أصبح المنزل الذكي في الفترة الأخيرة يشكل توجهاً رئيسيا لدى جيل الألفية، الذين يشكلون الفئة الأكبر من المساكن متعددة العائلات. وبات توافر تقنية إنترنت الأشياء في المنزل الذكي وجودة البيئة الداخلية أولوية بالنسبة لجيل الألفية، مما غير من توجهات قطاع الإسكان.

مبلغ إضافي

ذكرت دراسة أعدتها شركة سمارت هوم لأنظمة المنزل الذكي، ومقرها المملكة المتحدة، أن جيل الألفية وخصوصاً من تتراوح أعمارهم بين 27 و36 عاماً يميلون إلى تقنيات المنزل الذكي، وأنّ 38% منهم اختاروا بالفعل المنازل الذكية أو قاموا بتثبيت تقنيات المنزل الذكي. ويشير استطلاع مماثل أجرته الشركة نفسها إلى أن 72% من الجيل ذاته عازمون على دفع مبلغ إضافي يعادل خمسة آلاف درهم لمنزل مجهّز بالتقنيات الذكية.

إنترنت الأشياء 

يُعدّ المنزل الذكي منزلا مبتكرا متصلا بتقنية إنترنت الأشياء (IoT)، والتي تشير إلى الاتصال بين الأجهزة المنزلية والإضاءة والتدفئة والتكييف وأجهزة الأمن وغيرها من الأجهزة. ويتم جمع البيانات بعد ذلك وتطبيقها على القياس التلقائي لظروف المنزل وإدارة الأجهزة المنزلية حسب تلك البيانات والتحكم بتقنية الدخول إلى المنزل والمزيد. وجيل الألفية معروفون بخبرتهم بالتقنيات الرقمية على البيئة الرقمية منذ صغرهم، مما جعل استخدام الأجهزة الرقمية جزءاً لا يتجزأ من حياتهم.

ويسير هذا الجيل وتلك الأجهزة الرقمية معاً منذ بداية العصر الرقمي الذي حقق تطوراً تقنياً ضخماً على مدار الثلاثين عاماً الماضية. وليس من المستغرب أن 92% من جيل الألفية يمتلكون هواتف ذكية، مما جعل الإلمام باستخدام التقنيات الرقمية مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتطور التقني داخل المنزل.

انبعاثات الكربون

كما يُعدّ جيل الألفية من أكثر المهتمين بخفض انبعاثات الكربون، وهم بالتأكيد أكثر وعياً بقضايا البيئة مقارنةً بالأجيال السابقة. ووفقاً لتقرير الاستدامة المؤسسية العالمي الذي أجرته مؤسسة نيلسون، فإنّ 66% من المشاركين حول العالم أبدوا استعدادهم لدفع المزيد من المال مقابل المنتجات والخدمات التي تقدمها الشركات الملتزمة بتوفير تأثير إيجابي على المجتمع والبيئة. وتتعلم تقنية إنترنت الأشياء في المنزل أنماطا وسلوك المستخدمين وتقيس وتُنظّم استهلاك الطاقة للتفاعل تلقائياً ومنع هدر الطاقة.

ضمان الجودة 

بات ضمان (جودة البيئة الداخلية) مصطلحاً معروفاً في سوق إسكان العائلات المتعددة. وتشير جودة البيئة الداخلية بشكل رئيسي إلى جودة الهواء الداخلي ومستوى الضوضاء والإضاءة في الداخل.

وفي هذا السياق، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تلوث الهواء وتغير المناخ هما قضيتان حاسمتان تُعدّان من التهديدات العشرة للصحة العالمية في عام 2019. ووفقاً للورقة البحثية بعنوان (مخططات البناء وجودة البيئة الداخلية) التي نشرتها جامعة الدنمارك التقنية، تمثل جودة البيئة الداخلية أولوية متزايدة لجيل الألفية خلال انتقالهم إلى نمط حياة أكثر تكيّفاً وصحة. ويستخدم أكثر من ثلثي مطوري مشاريع الإسكان ممارسات مصممة لتحسين جودة الهواء الداخلي وكفاءة المياه وفقاً لملخص السوق الذكي 2020 بعنوان (منازل العائلة الواحدة ومتعددة الأسر الصديقة للبيئة)، وهو الأحدث في سلسلة من الدراسات التي أجرتها Dodge للبيانات والتحليلات بالتعاون مع NAHB6. وعلى هذا النحو، فإن القدرات التي تعزز جودة البيئة والهواء الداخلي، أصبحت الآن من الاعتبارات الرئيسية في السوق.