يلجأ البعض لاستخدام الرموز التعبيرية Emojis، في محادثاتهم الافتراضية اليومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة واتساب وماسنجر، اختصارا للكلمات والوقت المستغرق في كتابتها.

بمناسبة اليوم العالمي للايموجي، تفسر الدكتورة فيدرانا ملادينا، أخصائية علم النفس السريري، وقائدة فريق الاستشارة في المركز الصحي بجامعة نيويورك أبوظبي، لـ «زهرة الخليج» الجوانب النفسية للرموز التعبيرية قائلة: «التأثير النفسي للرموز التعبيرية متفاوت للغاية، حيث إنها بدأت كإضافة ممتعة للتواصل عبر الإنترنت، ولكنها تتراوح الآن من تقييم مستويات مختلفة من التعبير العاطفي عن النفس إلى إصدار أحكام حول سمات شخصية لشخص ما بناءً على استخدامه للرموز التعبيرية».

شخصية منفتحة

فيما يتعلق بنظرة البعض لمستخدمي الرموز التعبيرية تقول الدكتورة فيدرانا: «عادة ما يتم الحكم على الأشخاص بشأن هويتهم وسماتهم الشخصية بناءً على الرموز التعبيرية التي يستخدمونها ومدى تكرارهم لاستخدامها، فعلى سبيل المثال، قد يُنظر إلى شخص ما على أنه صاحب شخصية منفتحة اجتماعياً، ويتمتع بدرجة من القبول لدى الناس وأنه مستقر عاطفياً من خلال الرموز التعبيرية التي يستخدمها في محادثاته».

التواصل اللفظي

حول استخدام الرموز التعبيرية من الناحية النفسية، ترى الدكتورة فيدرانا ملادينا أن الرموز التعبيرية هي رموز، وبالتالي فإن استخدامها الأساسي هو تمثيل لرد فعل عاطفي معين تجاه أمر أو شخص ما بطريقة غير لفظية في سياق التواصل اللفظي، وإذا تم إخراجها من هذا السياق، فقد يُساء تفسيرها بسهولة أكبر. وتضيف أن التواصل من خلال الرموز التعبيرية فقط قد يؤدي إلى المزيد من سوء الفهم.

التباعد الجسدي

بالنسبة لاستخدام الرموز التعبيرية في زمن التباعد الجسدي تقول:«أنا شخصياً أستخدمهم أكثر مع أطفالي وبعض أصدقائي الذين تربطني بهم علاقة مقربة. ولا أميل لاستخدامهم أبداً في سياق الأمور المتعلقة بالعمل، على الرغم من أن استخدامها في ذلك الخصوص لم يعد أمراً غير مألوفاً في الوقت الحاضر، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي». وأعربت عن اعتقادها أنه في زمن التباعد الجسدي، من المفيد إضافة ملاحظة إيجابية وإضفاء شيء من الخفة إلى عملية التواصل، خصوصاً الرموز التعبيرية المبتسمة أو الضاحكة لأنها لها تأثير اجتماعي إيجابي قوي، وكذلك الرمز التعبيري الذي يرتدي كمامة الوجه ويتمتع بشعبية كبيرة في هذا الوقت.

 

جيل الشباب

ترجع الدكتورة فيدرانا حرص جيل الشباب على استخدام الرموز التعبيرية، إلى أنها مرتبطة بحاجتهم وعادتهم للتواصل بشكل سريع وفوري ولإضافة شيء من المتعة والخفة إلى المحادثة.

وعن الدور الذي تلعبه الرموز التعبيرية في المستقبل، تؤكد أن الرموز التعبيرية موجودة لتبقى، كما أنها أصبحت الآن أكثر تطوراً وأكثر قابلية لإضافة الطابع الشخصي إليها، معربة عن اعتقادها أنها تلعب دوراً أكبر في التواصل اليومي، ولكنها لن تتمكن، ولا يجب أن تحل محل التواصل النصي، وجهودنا للتعبير عن العواطف باستخدام الكلمات.