في ظل التغييرات الأخيرة بسبب جائحة كورونا، التي أجبرت الغالبية العظمى من الناس على ممارسة أعمالهم من منازلهم والاعتماد على التكنولوجيا في إدارتها، أطل بقوة مصطلح التحول الرقمي، وفيما يلي يشرح لنا منصور سروار، المدير الإقليمي لشركة سايج الشرق الأوسط، ما هو المصطلح وكيف يكون التحول الرقمي ناجحاً:

يقول سروار: «على الرغم من شيوع مفهوم التحوّل الرقمي لسنوات عديدة، إلا أنه ما يزال يُسبب الغموض والقلق في معظم الأحيان. أما الحقيقة الوحيدة التي يُقدمها هذا المفهوم، فهو أنه قد وُجد ليبقى، وأن المؤسسات التي لا تتحوّل رقمياً ستخسر في النهاية. وعلى الرغم من بقاء هذا التحوّل المنشود في أسفل قائمة الأولويات، إلا أن القول بأن الوقت أصبح متأخراً لإجراء التغيير، يبدو بعيداً جداً عن الحقيقة. وسواء أكانت أعمالك في المقدمة، أم تسير وراء غيرها من الأعمال الرائدة، أم متأخرة عنها، فإن الأوان لم يفت بعد لإجراء التغيير، ولا تزال الجهود المبذولة لتحقيق التحوّل تحظى بالأهمية».

هدف ونتيجة

يؤكد سروار: «من المهم دائماً هو أن يبقى تركيزك موجهاً نحو هدفك النهائي، وعليك أن تتذكر النتيجة التي تسعى لتحقيقها عبر هذه الاستراتيجية الرقمية في نهاية المطاف. أما كيف يمكن لأتمتة المهام الروتينية أن تنسجم مع الرؤية البعيدة لنشاطك التجاري، فهنا قد تكمن مشكلة الغالبية من طموحات التحول الرقمي».

تعديلات أساسية

عن التعديلات والتغييرات التي يمكن أن تطرأ بعد إتمام التحول الرقمي، يبين سروار: «التغييرات ليست مجرد تحسينات خارجية، بل هي تعديلات أساسية ضمن آلية سير الأعمال، وستسهم في تغيير الكيفية التي ينجز بها الناس مهامهم، وتوضح أسلوب قيامهم بالمزيد. ومثل هذه التغييرات العميقة ستحدث اضطرابات، وتستدعي الالتزام بالامتثال على المستوى المؤسسي إذا أردنا لها النجاح. في الماضي، كان تقييم أدائك يتم بناءً على عدد المكالمات التي تجريها. أما الآن، فينبغي على الشركات قياس التجربة الرقمية على الأنظمة الأساسية التي يستخدمها العملاء».

وتيرة الأعمال

سواء أكنت تعمل على تغيير المهام الروتينية، أو إعادة تشكيل أقسام كاملة في مؤسستك، فهناك أمر واحد لا مفر منه، وهو أن وتيرة الأعمال ستتسارع، وبشكل خاص من حيث استجابتها للمشكلات، ولذلك يلفت سروار النظر إلى أنه: «ينبغي للبنية التحتية في شركتك أن تكون قادرة على الاستفادة من هذا التسارع. وتشمل الأمثلة على ذلك استجابة أسرع لاستفسارات العملاء وبالتالي تحسين مستويات الرضا لديهم. كما يجب على هذه البنية أن ترسخ مفهوم التجربة المؤسسية. وفي هذا العالم الجديد، يجب عليك ألا تخشى ارتكاب الأخطاء، والأمر المهم يتمثل في السرعة التي يمكن بها تغيير اتجاه العمل، أو زخمه للحصول على النتيجة المطلوبة».

أي مكان

بغض النظر عن قطاع الأعمال الذي ننظر إليه، فإن التحوّل الرقمي أمر لا مفر منه. وينبغي عليك التمهل، وتقييم النتيجة النهائية. يؤكد سروار: «تذكر أيضاً أنك لست بحاجة لأداء قفزة هائلة، وكل ما تحتاج إليه ببساطة هو معرفة الصورة الشاملة، فالتحوّل الرقمي يمكن أن يبدأ في أي مكان، وفي أي وقت تقريباً. وفي المحصلة، فإن الأوان لم يفت بعد لبدء رحلة التحوّل الرقمي، فلا تدع مقاومة التغيير تصيبك بالإحباط. وإذا كنت تسعى نحو تحقيق نتيجة محددة، يمكنك البدء باتخاذ خطوات صغيرة والبناء عليها، فذلك في نهاية المطاف، هو ما يجعل رحلة التحول الرقمي فريدة من نوعها».