أسهمت تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) والواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) في تطور حياة البشر، وكان لها الدور الرئيسي في دعم المجتمع على كافة القطاعات والأصعدة لتصبح أكثر مرونة في ظل مواجهة وباء كورونا المستجد «كوفيد 19»، وساعد الشركات على التكيّف والانفتاح، كما أسهمت في توفير الأمان للمستهلكين.

الذكاء والتفكير

يرتكز أداء الذكاء الاصطناعي AI، في قدرة أجهزة الكمبيوتر على جمع البيانات والتعلم والتفكير والاستنتاج، حيث يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها عن طريق الخوارزميات التي يستخدمها الجهاز في تصنيف وتحليل وحل المشكلات والقيام بالتنبؤات. ووفقاً لمؤسسة البيانات الدولية، من المرجّح ارتفاع معدل نمو الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بنسبة 83٪ من 290 مليون دولار عام 2019 إلى 530 مليون دولار بحلول عام 2022. وتركز دولة الإمارات التي تحتل موقع الصدارة في استخدام التكنولوجيا وتقدمها، على ضمان استمرار هذا النمو من خلال رؤية استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، التي تهدف إلى تعزيز أداء وكفاءة القطاعات الرئيسية والارتقاء بها بسرعة وكفاءة عاليتين في مجالات عدة بما في ذلك الصحة والتعليم والنقل والطاقة والتكنولوجيا والفضاء.

الواقع الافتراضي

أما الواقع الافتراضي VR، فهو تجربة غامرة تمكّن الشخص من التواجد والتفاعل في العالم الافتراضي كما لو كان في مكان آخر؛ في حين أن الواقع المعزّز AR هو مزيج من العالمين الواقعي والافتراضي، من خلال إسقاط الأجسام الافتراضية والمعلومات والرسومات والصوت في عالم المستخدم الحقيقي. ويشير تقرير عالمي إلى أنه من المتوقع أن تصل القيمة السوقية لتقنيات الواقع الافتراضي VR والواقع المعزّز AR إلى 571.42 مليار دولار بحلول عام 2025.

الرعاية الصحية

تعلب التقنيات الحديثة دورا مهماً في قطاع الرعاية الصحية، حيث يمكن للمريض الآن إجراء فحص كامل للجسم وهو جالس في منزله، من خلال تطبيقات الهاتف المحمول مثل IGOODI، وهو عبارة عن مشروع عالي التقنية يستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تصميم الأشياء والتجارب، حيث يقوم بتجسيد صورة رمزية للمريض في الوقت الحقيقي والتي يمكن من خلالها أن يقوم الممارسون الصحيون بعملية الفحص وتحليل البيانات. وتطبق هذه التقنية حالياً في إعدادات جراحة العظام والأمراض الجلدية. ولإجراء تحليلات حيوية فورية، يمكن لتطبيق الهاتف المحمول Anura قياس الحالة الصحية للشخص من خلال تقنية فحص الوجه بالأشعة فوق الصوتية لمدة 30 ثانية. على غرار الأجهزة الطبية القابلة للارتداء، يمكن للتطبيق التعرف على العلامات الفسيولوجية والنفسية والحيوية ومستويات الإجهاد وقياسها من خلال الإشارات الحيوية أو العلامات.

التعليم بالمكافئة

يعد التعليم من بين القطاعات الأكثر تأثراً في ظل الوباء الحالي. يمكننا أن نتوقع رؤية نمو ملحوظ في استخدام التكنولوجيا مع تفضيل نظام التعلم الإلكتروني في الوقت الراهن. أما بالنسبة للأطفال الصغار، يمكن للأنظمة القائمة على المكافآت الصغيرة أن تساعد التعليم الذكي ليصبح فعالاً أكثر. على سبيل المثال فإن Class Dojo، وهو تطبيق يمكّن الطلاب من الحصول على نقاط شبيهة بألعاب الفيديو من خلال القيام بالمهام وتتبع الأداء اليومي، وهي طريقة تعليمية مدمجة تسمى التلعيب. بعض الأمثلة الأخرى لهذه التطبيقات هي code.org وMinecraft education، التي تعتمد على الأنشطة التي يتمتع بها الأطفال بالفعل من أجل تحسين تعلمهم وتحفيزهم واكتشاف دوافعهم نحو التعلم.

ضيافة افتراضية

من المتوقع أن يتوسع قطاع الضيافة في السنوات القليلة المقبلة والمضي بالفعاليات في الأماكن الحقيقية المولدة للعائدات، إلى التوجه نحو تقديم المزيد من الأماكن الافتراضية أو المختلطة، مع توفير خاصيات مثل تقنية التعرف على الوجه عند تسجيل الوصول أو المغادرة الذاتية، وتقديم أمر صوتي في المصاعد وداخل الغرفة، فضلا عن استخدام الروبوتات.

التجزئة والمبيعات

من بين أبرز الاتجاهات الناشئة في ساحة الواقع الافتراضي VR والواقع المعزّز AR، هي تقنية توجيه التنقل الداخلي والمساعدة عن بعد وتجربة الواقع المعزّز على شبكة الانترنت، حيث يمكن للمستخدم الوصول إلى العالم المعزز عن طريق متصفّح الإنترنت دون حاجة إلى تنزيل تطبيق الهاتف المحمول بعد الآن. لا يقتصر دمج هذه التقنيات على جذب المستخدمين فحسب، بل يساعدهم على التنقل في المتجر الفعلي دون الحاجة للتواجد الفعلي. ويمكن للمستهلك السير عبر المتجر افتراضياً، وأسهمت هذه التقنية في خفض مخزون المنتجات التي تستهلك مساحة كبيرة في كل متجر، كما ساعدت على زيادة نسبة المبيعات لكل قدم مربعة.