أصبح اختيار التخصص الجامعي من القرارات التي تؤثر بشكل كبير على مستقبل الطالب دراسياً ووظيفياً، كما بات من الأمور التي تتطلب جهداً كبيرا من قبل أولياء الأمور والطلاب، لاختيار التخصصات الملائمة لسوق العمل.

وفي هذا الوقت من كل عام، بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة، تثار تساؤلات حول كيفية اختيار الطالب الكلية والجامعة المناسبة، وهل لولي الأمر دور في هذا الاختيار؟ وهل المستوى المادي يؤثر في اختيار الجامعة؟ وهل سوق العمل له تأثير في هذا الاختيار؟.

  • داليا جاهين الأخصائية التربوية

تجيب عن كل هذه التساؤلات، داليا جاهين قائدة فريق ومدربة تطوير المعلمين بمجموعة جيمس التعليمية قائلة: «هناك عوامل مؤثرة في اختيار التخصص والجامعة، ومن وجهة نظري الطالب هو المسؤول الأول عن اختيار التخصص الذي يتناسب مع ميوله وقدراته واهتماماته».

مستوى الطالب

تشير داليا جاهين إلى أن مستوى الطالب يحدد الصورة المتوقعة لمستقبله، وبناء عليه يكون الطالب على دراية بالتخصص الذي سيختاره لاحقاً في المرحلة الثانوية، أما باختياره القسم الأدبي أو العلمي، موضحة: «هذه هي الخطوة الأولى التي تسبق اختياره للتخصص بالكلية والجامعة، وبناء عليه يختار الطالب دراسته لاحقًا الذي سيكمل فيها مسيرته العلمية». وتضيف: «من أهم المعايير التي يجب على الطالب وولي الأمر مراعاتها عند البحث عن الجامعة المناسبة هي سمعة الجامعة وتصنيفها عالمياً، حيث يعكس تصنيف الجامعة المستوى العلمي للجامعات والكليات، وتعزيز ثقة أصحاب العمل بالطلاب الخريجين لاحقاً، وأيضا القيمة العلمية والمهارات الخاصة التي توفرها الجامعة للطالب وهيئة التدريس، التي من خلالها ستثقل اتجاهاتهم في العمل بعد التخرج».

المعلم والمدرسة

تؤكد داليا جاهين، أن المعلم والمدرسة لهما دور كبير في اكتشاف مواهب وقدرات الطلاب، من خلال الأنشطة المدرسية التي تقدمها المدرسة للطلاب حيث إن هذه الأنشطة تكون بمثابة المرشد والموجه للطالب في صقل مواهبه. وتوضح: «هناك من يتميز في الرياضة أو الشعر والكتابة، وآخر من يتميز بالرسم ومن الممكن أن يختار الطالب تخصصه بناء على موهبته، فضلا عن أن تفوق الطالب في مادة الرياضيات أو الكيمياء أو الفيزياء أثناء الدراسة، سيكون من العوامل المساعدة لنجاح الطالب في الجامعة إذا ما اختار هذه التخصصات».

ولي الأمر

تشدد جاهين، أن ولي الأمر يلعب دوراً مهماً في اختيار التخصص من باب التوجيه غير المباشر، أو بحكم تخصص أسرة الطالب بنفس الاختصاص ورغبة ولي الأمر في تكملة مسيرتهم العلمية، حيث جرت العادة أن الأب إذا كان طبيباً أو مهندساً يريد أن يكون ابنه مثله، وهذا ما يسمى بتوريث المهنة للأبناء. وتبين: «قد ينعكس سلباً على الطالب في حال اختيار تخصص غير مناسب لميوله الشخصية وقدراته، وقد ينتج عن ذلك عدم القدرة على الاستمرارية في الجامعة أو يؤثر سلباً لاحقا في وظيفته المستقبلية. لذا يجب على الأهل ترك اختيار التخصص المناسب للطالب وتقديم النصح والارشاد لهم حتى يكمل الطالب دراسته ويحقق فيها النجاح الذي يتطلع إليه. وتلفت إلى أن المستوى المادي قد يؤثر أيضا في اختيار الجامعة المناسبة للطالب، فكثير من الأبناء كانت أحلامهم تكملة مسيرتهم العلمية بالخارج، ولكن لعدم مقدرة ولي الأمر مادياً، يتجه للدراسة في إحدى الجامعات المحلية».

تطوير المهارات

تقول داليا جاهين، إنه مع التطور الملحوظ في سوق العمل، أصبح التركيز والاهتمام الآن بتطوير المهارات في مجالات متعددة، ولم تعد الاختيارات التقليدية كالطب والهندسة هي مركز اهتمام الطلاب في الوقت الحالي، موضحة: «ظهرت على الساحة في الآونة الأخيرة، الكثير من التخصصات التي يحتاجها المجتمع، وبدأ الطلاب يتوجهون إليها كريادة الأعمال والتقنيات الحديثة كأنظمة الذكاء الاصطناعي والروبوتات والتصميم، وهي اختصاصات دراسية تحتل المركز الأول في عصرنا الحالي لتماشيها مع احتياجات سوق العمل».