وخاصة إذا كانت مسالمة ومحبة وليست نكدية.

* كيف ترى الأغنية الخليجية اليوم أمام الكم الكبير من المغنيين، وكيف يمكننا الانتصار للإبداع؟

- الأغنية الخليجية نجحت ووصلت إلى الجمهور العربي، وقد غنتها أهم الأسماء العربية، أصالة، وأسماء المنور وكثيرون، الإيقاع الخليجي والكلمة حين تحمل على توزيع مبدع وصوت جميل يصل، وهذا حصل بقوة، بالمحصلة ولو كان هناك زحمة بين المغنيين، إلا أن العمل الناجح يصل والجمهور يغربل ويختار ويحب ويردد الأغاني التي يحبها.

* إلى أي درجة ساهمت في استقطاب مطربين عرب ودعوتهم إلى اللون الخليجي؟

- كثير جداً لأن الكلام الخليجي أو الأغنية الخليجية أغنية مليئة بالمعاني كقصائد، وأيضاً (الستايلات) أي بمعنى الإيقاعات الخليجية فيها مساحة كبيرة للتلحين أو التوزيع مما يساعد على الإبداع.

أصوات ونجومية

* الصوت حياة، ومدن، وهوية، كيف تختار أصواتك، وهل اكتشفت أصواتاً جديدة أخذتها إلى النجومية؟

- لا شك في أن اكتشاف الصوت الخاص والمميز، وخاصة المواهب الجديدة موضوع مهم، إلى جانب الأصوات المعروفة التي حققت نجاحها، الصوت حامل مهم لأغنية إذا وجد ملحناً وموزعاً وشاعراً. مؤخراً أسست شركة reve للإنتاج الفني، مع صديقي رجل الأعمال إياد المقهوي، وسنطلق خلال الفترة المقبلة أربعة أصوات لنساء ورجال معاً، وستظهر الأعمال في السوق الخليجي قريباً.

* من الصوت الذي تتمنى أن تلحن له؟

- أتمنى أن أتعامل مع عدد من النجوم، وبصراحة عيني على نوال الكويتية ومحمد عبده وأصالة.

* ماذا عن أعمالك الجديدة؟

- توجد عدة أغاني يجري العمل عليها حالياً، مع يارا ولؤي عدنان وغيث الهايم وعبد المنعم العامري كتوزيع، كما سأطرح أغنية بصوتي بداية الشهر المقبل.