بدأت دولة الإمارات إنتاج أول ميجاواط من الطاقة النووية الكهربائية الصديقة للبيئة، مع استكمال عملية الربط الآمن لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية، مع شبكة الكهرباء الرئيسية للدولة بعد مواءمة المحطة مع متطلبات الشبكة.

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توصيل المحطة الأولى في براكة بشبكة الكهرباء في دولة الإمارات بعد نجاح شركة نواة، في البدء في العمليات التشغيلية للمحطة نهاية يوليو 2020، حيث بدأ فريق تشغيل المفاعل منذ ذلك الحين بإجراء سلسلة من الاختبارات، ورفع مستوى الطاقة بثبات وبشكل تدريجي حتى الوصول إلى مستوى إنتاج أول ميجاواط من كهرباء الحمل الأساسي من مشروع محطات براكة الجاري تطويره في منطقة الظفرة.

السلامة والأمن والجودة

ويمثل ربط المحطة الأولى بشبكة الكهرباء إنجازاً بالغ الأهمية خلال مسيرة تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي ومحطات براكة للطاقة النووية السلمية التي تعد حجر الأساس للبرنامج وفق أعلى معايير السلامة والأمن والجودة.

تعد هذه الخطوة بداية مرحلة جديدة لمشروع محطات براكة بعد سنوات من الاستعدادات والالتزام بأعلى معايير السلامة والجودة العالمية. ومن المقرر أن تكون فرق العمل والتكنولوجيا المستخدمة في المحطات قادرة على مواصلة التقدم نحو تحقيق الهدف المتمثل في توفير قرابة 25% من احتياجات الدولة من الطاقة الكهربائية طيلة الأعوام الستين المقبلة. وتعد محطات براكة، إلى جانب مصادر الطاقة الصديقة للبيئة الأخرى، إحدى أهم ركائز التحول للطاقة الصديقة للبيئة في المنطقة والعالم الأمر الذي يضع الدولة في مسار جديد للتنمية المستدامة وخفض الانبعاثات الكربونية من عملية إنتاج الطاقة الكهربائية.

الكفاءات الإماراتية

وأسهمت الكفاءات الإماراتية من المهندسين والمتخصصين في الطاقة النووية في تشييد وإنجاز المحطة الأولى، إضافة إلى مديري تشغيل ومشغلي المفاعلات الإماراتيين الذين خضعوا لبرامج تدريبية متقدمة حول العالم، الأمر الذي مكنهم من امتلاك المعارف والخبرات الكافية لإدارة المحطة، إلى جانب الخبرات العالمية والوصول إلى هذا الإنجاز المتمثل، بدعم النمو في دولة الإمارات من خلال توفير طاقة كهربائية آمنة وموثوقة لشبكة الكهرباء.

طاقة المفاعل

ومع إنجاز الربط وتوصيل المحطة بالشبكة الرئيسية، يبدأ مشغلو المفاعل النووي في المحطة الأولى برفع مستوى طاقة المفاعل بشكل تدريجي، فيما يعرف باختبار الطاقة التصاعدي، والذي سيتم خلاله مراقبة واختبار أنظمة المحطة الأولى للتأكد من التزامها بأفضل الممارسات العالمية، خلال مواصلة التقدم الآمن نحو إنتاج الكهرباء بالكامل. وعند اكتمال هذه العملية تنتج المحطة الأولى كميات وفيرة من كهرباء الحمل الأساسي، لتصل إلى ذروة إنتاجها للطاقة، من أجل دعم مسيرة النمو والازدهار في دولة الإمارات لعقود مقبلة. كما سيتم إجراء اختبار الطاقة التصاعدي تحت الإشراف المستمر للهيئة الاتحادية للرقابة النووية، والتي أجرت أكثر من 280 عملية تفتيش في محطات براكة للطاقة النووية السلمية منذ بدء تطويرها، بالإضافة إلى إجراء أكثر من 40 عملية تقييم ومراجعة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والرابطة العالمية للمشغلين النوويين.

الحد من الانبعاثات

وبينما تُعد الكهرباء من مصادر الطاقة الأسرع نمواً من حيث الطلب على مستوى العالم، باعتبارها تستخدم بشكل متزايد في جوانب متعددة من حياتنا الاجتماعية والاقتصادية، فإن محطات براكة للطاقة النووية السلمية، تسهم في دعم جهود دولة الإمارات الخاصة بإنتاج الطاقة الكهربائية الوفيرة والحد من الانبعاثات الكربونية لقطاع الطاقة، إلى جانب المساهمة في تنويع الاقتصاد من خلال توفير آلاف فرص العمل المجزية، عبر تأسيس وتطوير قطاع نووي سلمي وسلسلة توريد محلية.

إنجازات متواصلة

وكانت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، أعلنت مؤخراً عن استكمال الأعمال الإنشائية في المحطة الثانية، إلى جانب بدء شركة نواة للطاقة في الاستعدادات التشغيلية، في وقت وصلت الأعمال الإنشائية في المحطتين الثالثة والرابعة إلى مراحلها النهائية، حيث بلغت نسبة الإنجاز في المحطة الثالثة 93% والمحطة الرابعة 86%، فيما وصلت نسبة الإنجاز الكلية للمحطات الأربع إلى 94%.