اتخذت الدكتورة المهندسة الأميرة ريم بني هاشم، اتجاهاً معمارياً باذخ الحضور، باحثة عن الجمال وبهاء االماضي وأثره في الحاضر العمراني، الذي يتكئ على خلفية فنية تاريخية يضيء العلاقة بين الحداثة والتراث، وفي عملها أخصائية للتخطيط والتصميم والتطوير الحضري، تعيد ترتيب الفضاء المكاني وتلهم الوجدان الإماراتي معاني حضارية جديدة. «زهرة الخليج» تضيء على تجربتها الفريدة، ونسألها:

•  لماذا اخترت الهندسة المعمارية وما الجاذب فيها؟

- آمنت دائماً بفكرة أن للأماكن قوة خارقة في التأثير في الناس وما يشعرون به، واستمتعت دوماً بتجارب تخطيط وتصميم الأماكن. وكطالبة جامعية، درست فن هندسة العمارة والتحقت بدورتين تدريبيتين في الدراسات العمرانية، وسعتا مداركي على كيفية عمل المدن. وعليه، قررت أن أستكمل دراستي لشهادة الماجستير في التخطيط العمراني، والذي كان وقتها من المهن غير المعروفة كثيراً في مجتمع بلدي الإمارات. وخلال دراستي، تسنى لي الالتحاق متدربة في مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني الذي كان في بداية تأسيسه، حيث كنت من ضمن 8 عاملين فقط في مكاتبه.

• من أين استلهمت فكرة كتاب (تخطيط أبوظبي: التاريخ الحضري) الذي يلقي الضوء على التاريخ العمراني للإمارة؟

- من خلال عملي أدركت أني أشاهد عملية كتابة التاريخ المعماري، مما أثار فضولي العلمي للبحث في كيفية تخطيط مدينة أبوظبي في الماضي. لقد كان حلم حياتي في كتابة ونشر كتاب، وهو ما تمكنت منه، بعد حصولي على شهادة الدكتوراه. والكتاب هو الأول من نوعه الذي يؤرخ التطور العمراني لمدينة أبوظبي، وإضافة إلى كونه مرجعاً تاريخياً، فإنه يغوص في أعماق نظام التخطيط الذي تم العمل به، ورؤية ونهج القيادة، وتأثير السياسة والاقتصاد وكذلك التصميم والعمارة في المدينة. كان هدفي من كتابة التاريخ العمراني لمدينة أبوظبي أن أقدم للمجتمعات محلياً وعالمياً كيفية تفاعل كل تلك العوامل التي خلقت أبوظبي التي نعيشها اليوم.

• هل تقتصر رؤيتك المعمارية على إمارة أبوظبي؟

- لي إسهامات وخبرة فعالة عالمياً فيما يخص التخطيط والتصميم العمراني، حيث شاركت على سبيل المثال في تخطيط الأماكن السياحية لمدينة رافينا في إيطاليا وريو دي جانيرو في البرازيل، وكذلك التخطيط الرئيسي لإمارة الفجيرة. وأشارك حالياً على مستوى استراتيجي في مبادرات الحكومة في التوثيق والحفاظ على البيئة المستدامة وتطوير المعرفة والتواصل، ملتزمة في ترويج هندسة العمارة والتخطيط كأعمدة لثقافة بلدنا.

• ما مدى أهمية وجود المهندس المعماري الباحث في ترقية وتجميل الحياة؟

- أؤمن بشدة بأن دور المهندس أو المخطط المعماري، هو هام جداً فيما يتعلق برفاهية وسعادة المجتمع، وأنا متعطشة للبحوث ومغرمة بالقراءة والكتابة، وطالما وجدت البحوث عن بيئة البنيان في الخليج العربي مذهلة وبالنسبة لي، فإن البحث هو العمود الفقري لاتخاذ أي قرار، وهو ما يعلمنا ويحسّن ممارساتنا.