هدفت ورشة العمل «براعمي الصغيرة تكبر» التي نظمتها مؤسسة التنمية الأسرية عن بعد، إلى تقييم العلاقة بين أولياء الأمور والأبناء في مرحلة الطفولة المبكرة، وكفاءة الأساليب الواجب اتباعها من أجل حمايتهم وتربيتهم بطريقة صحيحة.

ووضحت أمل العزام خبيرة خدمة الاجتماعية بمؤسسة التنمية الأسرية، التي قدمت الورشة ان الوالدين في هذه المرحلة العمرية يستمعان إلى الكثير من النصائح حول تربية الطفل من جميع المحيطين سواء في طريقة مأكله أو مشربه، وتضيف: «تسمع الأم نصائح متعددة، مثل لا تحتضني طفلك كثيراً لأن ذلك سيفسده، وأخرى تنصح الأم أرضعيه وضعيه في الفراش ولا تحمليه، وأخرى تقول أتعجب من حديثك مع طفلك فهو لا يفهم، فكل هذه النصائح قد تكون غير سليمة، فالطفل يحتاج إلى التشجيع والتقدير واللعب والاهتمام والتقبل والطمأنينة والأمان العاطفي، والحب غير المشروط».

بكاء الطفل

تلفت أمل إلى أن بكاء الطفل المتكرر غالباً، ما يزعج أولياء الأمور في هذه المرحلة، مؤكدة: «على الأم أن تنتبه لبكاء الطفل فقد يكون السبب في ذلك شعوره لحاجته إلى حضن الأم، وليس من الضروري أن يكون بحاجة إلى الطعام أو الشراب أو تغيير الحفاظة فقط كما يعتقد البعض، ففي حال أعطت الأم كل احتياجاته السابقة، وظل يبكي عليها أن تتنبه لحالته الصحية فقد يكون لديه مرض ما، أو بعض الغازات التي قد تزعجه وتؤثر عليه، وعلى الأم أن تعلم أن الطفل في هذا العمر، يتأثر كذلك بمشاعر الوالدين، فقد ينزعج ويتأثر بالصوت العالي بجواره، ولابد أن نتذكر دائماً أنه لا يبكي بهدف إغضاب الوالدين أبداً، بينما هو يبكي لأن هذه هي وسيلة التعبير الوحيدة التي يعرفها».

من 6 إلى 12 شهراً

تقول أمل العزام أن المرحلة العمرية من 6 إلى 12 شهراً، تنشأ عند الطفل مشاعر الثقة والشعور بالأمان، وهو ما يؤثر على حياته المستقبلية، مشيرة إلى أن الطفل في هذه المرحلة بحاجة إلى التشجيع والتقدير على الرغم من صغر سنه، ويكون ذلك بأن تساعد الأم طفلها ليرفع يديه قليلاً فهذا نوع من التشجيع، لأنه بحاجة لتقوية عضلات يديه. وتضيف: «من أجمل الأشياء التي يحتاج إليها الطفل، أن تضع الأم انفها على بطنه خلال فترة الغيار، فان ذلك يجعله يشعر بالحب والأمان وأنها تهتم به، وعلينا أن نتأكد أن الطفل يفهم ما يدور من حوله ويشعر به». وتشير أمل إلى أن أكبر التحديات التي تواجه الوالدين في هذه المرحلة العمرية، التقطع في النوم خلال الليل، وعلى الأم أن تفكر في الأسباب التي تجعله يستيقظ مساءً، بدلا من أن تغضب منه وتنزعج لأنه لا ينام بشكل متواصل.

من سنة إلى اثنتين

الطفل في هذه المرحلة، بحسب العزام، بحاجة إلى الحب غير المشروط والطمأنينة والأمان العاطفي والاحترام والاستقلالية فضلا عن التشجيع والتقدير والتقبل. وتضيف: «من أهم الأمور الاهتمام بالطفل من خلال اللعب، لاسيما وأنه في هذه المرحلة يبدأ في المشي والكلام، ويصبح قادراً على الوصول لأماكن وأشياء لم يكن باستطاعته الوصول إليها، ويكون سعيداً باستقلاله، ويبدأ رحلته الاستكشافية باللمس والتذوق وتحري مصادر الأصوات لتطوير عقله».

من سنتين إلى ثلاثة

تشير أمل إلى أن الطفل في هذه المرحلة، تظهر لديه رغبة الاستكشاف، والشعور بالحياء والخوف من الظلام أو حتى الخوف من الآخرين، وتضيف: «لتخطي مشكلات تلك المرحلة، على أولياء الأمور تفهم خوف الأطفال، فقد يكون ناتجاً عن سماع صوت غريب وهو لا يعرفه ولا يفهمه، والطفل لديه خيال واسع فقد يعتقد أن هذا الصوت هو صوت وحش مثلا أو شيء مخيف قد يؤذيه، إذ أنه لا يستطيع أن يميز بين الخيال والواقع، وقد يشعر بالخطر عندما يبقى وحيدا في الظلام، وعلينا طمأنته واحتضانه وعدم ترهيبه على سبيل العقاب، إذا لم يطع الأوامر باستخدام بعض الأمور التي قد تبث في نفسه الخوف».

من ثلاث سنوات إلى خمسة

الطفل في هذه المرحلة، يحتاج إلى معرفة الأشياء الخطرة من حوله ليحمي نفسه وتقبل أسئلته التي سوف تزداد، إضافة إلى اللعب لاكتشاف السلوكيات الاجتماعية، ولذلك تبين أمل: «علينا مساعدة الطفل في اختيار الألعاب المناسبة وتوجيهه دائماً بشكل غير مباشر. فمن الممكن في هذه المرحلة، أن يحاول الطفل فتح خزانة المطبخ، ويخرج محتوياتها ويلقيها على الأرض، وقد يتضرر الطفل. وفي هذه الحالة على الأم ألا تصرخ فيه أبداً ولا توبخه، لكن ما عليها فعله هو احتضانه وبعد أن يهدأ، تبدأ في شرح خطورة ما فعله بطريقة لطيفة، وأن تطلب منه المساعدة لإرجاع محتويات الخزانة إلى مكانها، ومحاولة إصلاح ما كسر إذا أمكن». وتشدد أمل إلى أن هذه العملية قد تكون فرصة عظيمة لتعليم الطفل بعض الأمور، ليتفهم بطريقة علمية مخاطر ما يحيط به، مضيفة: «في نفس الوقت على الوالدين، توفير الألعاب التي تساعده في شغل أوقاته، وتغييرها من وقت لآخر، حتى لا يشعر الطفل بالملل».

تمرد الطفل

لماذا يرفض الطفل طاعة الأوامر بقول «لا»، فالكثير من الأمهات تقول طفلي عنيد متمرد على كل شيء، تجيب  أمل العزام خبيرة خدمة الاجتماعية بمؤسسة التنمية الأسرية، عن السؤال، بالقول: «يحاول الطفل إثبات وجوده ويلفت الانتباه له، فهو بحاجة للشعور بالاستقلالية، وعلى أولياء الأمور تقبل كلمة لا والبحث عن سببها، واحترام رأي الطفل على الرغم من صغر سنه».