تنقلت سلامة ناصر الشامسي مديرة متحف قصر الحصن، بين أروقة الثقافة وحملت خبراتها وحلقت بها في أفق التميز، وهي إذا تنثر أريج المعرفة بالمتاحف والصروح العتيقة، تؤكد في حوارها مع «زهرة الخليج» على فرادة تجربتها في إضفاء روح الإبداع، وتقديم نموذج استثنائي يتحدى القصص السائدة، ونسألها:

• كيف بدأت رحلتك المهنية وما أثرها؟

- أول وظيفة عملت بها محطة لا تنسى، إذ كانت بعد تخرجي مباشرة في الجامعة، وعملت في إدارة مختصة بالمتاحف وتطويرها، وكانت أيضاً مرتبطة بالثقافة والفنون، وقد وافق هذا شغفي وميولي، وأعتبر محظوظة لأنني وجدت نفسي في مكان مثير لاهتمامي ومليء بالإبداع والجمال والإلهام، وهذه الوظيفة كانت تمثل التأسيس الأولي لما أنا عليه الآن، تعلمت منها الكثير، وتفتحت آفاقي على اكتشاف عوالم جديدة، تعرفت من خلالها إلى ثقافات مختلفة وجنسيات متعددة، كما عرفتني على الآخر عن قرب وكونت مفاهيمي عن أمور كثيرة.

• ما أهم المحطات في مسيرتك؟

- كل تجربة عملية أعتبرها ذات أثر كبير على حياتي، لكن من المحطات المهمة في مسيرتي عندما أوكلت إليّ إدارة مشروع «متحف زايد الوطني»، وهو صرح عظيم سيرى النور قريباً في أبوظبي، وكان لي الشرف والفخر أنني عملت على هذا الموقع وساهمت في تأسيسه وتطويره.

• هل توقف طموحك عند العمل العام، أم عرجت على بعض الأعمال الخاصة؟

- سعياً وراء تحقيق ذاتي، ولجت إلى عالم الاستثمار حيث قمت بافتتاح مطعم خاص بي اسمه (سلاماز) وهو تجربة مميزة، وعلى الرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهتني بخصوصه، إلا أنني استطعت تحقيق أمنيتي وافتتاحه منذ عامين، وكل ما وصلت إليه من إنجاز وتقدم في مسيرتي المهنية الخاصة والعامة، لم يكن ليتحقق لي لولى دعم أسرتي وخاصة والدي ووالدتي، وإخواني والمقربين لي.

• كيف تجعلين من تجربتك مصدر إلهام للآخرين؟

- بعد كل هذه الخبرات المتراكمة التي اكتسبتها من خلال حياتي المهنية، وما ادخرته من خلاصة المعارف الثمينة لسنوات طويلة، ينصب تفكيري الآن، في كيفية نقل التجربة إلى الأجيال القادمة، لتسهيل وتمهيد الطريق لهم، حيث يكون دورنا أن نكون مصدر إلهام لهم وتقديم السند والدعم، إضافة إلى منحهم أدوات النجاح والابتكار وتحقيق الإنجازات.

• ما الذي يجعل جذوة شغفك دائمة الاشتعال؟

- دائما أقول إنني أستمد قوتي وقدرتي على الإنجاز من مساعدتي للآخرين، وسعادتي تكمن في العطاء وتقديم الدعم لمن يحتاجه، آمنت دائماً بأننا ننتمي إلى الإمارات العظيمة، والتي تعد في مصاف الدول التي حققت معايير الرفاهية لشعبها، في أرفع مستوى لها وننتمي إلى إمارة أبوظبي المعطاءة، وهذا ما يدفعنا أن نكون نحن أيضا كرماء في العطاء ونمنح أفضل ما لدينا، كما يتطلب أن نتقن كل عمل نقوم به ليظهر في كماله وتمامه، فوطننا يستحق هذا الكمال.