يقدم التطوع مساعدة حيوية للمحتاجين، خصوصاً وقت الأزمات والكوارث مثل جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» التي اجتاحت العالم.
لكن على الجانب الآخر، فإن للتطوع فوائد أيضاً منها: أنه يساعد في الحد من التوتر، والتقليل من الاكتئاب، ويحفز الشخص عقلياً ونفسياً، ويجعله يشعر بقيمة وجوده في الحياة، حسب تهاني التري مدربة تطوير الذات والتنمية البشرية.

تقول تهاني لـ «زهرة الخليج» إن التطوع يعتبر وسيلة لكسب الكثير من المهارات التي يمكن الاستفادة منها في مكان العمل، وتشمل هذه المهارات: الإيجابية والتفاؤل في الحياة، الأمل أن القادم دوماً أجمل، الثقة بالنفس، وتبادل الآراء، والشعور بالمسؤولية، والعمل الجماعي والابتكار والتميز في العمل، إضافة بصمة مؤثرة في عدة مجالات تطوعية ينفذها الفرد وغيرها الكثير.
وتشرح تهاني سبعة فوائد تعود على الشخص المتطوع في عدة مجالات، من الحياة الشخصية والعملية قائلة:

1. يتمتع المتطوعون بعمر أطول:
يعتبر المتطوعون محظوظون حيث إنهم أكثر صحة وأكثر سعادة من غيرهم في الحقيقة، وفي وقت لاحق من الحياة، يتشكل لديه خبرة تراكمية في العمل الإنساني والتطوعي والميداني وهذا بدوره يصقل لديه الخبرة الحياتية بشكل أسرع ويفتح له العديد من الفرص في مختلف المجالات، التي تسهل عليه الكثير من اكتساب المهارات الحياتية والعملية، كما أن كبار السن الذين يتطوعون يبقون نشيطين لفترة أطول، وهم يتمتعون بسعادة نفسية عارمة، ويعيشون لفترة أطول كذلك.

2. إنشاء علاقات قوية ومتنوعة وتقبل الاختلاف:
من أهم مزايا العمل التطوعي التأثير في المجتمع، فالتطوع يسمح للشخص بالارتباط بالمجتمع أكثر وجعله مكانا أفضل، وحتى المساعدة في أصغر المهام يمكن أن تحدث فرقا حقيقيا وجوهرياً في حياة الناس والحيوانات والمنظمات التي هي بحاجة للتطوع. وتكريس وقتك كمتطوع يساعدك على تكوين صداقات جديدة، وتوسيع شبكة علاقاتك، وتعزيز مهاراتك الاجتماعية، حيث أن القيام بنشاط مشترك مع الآخرين من أفضل الطرق لإقامة صداقات جديدة وتعزيز العلاقات القائمة، ووسيلة رائعة للقاء أشخاص جدد.

3. اكتساب مهارات اجتماعية وحياتية:
يتيح التطوع للأشخاص الخجولين الذين يواجهون صعوبة في لقاء أشخاص جدد، الفرصة لممارسة وتطوير مهاراتهم الاجتماعية، لأنهم يجتمعون بانتظام مع مجموعة من الناس ذوي الاهتمامات المشتركة، ومن خلال اللقاءات المتكررة والتدريب على المهارات الحياتية وغيره يكسر لديهم حاجز الخجل والصمت ويؤهلهم للانخراط بسهولة في المجتمعات.

4. فوائد صحية:
يساعد العمل التطوعي على التخلص من آثار الإجهاد والغضب والقلق، حيث يساعد التطوع في تعزيز الراحة النفسية لدى المتطوع، وقد تبين أيضا أن لرعاية الحيوانات الأليفة دور في تحسين المزاج والحد من التوتر والقلق ويحمي من الاكتئاب، حيث يبقيك العمل التطوعي على تواصل منتظم مع الآخرين، ويساعدك على تطوير نظام دعم متين، والذي بدوره يحميك من الاكتئاب.

5- التطوع يجعل الفرد سعيداً:
اكتشف الباحثون من خلال قياس الهرمونات ونشاط الدماغ، أن مساعدة الآخرين تسبب سعادة هائلة للشخص الذي يقوم بها. كما يزيد من الثقة بالنفس، فقيام المتطوع بفعل الخير للآخرين وللمجتمع، يمنحك إحساساً طبيعياً بالإنجاز، ودورك كمتطوع يمكن أيضا أن يعطيك شعوراً بالفخر والانتماء. ويمنح التطوع شعوراً بالهدف، حيث بإمكان الأشخاص، خاصة كبار السن الذين تقاعدوا أو فقدوا أزواجهم، العثور على معنى جديد في حياتهم من خلال مساعدة الآخرين، ويمكن للتطوع أن يقلل من تفكيرك بهمومك، ويضفي الحماس على حياتك.

6- يضفي التطوع الإنجاز والمتعة على حياتك:
التطوع هو متعة وطريقة سهلة لاستكشاف اهتماماتك ومهاراتك، والقيام بالعمل التطوعي الذي تجده مجدياً ومثيراً للاهتمام يمكن أن يكون طريقة سهلة ومجدية للهرب من روتينك اليومي: كالعمل أو المدرسة أو الالتزامات العائلية. كما يوفر التطوع أيضاً تجديد الإبداع، والدافعية، والرؤية التي يمكن أن تطور حياتك الشخصية والمهنية.

7. العمل التطوعي جيد للمجتمع:
يمكنك من خلال كونك متطوعاً في مجتمعك أن تحدث تغييراً عن طريق جعل صوتك مسموعاً، ما يسمح لك بالتعبير عن أفكارك وآرائك، فيما يخص بعض القضايا التي لم تبد رأيك فيها من قبل، وهذا يمكن أن يلهم العديد من الفعاليات والخدمات التي يمكن أن تساعد تدريجياً المزيد من الأشخاص، كما أن للمتطوعين تأثير هائل على صحة ورفاهية المجتمعات في جميع أنحاء العالم، مما يتيح للمجتمع أن يزدهر بفضل مساعدة المتطوعين الشباب.