يمثل المها العربي رمزاً ثقافياً ومعلماً طبيعياً بالمنطقة العربية. لكن الحيوانات الفريدة بدأت بالانقراض من بيئتها الطبيعة عام 1972، نتيجة الصيد الجائر حيث كان يتم اصطيادها للحصول على لحمها وجلدها والخصائص العلاجية التي يتميز بها دمها، وأحيانا كانت تنقرض نظرا لتدهور موائلها الطبيعية.

وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، من أوائل الذين تنبهوا في بداية الستينات، إلى أن المها العربي أصبح مهدداً بالانقراض، فأصدر توجيهاته لوضع برامج لحماية المها العربي وإكثارها في الأسر، لحمايتها من الانقراض ولإعادة توطينها في الطبيعة، لما يشكل انقراض هذا الحيوان العربي الأصيل من البراري، خسارةً كبيرةً ليس فقط للتنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية، وإنما على مستوى الموروث الثقافي في المنطقة بأسرها.

محمية المها

هي أكبر محمية في الدولة تأسست عام 2007 وتبلغ مساحتها الإجمالية 5975 كيلومتراً مربعاً وتمثل نمط الكثبان والصفائح الرملية. وتأوي المحمية أكبر مجموعة من المها العربي تعيش بشكل حر وطليق حيث تضم حالياً نحو أكثر من 835 رأساً من المها العربي حرة طليقة داخل حدود المحمية. وبدأ مشروع إعادة توطين المها العربي عام 2007، بإطلاق 160 رأسا كأول مجموعة يتم إطلاقها في محمية المها العربي وفي عام 2010 تم إطلاق 87 رأسا إلى نفس المحمية.

وتم تسجيل العديد من مؤشرات النجاح للمشروع كنسبة الولادات، وطريقة انتشار القطيع في المحمية، وانخفاض معدلات النفوق. ويأتي إطلاق المها العربي في إطار مشروع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يسعى لتوطين المها العربي في دولة الإمارات، وفي مناطقها الأخرى، يعتبر من أهم المناطق التاريخية للمها العربي.

 

 

 

الموطن الأصلي

تُعرف المها العربي محلياً بعدة مسميات منها: (السولع) و(الوضيحي)، وتُعد شبه الجزيرة العربية الموطن الأصلي الوحيد للمها العربي، كما يعتبر هذا النوع من المها أكبر أنواع الظباء التي كانت ترعى سابقاً في سهول وصحاري المنطقة، علاوة على تمتعها بقدرات تكيّف فريدة مع البيئة القاحلة بها. واشتهرت المها العربية بمظهرها المتميز وقرونها الطويلة شبه المستقيمة، كما تشتهر بجمال عيونها التي تغزل بها الشعراء في الشعر العربي.

ويُعتقد أن المها العربي هي مصدر أسطورة الحيوان ذو القرن الواحد التي يتحدث عنها المسافرون في الصحراء العربية، نظراً لقرنيها المتوازيين اللذين يبدوان قرناً واحداً من على بعد.

وكان المصريون القدامى يقومون بربط قرني المها الصغيرة لدمجها في قرن واحد.

تعتبر المها العربي من أكبر الظباء حجماً، حيث يصل وزنها إلى 120 كيلو جراما، ويبلغ عمرها الافتراضي حوالي 20 عاماً. ويغلب اللون الأبيض على الذكور والإناث، ويصل الذكور إلى سن البلوغ بين عام ونصف إلى عامين. تلد أنثى المها عجلاً واحداً سنوياً، بعد فترة حمل تبلغ 8.5 – 9 أشهر. فيما يتميز صغار المها باللون البني، وتنمو القرون في الذكور والإناث على حد سواء، إلا أن قرون الإناث عادة ما تكون أقل سُمكاً. وفي موسم التزاوج يتناطح ويتعارك الذكور لإظهار القوة وفرض السيطرة. تعد المها العربي من الكائنات النباتية، التي تتغذى على الأعشاب والبراعم وأوراق الشجر. كما تستطيع المها العربي تتبع المطر من مسافات طويلة، وبإمكانها أن تتجول آلاف الكيلومترات.