ترتبط التمور على أنواعها بدولة الإمارات، فلشجر النخيل مكانة مهمة في الموروث التاريخي لأبناء الأرض، ويعد رمزاً كبيراً على مائدة الضيافة الإماراتية. ولطالما اشتهرت دولة الإمارات بأسواق التمور، فقديماً كان ينظر إليه من الوجبات الرئيسية اليومية، فلا يخلو سوق في أرجاء الإمارات من أمكنة بارزة لبيع التمور. ومنذ تأسيس الاتحاد أولت القيادة الرشيدة عناية خاصة بالتمور وأصنافها المتعددة التي تقارب 250 صنفاً، كونها رافداً تنافسياً من روافد الاقتصاد.

مراحل نمو

تمر ثمرة التمر بخمس مراحل نمو أساسية، المرحلة الأولى هي: (الطلع) ويعتبر أول ظهور من الثمرة ويمتد من 4 إلى 5 أسابيع، ثم تأتي المرحلة الثانية والتي تسمى: (الخلال) وتبدأ الثمرة في الاستطالة ويصبح لونها أخضر ويتصف بزيادة سريعة في الوزن والحجم، بعد ذلك طور (البسر): الذي يتصف بالبطء في زيادة الوزن ويتغير لون التمرة الى الأحمر أو الأصفر أو الأشقر ومدة هذه المرحلة من 3 إلى 5 أسابيع، ثم أواخر مراحل النمو هو (الرطب): وتصبح الثمرة مائية حلوة الطعم وتتراوح هذه الفترة من أسبوعين إلى 3 أسابيع.

طرق حديثة

للتمور طريقة صحيحة لتخزينها والاستفادة منها طيلة العام، يحددها الدكتور محمد سلمان الحمادي، مدير إدارة التشريعات في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، قائلاً: «التمور بصفة عامة تتميز بطول فترة صلاحيتها حيث يتم حفظها تقليدياً في درجة حرارة الغرفة العادية، كما أن هناك طرق حفظ حديثة وأكثر كفاءة من الطرق التقليدية في الحفاظ على ثمار النخيل بمختلف أطوارها».

وأشار إلى أن حفظ وتخزين التمور بالتبريد والتجميد، يعد من طرق الحفظ الحديثة والأكثر انتشاراً، حيث يعتبر التجميد من طرق الحفظ للعديد من المنتجات الغذائية لدوره في الحفاظ على المنتجات لفترات زمنية طويلة.

وأوضح أن التجميد يعمل على تثبيط أو إبطاء نشاط ونمو معظم الأحياء الدقيقة والتي تسبب تعفن الثمار وتغير رائحتها وتصبح بعد ذلك غير صالحة للاستهلاك، وعلى الرغم من ذلك ومن أجل منع أي احتمال لزيادة نضج الثمار وإكسابها لوناً غير مرغوب فيه خلال التجميد.

ممارسات صحية

أكد الحمادي ضرورة مراعاة خفض درجة حرارة المجمد (الفريزر) إلى أدنى درجة ممكنة، قبل وضع الرطب فيه بيوم واحد على الأقل، ليكون التجميد عند أقل درجة حرارة ممكنة، مضيفاً: «يجب مراعاة أهمية استخدام العبوات المناسبة لتخزين التمور لمنع اكتساب الرطوبة، حيث يستخدم لتحقيق تلك الغاية عبوات غير منفذة لبخار الماء، حيث يمكن الحفاظ على بعض الأصناف بهذه الطريقة المبردة لمدة 3أشهر، ويمكن إطالة فترة الحفظ  بالنسبة لمنشآت التصنيع إلى 26 أسبوعاً، عن طريق تعبئة التمور في عبوات يتم فيها إبدال الهواء في الجو الداخلي لتلك العبوات بغاز ثاني أكسيد الكربون أو التعبئة تحت التفريغ». كما لفت الحمادي النظر إلى أهمية تخزين التمور بعيداً عن مصادر الحرارة والرطوبة والمواد الضارة والحشرات والقوارض، وتعبئتها بعبوات مناسبة مصنوعة من مواد آمنة وغير منفذة للمواد أو الروائح غير المرغوب فيها، لكي تحافظ على القيمة الغذائية والخصائص الحسية. وأشار الحمادي إلى أن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، تؤكد أن اتباع الممارسات الصحيحة لمعاملات ما بعد الحصاد، يزيد فترة صلاحية المنتج، كما يضمن تقليل الفاقد من الإنتاج بنسبة تتراوح من 20% إلى 50%.

