رحل عن الدنيا في ساعة مبكرة من صباح اليوم، الدكتور محمد مشالي، المُلقب في مصر بـ«طبيب الغلابة»، عن عمر ناهز 76 عاماً، وذلك في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، تاركاً وراءه قصصاً كثيرة لمصريين فقراء قدم لهم الرعاية بمبالغ زهيدة.

وذاعت شهرة مشالي في رمضان الماضي، عندما رفض قبول تبرع كبير لتجهيز عيادة جديدة له في أشهر شوارع طنطا على أحدث طراز، وقبل فقط سماعة طبية قيمتها 80 جنيهاً، خلال تصوير واحدة من حلقات البرنامج الاجتماعي الإنساني «قلبي اطمأن» الذي عرض في شهر رمضان الماضي، على شاشة «أبوظبي»، وقد سلط البرنامج الضوء على قصة هذا الطبيب المناضل والمكافح وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي حكايته.

وفي تصريحات صحافية، قالها للعديد من وسائل الإعلام، يقول الدكتور مشالي عن نفسه: «أنا طبيب بشري نشأت في بيئة متواضعة، وتخرجت من كلية طب قصر العيني في عام 1967»، مؤكداً أنه وهب علمه وعمله لـ«الغلابة»، حيث يدفع المريض مبلغاً رمزياً لا يتجاوز جنيهات قليلة، ليكون سبباً في علاج ملايين المصريين الذين لا يقدرون على دفع مصروفات الكشف والأدوية.

وعن سبب توجهه للفقراء يقول الطبيب: «جاءني طفل صغير مريض بمرض السكر وهو يبكي من الألم، ويقول لوالدته أعطيني حقنة الأنسولين، فردت أم الطفل لو اشتريت حقنة الأنسولين، لن نستطيع شراء الطعام لباقي إخوتك، فحرق الطفل نفسه ليوفر ثمن علاجه، ولَم استطع إنقاذه حينها ومات بين يدي وفِي حضني، ولا زالت أتذكر هذا الموقف الصعب، الذي جعلني أهب علمي للكشف على الفقراء»، مؤكداً أن قيمة كشفه 5 جنيهات، وأحياناً لا يقبل ثمن الكشف من المرضى غير القادرين، ويقدم لهم الأدوية.

وكان مشالي قد دعا إلى توجيه التبرعات إلى غير القادرين، مثل الأطفال بلا مأوى أو الأطفال الأيتام، وقال: «من يريد التبرع لي، عليه أن يقدم هذه التبرعات إلى محافظ الغربية لصرفها على المحتاجين»، مؤكداً أنه رفض العديد من التكريمات من جهات عديدة.