شهد أسبوع باريس للأزياء الراقية لموسم خريف وشتاء 2020- 2021 بحلته الرقمية الأولى الكثير من الطموح والابتكار بين صفوف مصممي الأزياء، الذين اضطروا للتأقلم مع جائحة كوفيد-19، وعرضوا مجموعاتهم المصغرة التي ابتكروها خلال فترة العزل في إطار أفلام قصيرة.

وأثار أسبوع الموضة جدلاً في الآراء بين نقاد الموضة، فهناك فئة اعتبرت أنه يعكس حالةً من الإبداع ويشكل فرصةً لجميع عشاق الموضة لمتابعة كل جديد، وفئة أخرى لم تحبذ الفكرة الافتراضية من أساسها.
 ورأى بعض نقاد الموضة أن أفلام مجموعات الأزياء غير مقنعة وأنها كانت بعيدة عن العواطف التي تولدها العروض الحية.

فانيسا فريدمان ناقدة الموضة النافذة في صحيفة "نيويورك تايمز"، اعتبرت أنها لم تر أي عروض أزياء إنما شاهدت فقط أفلاماً قصيرة وفيديوهات موسيقية وإعلانات تشويقية ودعايات عطور.
وقالت: "بصراحة، أريد منصة العرض مجدداً مع أني ما كنت لأفكر بأني سأكتب هذه الجملة يوما".

أما الناقدة بريدجت فوليي في موقع "دبليو دبليو دي" المختص في مجال الموضة فرأت أن: "بعض هذه الأفلام القصيرة كانت كثيرة التبجح! أسبوع الموضة الرقمي أثبت أن صيغة العروض الفعلية مناسبة لا بل أساسية".
وقالت ناقدة الموضة ديان بينرين: "أنا أعتنق كل ما هو رقمي إلا أن النتيجة هنا لم تكن جيدة".

على جانب آخر وجد ناشطون في قطاع الموضة أن فكرة عروض الأزياء الرقمية جيدة، لأن المجموعات تكون بذلك متاحة للجميع ولا تقتصر فقط على المدعوين إلى عروض الأزياء.

وعبر بعض المدراء الإبداعيين لأهم دور الأزياء مثل "ديور وشانيل وفالنتينو وبيرلوتي" عن فخرهم بالأفلام التي قدمت مع تأكيدهم على أهمية عروض الأزياء الحية وما تعكسه من مشاعر حقيقية.
 
وقالت ماريا غراتزيا كيوري المديرة الإبداعية في دار "ديور"، والتي قدمت فيلماً حالماً لعرض فساتينها الصغيرة، إن اللغة الرقمية لا تناسبها، وأنها مسألة أجيال. وأكد بيترو بكياري رئيس مجلس إدارة "ديور" أنه لا يوجد شيء يولد المشاعر ذاتها مثل عرض أزياء حقيقي يعكس شرارة الإبداع وتدفق الحماسة.
كما دافع كريس فان اش من دار "بيرلوتي" عن عروض الأزياء التقليدية، وكل المشاعر التي تثيرها مؤكداً على اشتياقه إلى كل ما يمكن تقديمه من خلال عروض الأزياء.