بغرفتيه.. واحدة مظلمة ومغطاة بالصخور، والأخرى مضاءة بنور الشمس من خلال فتحة ضخمة على السطح، يهدي كهف مليساني، مشهداً طبيعياً ساحراً لا ينسى لزواره. ويأخذهم الإبحار بداخله في رحلة إلى عالم أسطوري وخلاب.

يقع كهف ميليساني في اليونان بالقرب من جزيرة كيفالونيا، وتبلغ مساحته حوالي ثلاثة ونصف كيلو متر مربع، على ارتفاع 36 متراً، ويتميز بسحر جماله وموقعه المميز، ويضم الكهف بحيرة صغيرة تتميز بصفاء المياه فيها، إضافة إلى غصون الأشجار الخضراء التي تنبت فوق الصخور التي تشبه لون العسل. ويعد الكهف مكاناً جاذباً لكثير من السياح، حيث وضعت فيه بعض القوارب، لكي يستقلها الزوار للتجول فيه، والقيام بتجربة تجديف رائعة عبر مياهه الزرقاء المذهلة، ذات الظلال والتي يتغير لونها مع غروب الشمس.

أسطورة ميليساني

في حين تم اكتشاف الكهوف وبحيرة مليساني الجوفية قبل عدة مئات من السنين، افتتحت المنطقة للجمهور فقط في أوائل الستينيات، خلال حفريات اجريت عام 1962، إذ تم اكتشاف العديد من مصابيح الزيت والألواح والأرقام، التي تصور الإله بان والعديد من الحوريات. ويعرف الكهف في الأساطير اليونانية بمغارة الحوريات، إذ تقول الأسطورة المكان المحدد الذي غرقت فيه إحدى الحوريات، وتدعى ميليسانثي (أو ميليساني) بعد رفضها من قبل الإله.

مياه صافية

يرجع تكوين كهف ميليساني نتيجة للعوامل الطبيعية، حيث تتميز مياه الكهف بأنها مالحة، مما جعل الصخور تتفتت وتتراكم على بعضها، حتى كونت ذلك الكهف في شكله الذي يجذب النظر إليه، وفي ظاهرة طبيعية نادرة تقوم الصخور بعملية لترشيح المياه، الأمر الذي يجعلها أكثر نقاء وشفافية وكريستالية، ويعود الماء الذي يخرج من الكهف إلى البحر ويخرج إلى شاطئ البحر.