فوائد غذائية

يحتوي الرطب، بحسب مريم النعيمي أخصائية التغذية، على كربوهيدرات وبروتينات، و70 إلى 75% منه يحتوي على السكروز والفركتوز والجلوكوز، ويحتوي كذلك على أملاح معدنية كالحديد، والبوتاسيوم، والمنجنيز، والكالسيوم، والفسفور، والكلورين، والماغنيسيوم، وفيتامينات مثل الثيامين، والريبوفلافين، وحامض الفوليك، والبيوتين، وحمض الأسكوربيك. وللرطب فوائد صحية تتمثل في علاج فقر الدم، وتعزيز مناعة الجسم لمقاومة الأمراض السرطانية، ويعتبر مقوّياً للعظام والأسنان والعيون، وهو أيضاً مهدئ للأعصاب، ويساعد على علاج أمراض المعدة، وأمراض الكبد، واليرقان، وتشقق الشفاه، وجفاف الجلد، وتكسر الأظفار.

تصدير إلى 45 دولة

يصل إنتاج شركة الفوعة المملوكة لحكومة أبوظبي، إلى 113 ألف طن يتم تصدر 90 % منه إلى 45 دولة. وتأخذ الشركة، التي تأسّست عام 2005 على عاتقها مسؤولية إنتاج التمور وتصنيعها، بما فيها مزرعة التمور العضوية في مدينة العين بطاقة 63,000 شجرة نخيل، ومصنع لتصنيع التمور في منطقة الساد، وآخر في المرفأ في منطقة الظفرة بالإضافة إلى عدد من مراكز استلام التمور في دولة الإمارات. وتتضمّن منتجات الفوعة مجموعة كبيرة من التمور عالية الجودة والتمور المضاف إليها مواد أخرى (التمور المحشوّة والمغلَّفة بالشوكولاتة) والمنتجات مشتقة من التمور (دبس التمر، وعجينة التمر، وحلوى التمر).

مهرجان ليوا

نظراً للمكانة التاريخية المهمة للتمور، يهدف «مهرجان ليوا للتمور»، للمحافظة على التراث الإماراتي العريق واستمراريته، خاصة النخيل والرطب، اللذين يمثلان دعامة أساسية من دعائم المجتمع وتقاليده المتوارثة، وتأكيداً لدور القيادة الرشيدة في ترسيخ مكانة النخيل والرطب والتمور كرمز لأصالة الماضي وخير للحاضر وضمانة للغد.

وتشهد المسابقة السنوية، عرض أنواعاً عدة من الرطب، بحسب مبارك بن علي المنصوري، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الزراعية في هيئة ابوظبي للزراعة والسلامة الغذائية ومدير مسابقات الرطب في مهرجان ليوا، منها:

(الخلاص: تكثر زراعته في أرجاء الدولة، ويتميز بلونه الأصفر البرتقالي الفاتح وشكله البيضاوي، والتمر منه بني فاتح). و(بومعان: لون الثمرة أصفر وشكلها بيضاوي قصير، ويعد من الأصناف واسعة الانتشار في المنطقة الشرقية من إمارة أبوظبي). و(الدباس: تتميز ثمرته باللون الأصفر والشكل البيضاوي، وتكثر زراعته في محاضر ليوا ومدينة زايد بمنطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، حيث يشكل نحو 50 % من مجمل نخلها). و(الخنيزي: من الأصناف المهمة، ولون الثمرة أحمر داكن في مرحلة البسر والرطب بني والتمر بني مسود، وهو متوسط التبكير في موعد النضج). و(فرض: يعتبر من الاصناف التجارية المهمة في أبوظبي، وموعد نضجه متأخر، ولون ثمرته وردي مصفر، ولون الرطب بني والتمر بني داكن). و(الشيشي: يوجد في كافة إمارات الدولة خاصة إماراتي أبوظبي ودبي، ويأتي موعد النضج في وسط الموسم، ولون الثمرة أصفر مخضر وبني مخضر في مرحلة الرطب). ويقول المنصوري عن شروط المسابقة: «لا بد أن يكون الرطب من الإنتاج المحلي لدولة الإمارات، لا تدخل التمور المسابقة وعلى المشارك أن يقدم رطباً من إنتاج مزرعته الخاصة، وإبراز المستندات الخاصة بملكية الأرض الزراعية عند التقدم بالتسجيل، أيضاً لكل فرد حق المشاركة في فئتين فقط من فئات المسابقة».