تعد محمية الوثبة للأراضي الرطبة، واحدة من أولى المحميات الطبيعية في إمارة أبوظبي، وتعتبر ملاذاً لنحو 260 نوعاً من الطيور المقيمة والمهاجرة وبشكل خاص طائر الفلامنجو (النحام الكبير)، وموطناً للعديد من الأنواع البرية الأخرى، حيث تم رصد 11 نوعاً من الثدييات الصغيرة، و10 أنواع من الزواحف، وأكثر من 35 نوعاً من النباتات.

وقد تكونت بحيرة الوثبة نتيجة لتدفق فائض مياه الصرف الصحي المعالجة من محطة المفرق، فكونت بحيرات شكلت منطقة جاذبة للحياة الفطرية وأصبحت في فترة وجيزة مأوى لأنواع كثيرة من الطيور، وبشكل خاص طيور الفلامنجو.

وفي عام 1998 تم الإعلان عن محمية الوثبة للأراضي الرطبة كمحمية طبيعية، تنفيذاً لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، لكونها موئلاً مناسباً للطيور المهاجرة، ومنطقة لتكاثر الفلامنجو.

التنوع البيولوجي

في عام 2013، تم الاعتراف بمحمية الوثبة للأراضي الرطبة، كأول موقع في إمارة أبوظبي ينضم إلى مواقع رامسار لدورها في الحفاظ على التنوع البيولوجي الطبيعي للإمارة، والعديد من الأنواع المهددة بالانقراض، كما أنه تم إدراجها على القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة 2018، كواحدة من أفضل المحميات إدارة وحوكمة على المستوى العالمي.

طيور الفلامنجو

واليوم، محمية الوثبة هي الموقع الوحيد في دولة الإمارات وشبه الجزيرة العربية، الذي تتكاثر فيه طيور الفلامنجو بانتظام منذ عام 2011. ويمكن رؤية طيور الفلامنجو بالأخص عندما تأتي هذه الطيور المهاجرة، لقضاء الفترة ما بين الخريف والربيع، حيث يمكن رؤية ما يصل إلى أكثر من 4000 من هذه الطيور فيها، وحتى عندما تعود أغلبها إلى وسط آسيا لقضاء أشهر الصيف، تبقى هنا مجموعة منها لتقيم في المحمية طوال العام.

الأقمار الصناعية

منذ عام 2005، تقوم هيئة البيئة-أبوظبي، بتتبع الأنواع المهمة من الطيور المهاجرة عبر الأقمار الصناعية، باستخدام أجهزة تعقب جي إس إم. ويهدف برنامج التتبع عبر الأقمار الصناعية إلى مساعدة الهيئة والمؤسسات البحثية العالمية المختصة، على دراسة مسارات الهجرة ومحطات الاستراحة والتزود بالغذاء التي تستخدمها الطيور. وقد تم تتبع بعض هذه الأنواع لأول مرة في العالم. ساعدت المعلومات التي تم جمعها بالتعرف على مسارات الطيور ودراسة سلوكياتها وما تفضله من موائل، والتي كان لها أثر كبير في وضع الخطط المناسبة للحفاظ عليها.

هواية التصوير

منذ افتتاحها للجمهور في أكتوبر 2014، استقطبت الوثبة ما يقرب من 20000 زائر لمشاهدة الطيور، وممارسة هواية التصوير، والتنزه للتعرف على الأنواع المهمة التي تأويها المحمية. ومن خلال مسارات المشي المحددة داخل المحمية، يمكن للزوار التعرف عن قرب على السمات والموائل الطبيعية التي تميز هذه المحمية، وأنواع الحيوانات والنباتات التي تأويها المحمية ومراقبة طيور الفلامنجو عن قرب. وتضم المحمية مركزاً للزوار، ومسارات محددة للمشي (1.5 كيلومتر أو 3 كيلومترات)، إضافة إلى منصة لمراقبة الطيور. كما يمكن للزوار الاستمتاع بالهواء الطلق ومشاهدة الطيور، وممارسة المشي للتعرف على الأنواع المهمة التي تأويها المحمية.

ويمكن لزوار الوثبة أيضا أن يتوقعوا مشاهدة عدد من الأنواع الأخرى الموجودة في المحمية مثل دبور الوقواق، العقاب المرقط الكبير، نبات القرم، الثعلب الأحمر، الضب، الورل، الأرنب الجبلي، اليعسوب البنفسجي، الفأر البري والقنفد الأثيوبي. ويمكن أيضا تنظيم جولات خاصة للطلاب لزيارة المحمية في تجربة تعليمية فريدة لطلاب المدارس والجامعات للتعرف على الأنواع التي تأويها المحمية.