فتح رفض الفنان اللبناني رامي عياش ومواطنته الاعلامية منى أبو حمزة، الإنضمام إلى حكومة وزارية مقترحة في لبنان، الباب واسعاً أمام السؤال: لماذا لا يتولى الفنانون العرب مناصب قيادية في بلدانهم؟

قد تكون الإجابة، أن الجمهور العربي ينظر إلى فنانيه باعتبارهم من وسائل الترفيه لا أكثر، وقد يخشى الفنانون أنفسهم من خسارة شعبيتهم التي تدر عليهم الشهرة والمال، إذا ما انخرطوا بالشأن العام. لكن على الأرض لم نسمع مرة أن فناناً ما تولى منصباً قيادياً أو سياسياً في أي حكومة عربية، وظل معظم الفنانين العرب داخل برواز (سفراء النوايا الحسنة)، فيما الأمر يختلف كثيراً في الغرب، كما حدث مع الرئيس الأميركي، وهو رونالد ريجان، الذي تولى رئاسة الولايات المتحدة في الفترة بين عامي 1981 و1989، إذ كان ممثلاً ذائع الصيت وله أعمال في التليفزيون والسينما، وكذلك الممثل أرنولد شوارزينجر بطل سلسلة Terminator الشهيرة، الذي اقتحم مجال السياسة وأصبح حاكماً لولاية كاليفورنيا لمدة أكثر من 7 سنوات. أيضاً الرئيس الثالث عشر لجمهورية الفلبين جوزيف استرادا، تولى الرئاسة من يونيو 1998 إلى يناير 2001، فقد كان ممثلاً شهيراً في الفلبين. وسار حذوه المطرب الشهير ميشال مارتيلي، الذي قرر ترك الغناء ودخول معترك السياسة، حتى أصبح رئيساً لجمهورية هاييتي، في الفترة من مايو 2011 وحتى فبراير 2016. فيما فاز رئيس جواتيمالا جيمي موراليس، في الانتخابات الرئاسية نهاية عام 2015، وما زال في الحكم حتى اليوم، وجيمي ممثل سابق عرف عنه تمثيل أدوار فكاهية مع شقيقه. فيما يعد رئيس أوكرانيا الحالي فولوديمير زيلينسكي، أحدث الفنانين الذين انضموا لمعترك السياسة، حيث فاز الممثل الكوميدي الشهير في أبريل 2019 بالانتخابات الرئاسية في بلاده.

المناصب التي وصل إليها بعض الفنانين العرب في بلدانهم، لم تتعد برواز التكريم أو الاحتفاء بالمنجز الإبداعي، كما حصل مع الفنان الأردني الراحل نبيل المشيني، الذي تم تعيينه في مجلس الأعيان شرفياً، أو استاذة الموسيقى المصرية إيناس عبد الدايم، التي تتولى حقيبة وزارة الثقافة في بلدها.

وكان انفجار مرفأ بيروت، قد أعاد للواجهة قضية ترشيح اللبنانيين، لبعض الفنانين من المشاهير لتولي حقائب وزارية، لكن الأخبار التي تروج لهذا الأمر، لا تعدوا تكهنات يطلقها البعض، رغم أن لبنان هو أكثر بلد يطالب فيه الجمهور بتوزير فنانيهم، فعلى مدى أكثر من خمسة عشر عاماً، تعالت أصوات الناس بالطلب من فنانين، كي يتولوا مناصب قيادية في الدولة اللبنانية، فكان الناس في مراحل وانعطافات معينة قد طالبوا بتوزير جوليا بطرس، راغب علامة، ماجدة الرومي، ملحم زين، معين شريف، نجوى كرم، أليسا وغيرهم.