خلال أسبوع باريس لموضة هوت كوتور خريف وشتاء 2020/2021 الذي أقيم افتراضياً من دون جمهور، قدمت دور المجوهرات الكبرى مجموعاتها الجديدة. انتقينا من Cartier وPiaget وBoucheron ثلاثة نماذج من قلادات تنطق بسحر الطبيعة ومكنوناتها الرائعة.

قلادة هيميس

تتصف تشكيلة المجوهرات الفاخرة الجديدة Sur Naturel من Cartier، بطابع مستوحى من الطبيعة، فقدمت عناصر الطبيعة من ماء ونبات وحيوان في حلّة ساحرة غير معهودة. ومن هذه التشكيلة اخترنا قلادة هيميس التي أضفت Cartier من خلالها لمسة مبتكرة وبهيجة الألوان من وحي الپانتير. تأخذ هذه القلادة طابعاً هجيناً يجمع بين ما هو طبيعي وما هو فائق للطبيعة، لتسحر الناظرين بتفاصيلها الغنية، من حجارة الأوبال ذات الأشكال غير المألوفة، وتوزيع عناصر الألماس التي تبدو وكأنها غير متناظرة، فضلاً عن توليفة الأحجار الكريمة المذهلة.

يثري حجر الكونزيت التشكيلة بشكله الانسيابي الأنيق المقصوص على هيئة وسادة بزنة 71.80 قيراط، ولونه الوردي المشوب بالقليل من البنفسجي. ويتسم أيضاً بإخفاء كافة المفاصل التي تربطه بالقلادة ببراعة فائقة، لدرجة لا يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة، ويتألق بإطاره المذهل الذي كان بمثابة تحدٍّ كبير، يؤكد مهارة حرفيي الدار الذين صمّموا هذه الهيكلية المعقّدة بأسلوب ينسجم مع كافة الأحجار المحيطة بكل انسيابية.

قلادة قطرة السماء

عرضت دار Boucheron  مجموعة Contemplation التي تتضمّن67 قطعة مجوهرات، تمثّل مجموعة المجوهرات الراقية الأكثر شخصية وحميمية التي صمّمتها كلير شوان المديرة الإبداعية للدار. وتهدف شوان من خلال هذه المجوهرات إلى التقاط الأشياء غير الملموسة من خلال الكشف عن الجمال العابر للعالم الطبيعي. ومع عقد Goutte De Ciel المصنوع من ذهب أبيض، كريستال صخري، ألماس ومادة غامضة، نستطيع التقاط قطعة من السماء.

كان ابتكار عقد Goutte de Ciel شديد التعقيد. فعلى مدى عامين، قامت دار Boucheron بجمع المواد اللازمة، ليس لتشكيل الظلال اللونية غير المتناهية لزرقة السماء وحسب، بل ولتجسيد طبيعتها أيضاً، وذلك الجوهر الذي يكاد يكون غير محسوس. ومن ثمّ وقع الجواهريّ على مادة خاصة تستخدمها ناسا في الفضاء لجمع الغبار النجميّ. تلك المادة الغامضة، المصنوعة بنسبة 99,9% من الهواء والسيليكا، والتي تختلف ألوانها بحسب الضوء، تأتي مغلّفة بقشرة من الكريستال الصخري المرصّع بالألماس. وتتدلّى هذه التميمة من عقد ضيّق حول العنق مصنوع أيضاً من الكريستال الصخري المرصّع بالألماس، يمكن أن يتحوّل إلى سوتوار، بحيث يتمّ تعليق الحلية المتدلية بحبل من الحرير. ويستكمل العقد سوارا من الكابوشون بخطوط ذات نقاوة فائقة تدمج القطعة في سماء القرن الحادي والعشرين.

قلادة الريش الملوكي

لطالما احتل جناح الطير مكانة مُقدرة كزخرفة في تصميم المجوهرات على مر العصور، ولكن مع Piaget تم تنفيذ الريش بمستويات عالية من الحرفية والإبداع اللوني، حيث تعمل إعادة تشكيل الألوان الاستوائية الغنية، وتطعيم الريش بفضل مهارات الفنانة نيللي سونيه المختصة في الزخرفة بالريش، وترصيع الأحجار الكريمة على مضاهاة مثالية لريش الطيور الغريبة بجمالها، من خلال استخدام قوس قزح مكوّن من أحجار السافير والأسبنيل مختلفة الألوان. ويتضمن قلب قلادة الريش الملوكي حجر تورمالين نادر ومعروف باسم Paraiba (تيمناً باسم الولاية البرازيلية حيث تم اكتشافه لأول مرة في الثمانينيات باعتباره جوهرة جديدة كلياً). يمكن أن تتراوح الألوان من الفيروز الصارخ إلى الأزرق المخضر المهيب، ولكن التوهج المتّقد الذي يبدو وكأنه يضيء الحجر من الداخل يجعل من تورمالين بارايبا أحجاراً لا تُقارن بأي جواهر أخرى. هذا ويمكن ارتداء القلادة مع أو بدون الزخرفة المشكّلة من الريش، والتي يمكن إزالتها وارتداؤها كقرط يعانق الأذن، أو يمكن تقسيمها إلى قسمين وارتداؤهما على كلتا الأذنين.