عرفت المصممة الإماراتية الشابة ريم الظاهري، معنى أن تكون المرأة أنيقة، وعرفت أكثر أن تصاميم الأزياء لها هوية حتى لو تقاطعت مع الشيء العالمي، ريم التي دخلت عالم التصميم من باب الشغف، والهواية، فتعلمت وبحثت وصممت فساتين للمناسبات، وها هي تمشي في طريقها الذي اختارته، بعيداً عن تخصصها الجامعي. وفي حوارها مع «زهرة الخليج» تروي حكاية دخولها عالم الأزياء والتصميم.

* ما الذي دفعك لعالم التصميم، وهل ثمة علاقة بين تخصصك الجامعي وموهبتك في التصميم؟

- هناك أمور ترتبط بنا مثل السر، سر العلاقة مع اللون مع الجمال، والتي تبدأ من الطفولة، وربما في مرحلة لاحقة، الجمال فطرة، هكذا كنت أرى أمي ومن حولها وهن يرتدين الثياب الخاصة، يبدأ الطفل بتفصيل ألعاب للدمية، ثم وفي سن الـ 15، عرفت أن هوايتي هي تصميم الأزياء، ولا أدري لماذا بدأت ميولي تتجه نحو الكلاسيك، بكل ما يحمله من أناقة وحداثة أيضاً، فكانت لا تعجبني كثيراً الملابس المعروضة في الأسواق، وهو ما دفعني لاختيار القماش، وتفصيل الملابس بنفسي، لأكون متميزة ومتفردة بالقطعة التي أريد الظهور فيها. أما دراستي وتخصصي الجامعي، فلا علاقة لهما بميولي وموهبتي في التصميم،  فأنا تخرجت من جامعة زايد بتخصص إدارة الموارد البشرية، وحاليا أكمل الماجستير بتخصص إدارة الأعمال، ولكن يكفي أن أعرف أن فن الإدارة قد منحني معنى ما أحب وما أقوم به الآن.

ستايل خاص

* هل تفكرين أن تمضي نحو الجرأة بعيداً عن التقليدية؟ كيف ترسمين ستايل خاص بك؟

- لا شك فإن نكهة الشرق هي إحدى ملامح تصاميمي، إضافة للألوان ونوع القماش الذي اختاره، وقد اخترت تصميم القفاطين والأثواب بطريقة فيها بصمة، ورقي من خلال القماش والألوان والقصات التي تنسجم مع طبيعة العمر وشكل الجسد، والأهم هو تصميم يظهر الأنوثة بشكل أنيق وساحر، معظم ما أصممه خاص، وبكميات محدودة، والتي تخدم الزبونة التي لا تريد أن يكون هناك قطع مكررة مما ترتديه.

* حدثينا عن الإحساس والسعادة التي تشعرين بها وأنت تطورين مهاراتك؟

- حين أعمل ما أرغب به، أجد ذاتي، وأحقق ما أحلم به، كمن يرسم لوحة، أو منحوتة أو أي شيء جمالي، فالتصميم يملأ وقتي، ويجعلني أرى السعادة في عيون الآخرين، وعيني أيضاً، نعم السعادة تدفعني لمزيد من الإبداع سعياً وراء تحقيق أحلامي، وهذا يجعلني أكثر معرفة وأنا  أختار الأقمشة، أو أتابع الموضة في الصحف والمجلات والمواقع، والأهم أنني أضع خطة للتخصص أكثر، بعد أن أنتهي من  الماجستير، فالتخصص سيفتح أمامي أبواباً كثيرة في هذا العالم.

* من شجعك على دخول هذا العالم؟

- كثيرون حولي عارضوا خياراتي، وخاصة أنني أدرس مجالاً مهماً في الجامعة، لكن والدي الأقرب لروحي، شجعني على دخول عالم الأزياء والموضة والتصميم، لأنه يعرف العمق الحضاري والجمالي للموضة، بعض من حولي قالوا لي ستفشلين، لأن السوق مليء ومزدحم بالمصممين، وحده والدي الغالي، آمن بقدراتي ودعمني مادياً ومعنوياً، وبفضل الله تعالى، وثقتي العالية بعملي، استطعت أن أصل إلى التميز، وأحقق النجاح في فترة وجيزة، ربما روح التنافس جعلتني أكثر إصراراً على المضي في طريق التصميم، تلك الكلمة التي تشير للرسم والإرادة ومفاتيح الجمال والموضة.

فساتين المناسبات

* حدثينا عنك وعلاقتك بتصميم فساتين المناسبات، ولماذا يغلب على تصاميمك القفطان المغربي؟

- أحب تصميم ملابس المناسبات، والقفاطين التي تعطي طابعا أنثويا، لما يتميز به هذا الفستان من تطريز، إلى جانب البروكيد الإيطالي والريش، والتي تمنح المرأة الثقة للتألق والتميز في المناسبات الخاصة. كما أن القفطان المغربي يناسب المرأة الإماراتية والخليجية، وغيرهما من النساء، فهو يناسب الحياة اليومية والمناسبات، ويكون التفنن بالألوان حسب مناسبة ارتدائه، عرس، حفل رسمي، الخ، من هنا يأتي التميز بالرسم بالقماش بعلاقة الألوان مع بعضها.

