تعد الدكتورة شمه خليفة المزروعي، المدير التنفيذي للعمليات التشغيلية في مدينة الشيخ خليفة الطبية، استشارية طب الأسرة، واحدة من بنات الإمارات المتميزات، اللاتي حققن إنجازات لافتة، ليس فقط كطبيبة، بل أيضاً إدارية تبوأت مناصب قيادية في القطاع الصحي. وتخرجت الدكتورة شمه في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات عام 2005. وحصلت على البورد العربي في طب الأسرة وطب المجتمع عام 2012.     

عن التحديات التي تواجه من تعتزم دخول مجال الطب، تؤكد الدكتورة شمه أن الدراسة بحد ذاتها هي تحدٍ كبير في أول المشوار، نظراً لطول فترة الدراسة وعدم انتهاء رحلتها العلمية بمجرد التخرج، فالطب هو أسلوب حياة ينتهجه من يعتزم دخوله، فالبحث والتطوير يستمران طوال فترة الممارسة.

عن تخصصها في طب الأسرة، توضح الدكتورة شمه أنه وفق هذا التخصص، يتم تقديم الخدمات الصحية والوقائية لجميع الفئات العمرية من الصغار والكبار والنساء والرجال، فهو يهتم بصحة الإنسان بشكل عام في مراحل حياته منذ اليوم الأول للولادة، كما يهتم أيضا بالأفراد الأصحاء، عبر الحفاظ على صحتهم وتجنيبهم التعرض للأمراض من خلال تقديم الخدمات الوقائية والاهتمام بالناحية النفسية والاجتماعية للمريض، وهذا ما يميزه عن الأطباء الاختصاصيين.

وتشير إلى أنه بدلاً من أن يزور المريض اختصاصي قلب أو سكري أو عظام وغيره، يزور طبيباً واحداً، وهو طبيب الأسرة، الذي يستطيع أن يتابع علاجه، لأنه على دراية بتاريخه المرضي ويتم تحويل المريض للاختصاصات الأخرى في الحالات الحرجة أو المستعصية.

أوقات الفراغ بالنسبة للدكتورة شمه قليلة جداً، وتقول إن علاج المرضى وتقديم الدعم والمساندة من الأمور التي تأخذ أولوية في حياتها، مضيفة أنها تشعر بالسعادة والرضى، عندما ترى مريضاً غادر العناية المركزة مع تحسن حالته الصحية ونقله إلى العنبر العام. وتضيف: «الطب هو أعظم مهنة على وجه الأرض، وهي استثمار طويل الأمد، ولا يوجد شيء في العالم يوازي نظرة امتنان من مريض كنت سبباً في تخفيف آلامه. فالطب هواية أعشقها تشعرني بقيمة الحياة ولذة العيش، وبفضل الطب تغيرت نظرتي للحياة وتبدلت أولوياتي، فهو الفرصة الأعظم لتقديم المساعدة للآخرين في أصعب ظروفهم، ورعايتهم في حالة ضعفهم، وتقديم الدعم النفسي إضافة إلى العلاج الطبي، وعلى الرغم من الضغط النفسي وطول ساعات العمل إلا أنني لا أستطيع تخيل نفسي بعيدة عن المجال الطبي».

تقول الدكتورة شمه إن العالم استفاد وتعلم الكثير من جائحة كورنا وأهم هذه الدروس هو كيفية التخطيط للمستقبل وأهمية الجاهزية القصوى وضرورة الاستجابة السريعة. وتضيف أن الكثيرين تعلموا أثناء هذه الفترة أهمية الوقت وعدم إهداره فيما لا يفيد ومعايشة اللحظات الجميلة والامتنان والشكر لرب العالمين على الصحة والعافية. كما تؤكد أهمية رفع الروح المعنوية ومحاولة عدم التعرض للضغط النفسي، إذ يساعد التفاؤل والصبر والاستمتاع بالحياة وتجنب الضغوط على رفع مناعة الجسم لمواجهة جميع الأمراض.