تمتلك دولة الإمارات تجربة رائدة في مجال تمكين الشباب، وإعدادهم لتحمل المسؤولية وتعزيز روح القيادة لديهم وإشراكهم في عملية صنع القرار على الصعيدين التشريعي والتنفيذي، عبر العديد من المبادرات والتشريعات والقرارات.

تجني دولة الإمارات اليوم غرس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وثقة القيادة الرشيدة في قدرات الشباب من خلال إرساء سياسات وخطط استراتيجية وفرت لهم خيارات متعددة من التعليم النوعي ووجهتهم نحو اكتساب المهارات المستقبلية المتقدمة. واحتفالاً باليوم العالمي للشباب تحت شعار (إشراك الشباب في الجهود الدولية)، تسلط «زهرة الخليج» الضوء على جهود دولة الإمارات في مجال تمكين ومشاركة الشباب في مختلف المؤسسات والقطاعات باعتبارهم قوة أمل دافعة نحو تحقيق المزيد من النجاحات.

استراتيجية وطنية

منذ تأسيس دولة الاتحاد في عام 1971، وضعت الإمارات سياسات وخططاً استراتيجية وطنية واضحة لتمكين الشباب وتطوير قدراتهم وتأهيلهم لتحمل المسؤولية، ومن أبرزها الاهتمام بالتعليم ومخرجاته وتوفير البيئة الصحيحة للابتكار والإبداع ودعم الطلبة والشباب وتعزيز الممارسات الوطنية التي تسهم في منح الامتيازات والتسهيلات للشباب في جميع المجالات، إلى جانب توفير فرص العمل المناسبة التي يستطيعون من خلالها لعب دور فعال في مجتمعهم. وضمت حكومة المستقبل التي شُكِّلت في فبراير 2016 ثمانية وزراء جدد بلغ متوسط أعمارهم 38 عاماً من بينهم شما بنت سهيل بن فارس المزروعي، وزيرة دولة الإمارات لشؤون الشباب، والتي تولَّت المنصب وهي في عمر 22 عاماً لتصبح أصغر وزير في العالم، كما انضم سعيد صالح الرميثي إلى عضوية المجلس الوطني الاتحادي ليكون أصغر الأعضاء سناً بعمر 31 عاماً الذين وصلوا للمجلس منذ تأسيسه.

الإمارات للشباب

واعتمد مجلس الوزراء عام 2016 إنشاء مجلس الإمارات للشباب الذي يمثل تطلعات وقضايا الشباب لدى الحكومة ويضم نخبة من الشباب والشابات ليكونوا مستشارين للحكومة في قضايا الشباب. ويختص المجلس بوضع استراتيجية للشباب بما يتوافق مع التوجهات المستقبلية لدولة الإمارات ويعمل على إعداد دراسات لدور الشباب في تنمية المجتمع من خلال فتح جميع القنوات للاستماع إلى آراء الشباب والتحديات التي يواجهونها لتقديم الحلول اللازمة من أجل تفعيل المشاركة الإيجابية لهم في مختلف القطاعات. وبعد إعلان تشكيل مجلس الإمارات للشباب، جرى إعلان تشكيل 7 مجالس محليّة للشباب لتكون صوتاً للشباب على مستوى الإمارات، وإطلاق المجالس المؤسسية التي تعمل كأذرع تمثيلية للشباب في جميع مؤسسات القطاع الخاص والعام.

صنع القرار

حرصاً على إشراك الشباب في عملية صنع القرار جاء الإعلان عن تشكيل المجالس العالمية للشباب التي تهدف إلى تعزيز مشاركة المبتعثين الإماراتيين، من خلال إنشاء منصة تمثيلية لهم تحت إشراف وإدارة سفارات الإمارات ومجلس الإمارات للشباب. كما أسست حكومة دولة الإمارات عام 2018، المؤسسة الاتحادية للشباب التي تضطلع بمهمة التنسيق مع مجالس الشباب المحلية بهدف وضع أجندة سنوية للأنشطة والفعاليات الشبابية في الإمارات وضمان توافق أهداف وخطط واستراتيجيات وأنشطة تلك المجالس مع الخطط العامة لدولة الإمارات في مجال الشباب. وتتولى المؤسسة مهام إنشاء المراكز والأندية الشبابية في الإمارات وإدارتها وتنظيم الفعاليات وورش العمل والأنشطة فيها وإنشاء قاعدة بيانات للمجالس الشبابية وتوثيق بياناتها وأنشطتها وفعالياتها بالتنسيق مع تلك المجالس.

اهتمام عربي

ولا يقتصر اهتمام الإمارات بالشباب على الجانب المحلي بل يتعداه إلى المستوى العربي، إذ أعلنت الإمارات خلال فعاليات القمة العالمية للحكومات 2017 عن تأسيس مركز الشباب العربي، الذي يعمل على مبادرات يقودها الشباب العربي لخلق فضاءات أوسع تتيح لهم الإسهام في الجهود والمساعي الوطنية للتنمية المستدامة، وأعقب ذلك إطلاقها المنصة الرقمية (فرص الشباب العربي) في عام 2018 لتمثل مرجعية لكل الفرص النوعية التي تتوفر للشباب العرب عبر أنحاء العالم العربي، من بعثات دراسية وبرامج تطويرية وتدريبية وحاضنات وفعاليات تمكنهم من التفاعل مع المجتمع والاستفادة مما تقدمه لهم.

كوادر شابة

وكان قرار مجلس الوزراء القاضي باختيار 33 شابا كأعضاء في مجالس إدارات الجهات الاتحادية يعكس تمكيـن الشباب في أوضح صوره، وذلك من خلال تزويدهم بالمهارات اللازمة وإشراكهم فعليا في المهام الرسمية، مما أتاح لهم التعرف عن قرب على التحديات التي تواجهها منظومة العمل الحكومي، وإطلاق طاقاتهم عبر تحفيزهم على الإبداع في ابتكار الحلول الخلاقة، ورفـد بيئـة العمل بأفكار شبابية ورؤى عصرية مبتكرة تعزز وتضمن استمرارية المسيرة التنـافسية لدولة الإمارات. وفي العام الجاري، أطلقت دولة الإمارات «مسبار الأمل»، أول مسبار عربي وإسلامي إلى المريخ، صنع على أيدي 200 مهندس إماراتي، كما استلم شباب الإمارات دفة تشغيل محطة براكة للطاقة النووية السلمية، الأولى من نوعها في العالم العربي، وتضاعف عدد المهندسين الإماراتيين والكوادر الوطنية المؤهلة المشغلة للمحطات النووية في مشروع «براكة» ليبلغ 40% من إجمالي مشغلي المفاعلات، وهو مصدر فخر واعتزاز على الصعيد الوطني، يثبت قدرة شبابنا على خوض غمار المستقبل.