ينظر للدكتورة فاطمة محمد هلال الكعبي، كأنموذج للمرأة الإماراتية التي حققت إنجازات قياسية وسباقة في المجال الطبي. ففاطمة تخرجت من كلية الطب جامعة الإمارات، ثم تخصصت في طب الباطنة في مدينة الشيخ خليفة الطبية، وحصلت على الماجستير من الولايات المتحدة الأميركية ثم درست وتخصصت في أمراض الدم والأورام بالمملكة المتحدة، إلى جانب تخصص الخلايا الجذعية، ثم حصلت على ماجستير في علوم السرطان من جامعة «يوسي ال» في لندن، وتشغل حالياً منصب نائب المدير التنفيذي للشؤون الطبية في مدينة الشيخ خليفة الطبية، ورئيس قسم أمراض الدم والأورام، وباحثة في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية.

تقول فاطمة: «دراسة الطب لم تكن الرغبة العلمية الأولى لي، فقط كنت أحلم بأن أصبح صحافية أو محامية، لكنني التحقت بكلية الطب بناءً على رغبة والدي. وبعد تخرجي، بدأت أعشق مهنتي وأشعر بشغف شديد لاستكمال دراستي، خاصة وأنها من المهن الإنسانية، فثمة سعادة خاصة عندما نساعد الناس على التشافي والتعافي من الأمراض، ومن أسعد لحظاتي عندما أرى مريضاً وقد تماثل للشفاء».

التوفيق بين العمل والحياة الاجتماعية في حياة فاطمة، وكل أطباء خط الدفاع الأول من الأمور الصعبة جداً، خاصة بعد جائحة كورونا المستجد «كوفيد 19» وتوضح: «في مهنة الطب نواصل الليل بالنهار أنا وفريق عمل مدينة الشيخ خليفة الطبية من أجل تأدية واجبي في العمل كطبيبة، وواجبي أيضا كإدارية، ومررنا بظروف صعبة أثناء جائحة كورونا، لكننا كأطباء وممرضين ومسعفين، كنا على قدر المسؤولية التي أولتنا إياها دولتنا، وكنا نصل الليل بالنهار، لمتابعة المرضى وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم».

مضيفة: «ما أسهم في نجاح العمل وشفاء الكثير من المرضى، روح الفريق التي يتحلى بها جميع العاملين في الكادر الطبي في مدينة الشيخ خليفة الطبية، فالجميع يد واحدة».

تجربة جائحة كورونا أثّرت على الجميع، بحسب فاطمة، تأثيراً إيجابياً وليس سلبياً كما يعتقد البعض، موضحة: «نحن نعيش حياتنا بوتيرة متسارعة ونحتاج إلى التوقف قليلاً والتفكر بعمق فيما يحدث حولنا، ففترة الجائحة لها إيجابيات عدة، ليس أقلها التقارب العائلي والعودة للاجتماع بأهالينا خاصة العائلات الممتدة التي يعيش فيها كبار السن، فضلاً عن أي شخص صار بإمكانه ممارسة عمله ويومه العائلي بأريحية وتمكن، بفضل الإمكانيات التكنولوجية المتقدمة التي تتمتع بها دولة الإمارات».

تشير فاطمة، إلى أنها تستلهم التفاؤل والمشاعر الإيجابية من مرضاها، إذ أنها ترى فيهم العبرة والموعظة، مؤكدة: «ابتسامة المريض لي تمنحني طاقة إيجابية، لأنني أرى فيها التفاؤل والتمسك بالحياة بالرغم من المعاناة». وتشدد فاطمة، أن مناعة الإنسان هي خط دفاعه الأول ضد الأمراض، فعلى الجميع الاهتمام برفع مناعة أجسادهم لأنها تلعب دوراً مهماً ضد المرض، وترتفع مناعة الإنسان بالابتعاد عن الضغط النفسي والتفاؤل والحفاظ على تناول الطعام الصحي واللياقة البدنية من خلال ممارسة الرياضة.