ينحت الموسيقي الأردني خالد مصطفى في جليد ذائقة الموسيقى الغربية، لينتج شكلاً موسيقياً عربياً يغري من يستمع إليه ويجذبه.

يرى خالد أن جيل اليوم من الشباب والمراهقين منصرفون عن الغناء العربي، ويفضلون عبر أجهزتهم الذكية الانجرار وراء موسيقى الهاوس والجاز والراب، متعلقين بما يسمعونه من (إلكترونيك ميوزك) بكل ما تحتويه من كلمات وأفكار قد تكون غريبة على مجتمعاتهم وبيئاتهم العربية.

يقول خالد: «بدأت التفكير بطريقة فريدة تجذب الناس إلى الغناء العربي، ابنتي جنى التي تبلغ من العمر عشر سنوات، تسرقها الموسيقى الالكترونية الغربية بكل تفاصيلها وبكلماتها الغريبة، من هنا قررت أن أطلق مشروعاً موسيقياً مع شريكي الفنان محمد بشار، بعنوان (مهاجر هجري)، نلجأ فيه إلى الأشعار الفصحى التي يمتلئ بها تاريخنا العربي، منذ العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام والأندلسي والعباسي والأموي، وتلحين الكلمات بأسلوب (إلكترونيك ميوزك)، حتى تحل أغاني مشروعنا بالتدريج، مكان الأغاني الأجنبية، بهدف توصيل مفردات عربية سليمة تناسب ذائقتنا وثقافتنا، وبنفس الوقت تحمل الموسيقى التي يفضلها جيل اليوم».

يسعى خالد مصطفى وهو ملحن وموزع موسيقي أردني، له باع طويل في الساحة الفنية العربية، وغنى من أعماله مجموعة من الفنانين، منهم: ديانا كرزون، طوني قطان، محمد بشار، ريم غزالي، فادي كريم، بشار السرحان، توفيق الدلو، حميد الشاعري، جوزيف عطية ونينا عبد الملك، لتقديم منجز إبداعي موسيقي عربي يساوي أو يفوق ما يقدمه الفنانون الغربيون، لكن مع مساحة يستطيع فيها المستمع العربي العودة لجذوره، دون أن يجبر على ترك نوع الموسيقى التي يفضلها.

يتحدث خالد عن مشروعه بحماسة، ويقول: «أعلم أن الفكرة غريبة بعض الشيء، لكنني مصمم على مواصلة المشوار حتى النهاية، صحيح أننا في المشروع نصفق لوحدنا بدون شركة انتاج، لكن حجم التفاعل الذي أجده، يدفعني للإصرار على تقديم المزيد في هذا المشروع الذي ينقل من يستمع إليه عبر الزمن، ليطربه بكلمات تحاور حنينه وعشقه وألمه».

قدم مشروع «مهاجر هجري» الغنائي إلى الآن أربعة أعمال، من قصائد الحلاج، يزيد بن معاوية، المتنبي، قيس بن الملوح وولادة بنت المستكفي وجبران خليل جبران، هي: (يا كل كلي، وقولوا لها، ذاك الهوى، اغار عليك)، قدمها الفنان محمد بشار بصوته، وشاركته غناء (أغار عليك) الفنانة فرح أبو سيف.