تخطت المرأة الإماراتية مستويات النجاح المعروفة دولياً وحققت إنجازات مذهلة في جميع ميادين العمل، بفضل جهود الدولة في تمكين المرأة طيلة العقود الماضية. وقد عمل الاتحاد النسائي العام منذ تأسيسه عام 1975، على خدمة المرأة في مختلف المحافل المحلية والإقليمية والدولية، ويعتبر بمثابة الآلية الوطنية المعنية بتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات، والمظلة التي تدعم الجهود النسائية في الدولة.. «زهرة الخليج» التقت نورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام، التي تحدثت عن أسباب نجاح سياسات تمكين المرأة الإماراتية، وما تطمح إلى تحقيقه في المستقبل للمرأة، والجهود والمبادرات الرائدة التي أطلقها الاتحاد النسائي، ونسألها:

• حدثينا عن الدور الذي لعبته القيادة الرشيدة في تمكين المرأة الإماراتية؟

- التقدم الذي حققته المرأة الإماراتية يرجع إلى ثلاثة أسباب رئيسية، أولها: اهتمام القيادة الرشيدة بالمرأة، وثانيها: الدعم الكبير الذي تحظى به من قبل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، وثالثها: كفاءة المرأة الإماراتية في إنجاز كل عمل يسند إليها أو تقوم به في مجالات عدة. وأكبر شاهد على نجاح المرأة وتقدمها، وصولها إلى التمكين الكامل في ميادين العمل كافة وتحقيق التوازن بين الجنسين الذي وضعته «أم الإمارات» كهدف استراتيجي لتصل المرأة إليه وقد وصلت إليه، وها هي تواصل مسيرتها بجد ونجاح في تحقيق خطوات أخرى مهمة تسجل لها على صعيد العمل والمشاركة الجادة في تنمية المجتمع وازدهاره.

  • نورة السويدي مع نخبة من بنات الإمارات حارسات الوطن.

سند الوطن

• ما الذي تطمحين إلى تحقيقه للمرأة من خلال موقعك في الاتحاد النسائي العام؟

- سقف طموحاتنا وتطلعاتنا لمستقبل المرأة الإماراتية ليس له حدود، لذلك فإننا حريصون على تذليل السبل أمامها. فالمرأة برهنت على أنها شريك رئيسي في حركة تطور التنمية المستدامة في دولة الإمارات، وباتت موجودة وبفاعلية في مختلف المجالات، وأثبتت أنها قادرة على القيادة والاضطلاع بمسؤولياتها في المؤسسات التي توجد بها بكفاءة كبيرة تدفع بها دائماً إلى المقدمة. كما أعلنت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، شعار يوم المرأة الإماراتية لهذا العام (التخطيط للخمسين.. المرأة سند الوطن)، الأمر الذي يوضح مدى اهمية الربط بين التخطيط للخمسين، كون المرأة سنداً للوطن والمعاني والدلالات عميقة، أهمها التأكيد على حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المرأة في دعم ومساندة الجهود التنموية للدولة في مختلف القطاعات.

• ما أبرز المبادرات التي أطلقها الاتحاد النسائي العام في زمن الحجر المنزلي؟

- بتوجيهات كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، يولي الاتحاد النسائي اهتماماً بالغاً بمسألة استثمار طاقة المرأة وتنمية مهاراتها لتمكينها من المشاركة الفاعلة في التنمية المستدامة، مما يسهم في إدماجها في كافة المجالات، في ظل التحديات الناشئة والمتغيرات المتسارعة عالمياً لا سيما في وقتنا الحالي، ومن خلال تقديم الدعم الصحي والنفسي والاجتماعي لها بما يمكنها من التعاطي بإيجابية مع التحديات الراهنة، استناداً إلى عدة مرتكزات أهمها، أن المرأة شريك استراتيجي في التنمية ولا بد أن تسهم في إنجاح جهود الدولة في هذا المجال.

توظيف التقنية

• كيف سعيتم في الاتحاد النسائي إلى الحفاظ على مكتسبات المرأة؟

- عملنا على توظيف وسائل التقنية الحديثة والاستفادة من أحدث الابتكارات التكنولوجية، سعياً وراء الارتقاء بمنظومة العمل عن بعد، والحفاظ على الاستقرار الوظيفي في ظل جائحة «كوفيد 19»، حيث عمل الاتحاد خلال الفترة الماضية على عدة برامج ومبادرات، ترتكز على محاور أساسية هي دعم الصحة البدنية والنفسية للمرأة، والإدارة الناجحة للحياة، والسلامة البيئية في المنزل، حيث تم تفعيل هذه المحاور من خلال برامج تدريبية ومبادرات تثقيفية وإرشادات السلامة البيئية في المنزل، مثل: (كوني جسر الامان)، وإطلاق (بوابة الاستشارات الأسرية)، و(المجالس الرمضانية الافتراضية بالتعاون مع الشرطة النسائية)، و(عاداتنا في رمضان) بالتعاون مع عقيلات السلك الدبلوماسي و(ملتقى زايد الافتراضي) بالتعاون مع (برنامج الشيخة فاطمة للتطوع)، وغيرها من المبادرات والبرامج التي استعانت بأهل الاختصاص والخبرة، في تقديم التوعية والاستشارات والإرشادات الصحية والنفسية والتقنية وغيرها من الموضوعات ذات العلاقة. كما ضمن الاتحاد النسائي فرص العمل لحاميات التراث، فكان لكبار السن من العاملين في الاتحاد النسائي العام نصيباً في المساهمة كجزء أساسي من خطة التعافي، التي يعمل عليها الاتحاد، من خلال (مبادرة حمايتهم مسؤوليتنا) لتقديم مستلزمات الوقاية لحماية الكوادر الطبية من أطباء وممرضين ومسعفين، من خطر فيروس كورونا.

• ما استراتيجية الاتحاد النسائي في العمل عن بعد والعودة للمكاتب؟

- تماشياً مع قرارات الدولة ورؤيتها، عمل الاتحاد النسائي العام على تطوير دليلاً إرشادياً للمرأة، ضمن استراتيجية الاتحاد النسائي الرامية إلى تبني أفضل الممارسات العالمية في مجال تمكين المرأة. ويوضح الدليل أفضل التدابير المتبعة للوقاية من جائحة كورونا، مع ضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية الصحية المتعلقة بالتباعد الاجتماعي بين الموظفين، وجاهزية مقار العمل والمكاتب وتهيئتها لاستقبال الموظفين وفقاً للتدابير والإجراءات الاحترازية الوطنية، حفاظاً على سلامة الموظفين في الدخول والخروج من وإلى مقار العمل. وقد جاء دليل (كوني جسر الأمان) ليلخص ويوضح الإجراءات الاحترازية لصحة وسلامة المرأة بين المنزل ومقر العمل.