اختار المصمم الفلبيني Furne One الإقامة في الإمارات، وتميز بجرأة تصاميمه التي ارتدتها أهم النجمات في العالم، هذا الآسيوي الذي يستلهم تصاميمه من أساطير الشرق ومن الكاتدرائيات، يعيدنا إلى طريق الحرير فنرى لمسة الياقات والكومينو نرى سحر الشرق الأقصى بطبيعته ووروده وألوانه التي شكلت ملهماً له وبصمة حقيقية لداره Amato، أثبت من خلالها حرفية عالية في تنفيذ أزياء فاخرة وفريدة من نوعها. تلتقيه «زهرة الخليج» في حوار التجربة وسر الإبداع، ونسأله:

* كيف وجدت تجربة عرض أزياء من دون جمهور؟ وكيف وجدت التفاعل معك؟

- رغم أن للظرف الذي نعيشه أحكام، وما فرضه الوباء العالمي من طرق وأساليب جديدة في العرض، إلا أنني قد شعرت بالحزن، نعم إنه لأمر محزن أن يغيب معظم الذين اعتدت عليهم عند العرض، فالعرض دائماً هو الجمهور، هو المنصة والأضواء، والسينوغراف، ومصممون حقيقيون يقفون إلى جانبي ليخرج ما نصممه إلى الضوء، فهناك دائماً أشخاص وراء الكواليس هم بشكل أو بآخر جزء حقيقي من نجاح ما نقدمه،  فأنا أرى أن عدد هؤلاء صار أقل، كفناني المكياج ، ومصففي الشعر والمدراء وما إلى ذلك. ولاشك أن تقديم عرض من دون جمهور هو أمر جديد، فرضه ظرف عالمي، وهو ليس أمراً سهلا لي، لدرجة أنني لا أعرف حقاً ما أشعر به، هو محزن بلا شك، ولكن الأمل يدفعنا دائماً إلى أن العودة للحياة الطبيعية ستكون قريبة، هو أمل نتحايل عليه اليوم بعرض من دون جمهور، لأننا نريد أن نطل على العالم، في لحظة تحد لكل شيء، نعم مؤلم أن تعرض من دون جمهور، ولا تصفيق ولا مشاهد مسرحية حقيقية اعتدت عليها، حيث هناك من  يشاهدون العرض ببعد واقعي وحضور يمنحنا الطاقة، وتعليقات ومحادثات بين الأصدقاء،  والذي يمنحنا لحظة تنبؤ بنجاح العرض،  إنه شعور مختلف تماماً، أهمه غياب هذا الحضور الجسدي، العرض جسد وألوان وعارضات يضئن المنصة بحضورهن.

مجموعة رومانسية

* حدثنا عن مواصفات مجموعتك الأخيرة التي أطلقتها خلال أسبوع الموضة العربي؟

- تدور حول الرومانسية والأنوثة، الأنوثة هي ما أبحث عنه دائما في تصاميمي ومجموعتي الأخيرة عبارة عن عباءات مزينة بأعمال يدوية، تطريز وخرز، وقطع من الدانتيل، المطرزة والمزينة بالخرز.

المجموعة الجديدة أنيقة ولها هدف، وهو أن نحدد اتجاهاً جديداً للعصر الجديد، وتخطي  حدود الأزياء الجاهزة.

* حدثنا عن أثر جذورك الآسيوية على تصاميمك، لاسيما مجموعتك الأخيرة؟

- جذوري الآسيوية، المليئة باللون والطبيعة والحكايا والأساطير، والطرق، لاسيما طرق الحرير، كل هذا يشكل لي لحظة إبداع وإلهام، لهذا من يتابع هذه المجموعة أول ما يلاحظه حضور الثقافة الآسيوية، بشكل واضح، حيث وظفت في العباءات الياقات الصينية، إلى جانب روح الكيمونو، وسترات الكيمونو والمطرزات الشرقية في كل عباءة، إنها حقاً تكريماً لجذوري وتراثي والذي عبّرت عنه بتوظيف نمط AMATO المميز.

عزلة كورونا

* هل ترى بأن العزلة التي فرضتها جائحة كورونا، كانت مساحة للإبداع والابتكار؟

- كثير من الأدباء والكتاب والفنانين أيضاً، يرون أن العزلة بشكل عام مساحة للفن والكتابة، لهذا وجدت أنه يمكن للعزلة أن تكون منتجة للغاية لشخص مبدع مثلي، لأنها تمنحني الوقت الكافي للتفكير والمتابعة والقراءة، وسماع الموسيقى، ومتابعة عالم اللون، والخيال. لهذا فقد أعطتني هذه العزلة مساحة للخيال، وإعادة قراءة ما قمت به، وما سأقوم به، ألا يكفي أننا لانزال نحلم، فكيف إذا لبست المرأة من أزيائي وتصاميمي التي تفوح منها رائحة الشرق الأقصى.

* ما أبرز ألوان هذا الموسم؟

- تميز هذا العام، بأن المصممين كانوا عمليين وخلاقين بشكل حاد، وهو بحد ذاته تحدٍ حقيقي لكل شيء، وهو ما يجعلنا نقول إننا ننتصر بالجمال، والرائحة واللون الذي يمنح العين الراحة والنفس أيضاً. وبالنسبة للألوان، فإن الباستيل والظلال الوردية والزرقاء، هي المفضلة لي، وربما تستمر معي لفترة طويلة.

* كيف ترى صناعة الموضة في الإمارات؟ ولماذا اخترت الإقامة بها كحاضنة لإبداعاتك خلال السنوات الأخيرة؟

البيئة الإماراتية غنية في تنوع الجنسيات، يكفي أنك تقيم في بلد يسكن على أرضه أكثر من 200 جنسية، هناك معارض، هناك منصات متعددة، جو للتنافس والتأثير والتأثر، أرض السلام تبقى مزدهرة بكل الفنون، وأكثر من أي وقت مضى.

لا شك أن هذا يؤدي إلى ازدهار صناعة الموضة، لأن الإمارات حاضنة وسوقا قويا في المنطقة، وأتوقع أن يستثمر البعض هذا المكان لجعل هذه الصناعة تنمو بشكل أكبر من أي وقت مضى. لدينا كل ما نحتاجه لنكون محور الموضة العالمية ولكننا بحاجة إلى المزيد من المحاربين والمدافعين الجادين الذين سيحملون الشعلة لإيصال الصناعة إلى أعلى المستويات.

رمز الإبداع

* كيف تصف امرأة AMATO؟

- تحولت إلى رمز حقيقي، كونها تعني الإبداع بعيداً عن النمطية، وهي شخصية قوية الإرادة وشغوفة بحياتها وحبها وعملها، وهذا يعكس الجرأة، التميز والاختلاف.

* حدثنا عن تصاميمك ومشاريعك المقبلة؟

- أعمل على فكرة المجموعة والتي تصب في المشروع، أستعد لعرض كبير، لأنني في أمس الحاجة لعودة المياه إلى مجاريها، وعودة كل شيء إلى الضوء، وبمجرد عودة كل شيء إلى طبيعته، يمكنني ترتيب حدث جديد. أما اليوم فإننا نطل على جمهور الموضة من خلال موقعنا على الإنترنت ومنصاتنا، وكذلك قنوات التواصل الاجتماعي.