تتجه الأنظار هذا العام إلى موسم حج استثنائي، في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، حيث كثفت المملكة العربية السعودية جهودها لسلامة الحجيج، وإتمام شعائر الركن الأعظم بسلام وأمان.

وسمحت المملكة لنحو 10 آلاف حاج من حجاج الداخل، 70% منهم من الأجانب، لأداء مناسك الحج التي تبدأ اليوم، وسط إجراءات احترازية ووقائية غير مسبوقة للحد من تفشي الفيروس، مسخرةً طاقاتها وكوادرها وإمكاناتها لتوفير سبل الراحة والسلامة وتحقيق الأمن والأمان للحجاج.

الإجراءات الاحترازية

من بين الإجراءات الاحترازية، فحص جميع المشاركين في أداء فريضة الحج، والحرص على التباعد الجسدي، وإخضاع جميع المشاركين للعزل المنزلي قبل بدء مناسك الحج وبعد الانتهاء منها، بالإضافة إلى توفير الخدمات الصحية اللازمة خلال أيام الحج. كما تم تخصيص مسارات في صحن المطاف لكل فوج، بما يضمن تحقيق التباعد الجسدي بين الطائفين، إضافة لتخصيص أبواب محددة لكل فوج للدخول والخروج لضمان منع حدوث أي تزاحم أو تكدس.

ووفرت أمانة العاصمة المقدسة نحو 19 ألف موظف وعامل لتنفيذ خطتها لموسم الحج، ولتقديم أفضل الخدمات للحجاج، كما رفعت من الطاقة الإنتاجية لعبوات ماء زمزم لتوزيعها على الحجاج، مع استمرار منع حافظات وبرادات المياه.

ومن بين الإجراءات الاحترازية أيضا، منع لمس الكعبة والحجر الأسود وارتداء الكمامات في جميع الأوقات، من القائمين على مسار الحج والحجاج وجميع العمال، والتخلص منها بالطريقة السليمة وفي المكان المخصص لذلك، واستخدام السجادات الشخصية.

تعقيم وتطهير الأسطح

يجري تعقيم وتطهير الأسطح بشكل دوري، مع التركيز على الأماكن التي تكثر فيها احتمالية التلامس، خاصة مثل نقاط الاستقبال، ومقاعد الجلوس، وأماكن الانتظار، ومقابض الأبواب وطاولات الطعام.

كما يُسمح بصلاة الجماعة مع التشديد على ارتداء الكمامة خلال الصلاة، وإبقاء مسافة التباعد بين المصلين، والرجوع في ذلك للبروتوكولات الخاصة بالمساجد.

وتم تزويد الحجاج بمجموعة من الأدوات والمستلزمات، بينها إحرام طبي ومعقّم وحصى الجمرات وكمامات وسجّادة ومظلة، بحسب كتيّب «رحلة الحجاج» الصادر عن السلطات.

كما تم تخصيص حافلة لكل مجموعة، ورقم مقعد مخصص للحاج خلال رحلة الحج كاملة، على ألا يتجاوز عدد الركاب داخل الحافلة طوال مدة الرحلة 50% من إجمالي الطاقة الاستيعابية للحافلة، وفي حال التأكد من إصابة أحد الركاب بكورونا، يتم إيقاف العمل بالحافلة لحين تطهيرها بالكامل.

وتم التشديد على السائقين بضرورة ارتداء وجميع الركاب الكمامات القماشية، أو ما يغطي الأنف والفم في جميع الأوقات أثناء وجودهم في الحافلة.

وأكدت الأجهزة الأمنية والمرورية جاهزيتها التامة لتيسير تحركات الحجاج وتأمين سلامتهم لأداء الشعيرة بكل يسر وسهولة، رغم خطر جائحة كورونا.

مرافق صحية

وفرت وزارة الصحة السعودية مرافق صحية في المشاعر المقدسة، لتوفير الرعاية الطبية للحجاج، شملت مستشفى منى الوادي بسعة 160 سريراً، ومركزاً صحياً في عرفات، ومستشفى ميدانياً، وعيادة متنقلة، و6 سيارات إسعاف عالية التجهيز، و3 عيادات في مقر سكن الحجاج. ويشارك عدد من الكوادر الطبية والفنية في تقديم الخدمات الصحية للحجاج، بالإضافة إلى ذلك، كثفت الصحة استعداداتها للتعامل مع حالات الإجهاد الحراري، وبقية الأمراض المتعلقة بالحرارة المتوقع حدوثها هذا العام؛ نظراً لتزامن موسم الحج مع ارتفاع درجات الحرارة. كما اعتمدت أمانة العاصمة المقدسة في خطتها الاستثنائية لموسم حج هذا العام، أربعة مسالخ تم تطويرها ورفع طاقتها الاستيعابية، وبإجمالي 3700 شخص من أطباء وبيطريين وجزارين وعمال يتولون ذبح الهدي.

معايير لاختيار الحجيج

وكانت وزارة الحج والعمرة السعودية قد وضعت معايير محددة لاختيار حجيج هذا العام، حيث الأولوية لمن لا يعانون أمراضاً مزمنة، ومن خضع لاختبار (سي بي آر) الذي يثبت عدم إصابته بفيروس كورونا، ومن لم يسبق لهم أداء فريضة الحج من قبل. ومن المعايير أيضاً أن تكون أعمارهم من 20 إلى 50 عاماً، وأيضاً مع التعهد بالالتزام بمدة الحجر الصحي التي ستحددها وزارة الصحة قبل وبعد أداء الحج. وتم منع الدخول إلى المشاعر المقدسة (منى، مزدلفة، عرفات) من دون تصريح، خلال الفترة ما بين 19 يوليو وحتى 2 أغسطس 2020.