في إطار عودة الحياة لطبيعتها بعد جائحة كورونا، انتعشت كثيرٌ من  الفعاليات والأنشطة السياحية في دولة الإمارات، آخرها فعاليات البطولة الثانية من «جزيرة النزال» للفنون القتالية المختلطة «يو أف سي» في أبوظبي، وتمثل النزالات العودة الرسمية لبطولة القتال النهائي إلى المسرح العالمي. «زهرة الخليج» حاورت سعيد السعيد مدير الوجهة السياحية في دائرة أبوظبي للثقافة والسياحة، للإضاءة على هذا الحدث العالمي، وعلى مختلف الأنشطة السياحية في الإمارة.

* ماذا تقول عن منافسات «جزيرة النزال»، وما سلسلة الفعاليات التي تنظمها «يو إف سي» وكيف تجري الاستعدادات؟

- ستقام المنافسات في جزيرة ياس، أبوظبي. وقد تم مؤخراً الانتهاء من إنشاء منطقة آمنة يبلغ طولها 11 كيلومتراً، تحتوي الجزيرة على حلبة للنزال، وفنادق، ومرافق تدريبية، وعدد من المطاعم المخصصة حصرياً للرياضيين وطاقم العمل، تقام جميع المباريات في منتدى فلاش، الموقع الداخلي متعدد الأغراض والذي جرى إعداده ليتناسب مع فعاليات «يو إف سي»، وتستضيف «جزيرة النزال» أربعة مباريات، تشمل مباراة «يو إف سي 251» الشهيرة، وثلاث مباريات بعنوان «ليالي القتال».

مقاتلون كبار

* ما هي أهم الأسماء المشاركة من خلال الفعالية هذا العام؟

- تستضيف مباريات «جزيرة النزال» مجموعة من أبرز مباريات الـ«يو إف سي» المميزة، بمشاركة نخبة من أبرز المقاتلين من 12 دولة، أربع مباريات للأوزان الثقيلة لكل من كامارو عثمان ضد جيلبرت بيرنز، وألكسندر فولكانوفسكي ضد ماكس هولواي، بالإضافة إلى تصنيف وزن بانتام مع بيتر يان وأسطورة "يو اف سي" خوسيه ألدو. اما المباراة لتصنيف وزن الذبابة، فستكون لديفيفسون فيغيريدو ضد جوزيف بينادفيز، ويقيم أكثر من 2500 موظف داخل المنطقة الآمنة خلال فترة الحدث، من أجل ضمان سلامة الجميع.

* هل هذا الحدث يعتبر بداية للانفتاح على العالم وإقامة أحداث جماهيرية متنوعة قريباً في أبوظبي؟

- لهذا الحدث قدر كبير من الأهمية لأسباب متعددة أهمها تمهيد الطريق لعودة قطاعي الرياضة والسياحة إلى سابق عهدهما في الإمارة، وإظهار مدى استعداد أبوظبي لاستضافة وتنظيم فعاليات مماثلة تحت وطأة الظروف الراهنة، كما يعتبر هذا الحدث الخطوة الأولى الممهدة للمزيد من الفعاليات والأحداث المقررة في الفترة المقبلة، أما الاستعدادات لهذا الحدث مختلفة عن سابقاتها، فقد أثبتت أبوظبي قدرتها على استضافة أبرز الفعاليات الرياضية العالمية في الماضي، لكن الظروف الراهنة الناتجة عن فيروس «كوفيد 19» فرضت وضع وتنفيذ معايير دولية لاستضافة فعاليات مماثلة، من أجل ضمان صحة وسلامة جميع المشاركين ومجتمع إمارة أبوظبي على حد سواء.

أحداث جديدة

* ما أهم الأسواق لديكم، لجذب السياح منها؟

- في السابق، كانت لدينا أسواق ذات أولوية، نظراً لارتفاع الحركة السياحية بينها وبين دولة الإمارات بشكل عام وإمارة أبوظبي بشكل خاص. من بين هذه الأسواق أذكر الصين والهند والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والدول العربية، لكن مع  تغير الأوضاع محلياً وعالمياً، بتنا بصدد اتباع استراتيجيات جديدة نركز فيها على أسواق مختلفة لجذب السياح، ونحرص على دراسة الوضع الراهن باستمرار، ونقوم بتعديل استراتيجياتنا لتتماشى مع مجريات الأحداث، لذلك يترتب علينا ترك مساحة للمرونة والتغييرات في جميع الأوقات.

* هل من فكرة عن الأنشطة والأحداث الجديدة التي ستنظمها أبوظبي؟

- أثرى هذا الحدث تجربتنا فنحن الآن بصدد وضع خطط عمل للأشهر المقبلة مع اقترابنا من الربع الأخير من السنة، والذي عادة ما يزدحم بالأحداث والفعاليات التي سنعلن عنها في وقت لاحق، وتتركز استراتيجيتنا على ثلاث أركان رئيسية هي: (تطوير المرافق والوجهات والفعاليات الموجودة في الإمارة، إنشاء وجهات جديدة ومميزة واستقطاب فعاليات عالمية جديدة، وتطوير آليات التسويق لدينا) فحن نهدف إلى ترسيخ مكانة أبوظبي كإحدى أكثر الوجهات تميزاً وتنوعاً في منطقة الشرق الأوسط، من خلال استغلال ما توفره الإمارة من خدمات ووجهات تناسب جميع الأذواق والاهتمامات.

عودة السياحة

* ما هي المؤشرات الإيجابية لعودة السياحة والحياة لإمارة أبوظبي؟

- القطاع السياحي في الإمارة يشهد تقدماً ملحوظاً تزامناً مع التخفيف التدريجي لعدد من القيود والإجراءات الاحترازية، التي تفرضها دولة الإمارات للحد من انتشار جائحة «كوفيد 19»، إذ شهدت نسبة الإشغال الفندقي زيادة بنحو 3% منذ مطلع يوليو الجاري، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، ومن المتوقع أن تستمر هذه النسبة بالارتفاع مع إطلاق عدد من المبادرات، تمهيداً لعودة نشاط القطاع السياحي في العاصمة.

* هل من توقعات معينة لديكم لعدد السياح بعد انقضاء جائحة كورونا؟

-  لدينا بعض التوقعات للفترة القصيرة القادمة، وما يأتي بعد ذلك ستتم دراسته والتخطيط له بتأن قبل اتباع أي استراتيجية تسويق محددة، نتوقع أن السياحة المحلية ستكون أولوية خلال الفترة القادمة، حتى تعود حركة السفر العالمية إلى سابق عهدها، لذلك فإننا سنولي تركيزنا لهذا القطاع السياحي في البداية، بعد أن تبدأ الحركة السياحية باستعادة نشاطها، ستكون دول الخليج من بين أهم أسواق المصدر لنا، نظراً لتقارب المسافات وسهولة التنقل بين هذه الدول، كما تعتزم أبوظبي فتح أبوابها مجدداً على العالم، حيث يشهد القطاع السياحي تعاوناً وثيقاً يجمع القطاعين العام والخاص، تمهيداً لإعادة فتح عدد من المنشآت والوجهات السياحية والمتاحف، وغيرها وقد عملت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، خلال الفترة الماضية على إطلاق عدد من المبادرات التحفيزية لدعم إعادة افتتاح المنشآت الفندقية والوجهات السياحية والثقافية، كما نخطط لاستضافة عدد من الفعاليات الدولية واستقبال الزوار في المستقبل القريب.