حقق الفنان المصري أحمد زاهر حضوراً طاغياً في مسلسل "البرنس"، من خلال أدائه شخصية "فتحي" باحترافية بالغة، ورغم أن زاهر يمتلك تاريخاً طويلاً وعدداً كبيراً من الأعمال الفنية التي قدمها على مدى ربع قرن من احترافه الفن، إلا أن دوره الأخير في الموسم الرمضاني الماضي، كان الأبرز، وكرس وجوده كأحد أهم نجوم التمثيل في العالم العربي، وحاز أحمد زاهر في نهاية الموسم الرمضاني المراكز الأولى في أكثر من استطلاع واستفتاء، واختاره النقاد والجمهور كأفضل ممثل في فئة الأدوار المساعدة في استفتاء "زهرة الخليج"، وللتعرف إلى أسرار وتفاصيل هذا النجاح الاستثنائي، التقينا زاهر في هذا الحوار: 

*  ما شعورك بأداء شخصية "فتحي" في المسلسل؟

- أشعر بسعادة غامرة على رد فعل الجمهور على أدائي للشخصية، سبق لي أن قدمت أدواراً كثيرة لاقت نجاحات مهمة، ولكنني لم أصادف مثل هذا النجاح من قبل، ومسلسل "البرنس" نفسه لاقى قبولاً واهتماماً من قبل الناس لم يحدث منذ 20 عاماً، وشخصية "فتحي" أصبحت "تريند" ليس في مصر وحسب، بل في تويتر دول عربية عدة مثل الإمارات وسوريا وتونس والجزائر، وهذه تجربة جديدة بنجاحها وشكلها.

عبقرية المؤلف

* هذه ليست المرة الأولى التي تؤدي بها دور شرير، فهل هذه المرة ذهبت للمرحلة القصوى؟

-  قدمت أدواراً كثيرة ومختلفة، ومن ضمنها أدوار الشر، لكن شخصية "فتحي" كتبها محمد سامي بشكل عبقري ووضع تفاصيل كثيرة في الشخصية، وأي ممثل ذكي وشاطر سيعلم كيف يتقمصها ويعيش بها ويضع تفاصيله الخاصة عليها، كما أن المؤلف جعلها محرك الأحداث في المسلسل، ومن يتابع يشعر بأنه مستفز طوال الوقت، خاصة أن "فتحي" في لحظة يضحكك وفي لحظة يغضبك، ووجدت أن بعض الناس شعرت بالحزن على إعدام "فتحي" في النهاية، ووصلتني تعليقات من الكثيرين ومنهم من قال: "انقهرت عليه" لأنهم برغم كرههم للشخصية إلا أنهم أحبوها أيضاً.

* سبق أن صرحت بأنك تعرضت للتهديد، ما القصة؟

- دعك مما يكتب عبر السوشيال ميديا فهو كثير جداً، وما حصل كان بالتأكيد من باب السخرية، فقد نشر أحدهم رقم هاتفي الشخصي عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبدأت تأتيني رسائل تقول: "سنأتي بحق رضوان وسنستعيد مريم وسنقتلك ونسحلك" وكنت أقرأ وأضحك على هذه الرسائل، لأن هذا الكره معناه أنني نجحت في تقديم الشخصية إلى حد جعلت الناس تندمج معي وتنسى أنني مجرد ممثل ولست مجرماً.

* ألم تشعر بالخوف على نفسك من حيث عدم قدرة المتابع على الفصل بين شخصك الحقيقي والشخصية التي قمت بتأديتها؟

- أنا لست بالوجه الجديد وليست أول مرة أمثل دور شرير، فقد قدمت شخصية "كمال لبة" مع أحمد السقا، وشخصية "يوسف" في مسلسل "حكاية حياة" مع غادة عبد الرازق، والمشاهد يستطيع الفصل بين التمثيل والحقيقة.

* هل تعتقد أن البطولة الجماعية في المسلسل هي التي أسهمت في هذا النجاح؟

- طبعاً وهذا ذكاء من المؤلف والمخرج محمد سامي، وذكاء من محمد رمضان أيضاً، لأنه لو قام بلعب دور البطولة كاملة وكانت باقي الأدوار ضعيفة لن تكون المحصلة النجاح الذي رأيناه، شخصية "فتحي" لو لم تكن نداً قوياً أمام "رضوان"، لم يكن محمد رمضان كسب كل هذا التعاطف من قبل الناس، وهذا ما أكمل المشهد، فمن أجل أن أكسب تعاطف الناس للبطل يجب أن اخلق له نداً للوصول لهذه الحالة من النجاح.

كيمياء مع روجينا

*  قدمت معك الفنانة روجينا ديو رائعاً، فماذا تقول عن روجينا وشخصيتها؟

- روجينا ممثلة قوية جداً، قدمنا معاً أعمالاً كثيرة، منها "حكاية حياة"، و"كلام على ورق"، و"الطوفان" الذي كانت البطولة فيه جماعية بمشاركة 22 بطلاً وبطلة، والكيمياء موجودة بيني وبين روجينا من زمان، وكنا نتنافس لإخراج أفضل ما لدينا، وبيننا تناغم كبير أمام الكاميرا.

* هذا النجاح يحملك مسؤولية كبيرة، فما الذي يمكن أن تقدمه بعد مسلسل "البرنس"؟

- ما زلت أحتفل بالنجاح، وأتمنى أن يكون العمل المقبل قوياً، وأنا حريص عندما أختار دوراً أن يكون بصمة لي، وهو ما أستشعره عند قراءة النص، كما حدث مع شخصية "كمال لبة" مع أحمد السقا رغم صغر مساحتها لكن تأثيرها كان كبيراً.

* ماذا شاهدت من مسلسلات رمضان؟

- "الاختيار" و"الفتوة" للفنان ياسر جلال وابنتي ليلى مثلت معهم وشاهدت مسلسل "النهاية".

* كيف أثرت فليك كورونا شخصياً؟

- أثرت فيّ خلال تصوير آخر 15 حلقة، حيث كانت الأزمة في أوجها وكنا نشعر بالقلق، رغم أن الشركة المنتجة وفرت جميع مستلزمات الحماية في مواقع التصوير، شخصياً كنت أشعر بالخوف على بناتي الأربع وزوجتي، لكن أكثر ما كان يضايقني هو استهزاء الناس بالفنانين وهم لا يعلمون أننا كنا مجبرين على التصوير وإنهاء العمل.

* للأسف رجاء الجداوي أصيبت؟

نصيحة إلى ليلى

- أعرب الفنان أحمد زاهر عن سعادته بالتجربة التي خاضتها ابنته "ليلى" في مسلسل "الفتوة" أمام النجم ياسر جلال، وقال: "قدمت ليلى دوراً رائعاً وعملت ما عليها تماماً، ولم يزاحم شعوري الشخصي بالنجاح سوى فرحتي بنجاح ليلى أيضاً". وأضاف: "نصيحتي لها عدم الغرور والتواضع وأن تبقى مركزة في عملها وألا تهتم بحجم الدور وإنما بتأثيره".