عندما كُنت على مقاعد الدراسة تعلّمت أن الطبيعة حولنا تشكّلت عبر العصور بفعل عوامل مثل الرياح والجليد وغيرها بإرادة الله، ولكنّها بقيت وتشكّلت من بعضها جبال شامخة حتى اليوم، فداخلها هو ما أبقاها جبالاً وعلاقتها الطيبة بمحيطها هي التي غمرتها برداء أخضر من النباتات والأشجار يجعلنا نقف متأملين أمامها.

كتبت #رمسة_عاشة هذه وأنا أحتفل بإنجاز خطوة مهنية هي علامة فارقة في حياتي وعزيزة على قلبي هي بناء المدينة الأذكى والأسعد دبي الذكية لمدة 5 سنوات مضت وأُعد لخطواتي المقبلة. ولكن شعوراً أحاط بي في تلك الأثناء جعل 27 عاماً من الخبرات مجرّد رقم، فغابت كلّ التفاصيل وبقي شعور غمرني هو حُبّ وتقدير الناس الذي جاءني من كل صوب، حُبّ لن أستطيع أن أوفيه حقه مهما حاولت.

لقد تربيت في بيت إماراتي بكل مافيه من معانٍ وقيم، وأهم قيمة غرسها فيّ والديّ هي حُب الخير للناس وأن من يزرع الحب لابد أن يحصده ولو بعد حين، ورغم كل القيم والعادات والأطباع التي اكتسبتها على مدار السنوات وأعتز بها كان حُسن الظن وحب الخير مصدر سعادتي الذي ازدهر كل شيء آخر حوله ومنحني إدراكي لذاتي.

هذه ليست المحطة الأولى الانتقالية في مسيرتي سواء المهنية أو الشخصية، لكن ما يميزها أنّها جاءت محملة بفيض من الحُب بدءاً من فريق العمل الذي كنت محظوظة بالعمل معهم مروراً بكل الناس الذين غمروني بلطفهم ممن صادفتهم بحياتي وبعضهم لم أتشرف بلقائهم حتى.

رمسة عاشة هذه ليست عن تجربتي فقط ولكن عن أغلى ما يمكن أن نورثه أبناءنا ويعينهم على الحياة، فأنا أعلم أهمية أن نحقق الانجازات بمختلف مجالات حياتنا، ولكن الأهم أن نوَرثهم خصالاً تعينهم على إتقان الحب: احترام الذات وتقديرها والرضى الداخلي عن أنفسهم فإدراكهم لذاتهم يجعلهم دوماً يُشعون إيجابية وينعكس على محيطهم، وأن تكون علاقاتهم الإنسانية قائمة على العرفان بالجميل ومنح كل إنسان يستحقّ فرصة لإثبات ذات، وأن حُب الناس محصلته الحب.

الحمدلله على مدار السنوات حققت الكثير، وهذا بفضل رضى الله ورضى الوالدين وثقة قيادة الإمارات والبيئة التي أوجدتها ودعم وإيمان زُملائي بي، لكن من بين كل الإنجازات يبقى صوت حُب وتقدير الناس هو الوسام الأسمى الذي سأحمله على صدري في كل مراحلي المقبلة. فما هي طريقتكم لغرس الحب في طريق الحياة؟