اعتمدت دولة الإمارات حقن لانديلوماب تحت الجلد للمرضى، الذين يعانون من (الوذمة الوعائية) وهو أحد الأمراض الوراثية النادرة.

والعلاج هو الأول من نوعه الذي يتم تسجيله في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والهند وتركيا ورابطة الدول المستقلة، للوقاية من النوبات المتكررة للوذمة الوعائية الوراثية لدى المرضى الذين تبلغ أعمارهم 12 عاماً وأكثر.

وتعتبر حقن لانديلوماب تحت الجلد الأولى من نوعها، والوحيدة باستخدام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة الذي حصل على الموافقة في دولة الإمارات لاستخدامه كعلاج للوذمة الوعائية الوراثية.

القدرة على التنفس

تُعد (الوذمة الوعائية الوراثية) اضطراباً يؤدي إلى ظهور نوبات متكررة من التورم الشديد، ويُمكن لهذه النوبات التي تصيب الأنبوب الهضمي أن تتسبب بآلام حادة في البطن، إضافة إلى الغثيان والتقيؤ. كما يُمكن للانتفاخ في المسالك الهوائية أن يُعيق القدرة على التنفس ويُهدد حياة المريض. وتبدأ أعراض هذا المرض عادةً في مرحلة الطفولة ومن ثم تتفاقم خلال مرحلة البلوغ. ويُعاني المرضى الذين لا يتلقون العلاج من نوبة كُل أسبوع أو أسبوعين بشكل وسطي، وتستمر غالبية النوبات لمدة ثلاثة أو أربعة أيام.

التشخيص المبكر

تقول الدكتورة مريم مطر، مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للأمراض الجينية: «يعد التشخيص الصحيح والمبكر، هو الخطوة الأولى في إدارة الأمراض والاضطرابات النادرة. وعلى مستوى مقدمي الرعاية الصحية، فلابد من توفر قدرات وأدوات تقنية متقدمة ومتخصصة لضمان إجراء فحص جيني مناسب ودقيق، مع القدرة على عزل وتمييز طفرات محددة، الأمر الذي يمكّن المتخصصين من تقديم المشورة اللازمة لإدارة المرض وعلاجه».

السبب الوراثي

تُشير التقديرات إلى أنّ الوذمة الوعائية الوراثية تصيب واحداً من كلّ 50 ألف شخص، دون تسجيل أي فروقات ملموسة لمعدلات الإصابة به بين الرجال والنساء. وعلاوةً على ذلك، لم يتم اكتشاف السبب الوراثي لإصابة المرضى العرب في منطقة الشرق الأوسط بالمرض لغاية الآن.

جودة الحياة

من جانبه، قال البروفيسور سليمان الحمادي، أستاذ حساسية الأطفال والمناعة السريرية في جامعة الإمارات واستشاري أمراض الحساسية والمناعة السريرية في مستشفى العين وتوام: «تورم أجزاء مختلفة من الجسم بسبب الوذمة الوعائية الوراثية، من شأنه أن يؤثر وبشكل تدريجي على جودة الحياة. لقد كان في السابق يتم حقن المرضى بالإنزيمات البديلة في الوريد مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً بالمستشفى أما اليوم مع علاج لانديلوماب فهي المرة الأولى التي يمكن للمرضى إدارة مرضهم بالحقن تحت الجلد في المنزل».