* هل ثمة قصص وراء ما تصممينه؟

- نعم توجد قصة، في آخر كولكشن أطلقته سميته Nuova Era بالإيطالي ومعناه عهد جديد، فهو نعم عهد جديد لي لتطوير علامتي التجارية، والتي حققت نجاحاً سريعاً وقفزة كبيرة في عالم الإنجاز، والعهد ميثاق لتحقيق كل شيء جديد، هذه المجموعة تمنح المرأة الثقة في الإطلالة وجمال الحضور، إلى جانب حالة الفخامة التي تبدو فيها والأنوثة أيضاً.

* هل تدفعك الموسيقى أو السينما أو الفن التشكيلي إلى الإبداع؟

- الموسيقى تنعكس على الخيال، لهذا أسمع الموسيقى الهادئة، والغناء، وأقرأ وأتابع أفلاما سينمائية، يشدني خلال الفيلم العلاقة بين الحكاية والأزياء والزمن، فلكل زمان موضة، وعادة تأتيني لحظات الإلهام قبل النوم، فأصحو وأمضي إلى رسم التصميم، وبعدها أنام. لا أعرف لماذا لكن الإلهام يأتيني قبل أن أنام دائماً.

أزياء الحضارات

* هل تزورين متاحف وتتعرفين على أزياء المرأة في الحضارات؟

- كنت على وشك زيارة متحف أحلامي  Palais Galliera  في باريس، هذا الصيف لكن للأسف بسبب وباء كورونا المستجد «كوفيد 19»، قررت أن أمتنع عن السفر لمدة سنة لضمان سلامتي. لكن طبعا أنا أحب التعرف على أزياء المرأة في الحضارات خاصة الحضارة الإغريقية فطابع الزي النسائي مميز وأنثوي، وحضاري أيضاً.

* لو أردنا الحديث عن الألوان، هل ثمة علاقة بين الألوان والفصول، والأعمار؟

- ثمة علاقة قوية بين الأزياء وفصول الحياة وفصول العمر، ثمة علاقة بين الصيف واللون، درجات الأخضر، الأصفر والأزرق. الخريف والألوان الترابية والأرجوان، البني ودرجات الرمادي، والشتاء أحب توظيف الألوان الملكية مثل الأخضر الملكي، الأزرق الملكي والعنابي. لكن بشكل عام في علامتي التجارية أفضل اختيار Pastel colors وهي تمثل ألوان الربيع بشكل عام.

* كيف توظيفين الإكسسوارات؟

- أحب تنسيق تصاميم مع المجوهرات فهي تعطي انطباعاً بالفخامة.

* من نموذجك المفضل في عالم التصميم؟

- إيلي صعب هو الهامي ونموذجي المفضل في عالم التصميم.

* هناك الكثير من المصممات الإماراتيات، هل ثمة مشروع مشترك بينكن، هل ثمة تواصل بين الأجيال؟

- لا يوجد مشروع مشترك، لكن أنا ألجأ أحيانا لبعض المصممات الإماراتيات، للاستفادة من الخبرة والنصيحة معاً، حول التوزيع في قطاع التجزئة. فهن بالنسبة لي أخوات لا منافسات فكل منا لديها طابعها المميز المختلف في التصميم.

* مجموعتك الأخيرة تعاونت فيها مع علامة المجوهرات الإيطالية Roberto Coin، حدثينا عنها وعن أهمية هذا التعاون بالنسبة لك؟

- في البداية شاهدت علامة روبيرتو كوين التجارية في مركز دبي مول وأغرمت بقطع المجوهرات، وقررت عرض تعاون بيني وبينهم لجلسة التصوير الخاصة بمجموعتي Nuova Era. والأمر كان إنجازاً كبيراً في حياتي، بعد أن حصلت على الدعم الكامل من روبيرتو كوين، فقد كانوا سعيدين جداً لدعمي كمصممة إماراتية، لقد أعجبوا بتصاميمي وكان تناسق كبير بين مجوهراتهم التاريخية وتصاميمي، وسحر وجمال قطع المصمم الإيطالي روبيرتو كوين، الذي أعطى الإطلالات روحاً إيجابية وأنيقة.

مشروع مربح

* هل تصميم الأزياء مشروع مربح، وما هي مقومات النجاح برأيك؟

- نعم مربح فقط إذا كان الشخص قادراً على الإبداع وصمم تصاميم مميزة. فالعين دائماً ترى الشيء المميز والمختلف. الشخص الناجح واع ومستعد للخسارة أو الربح. لأن النجاح يأتي من الجهد والتعب، لا سيما الخسارة في البداية تكون قليلة. المشروع لا يسمى ناجحاً، إذا لم يصادف معرقلات، فأي مشروع يعتبر ناجحاً عندما يهزم هذه التحديات. والتصميم ليس الغرض منه الربح فقط، فأنا أمارسه كهواية التقدير الإعلامي والتقدير من الزبون والكلمات الطيبة، هي ما تلهمني وتدفعني للمضي في مسيرتي. ودائماً أقول لنفسي أن الجهد الذي أبذله هو لتحقيق حلمي والاستمتاع بما افعله، فمقومات النجاح هي الثقة بالنفس، فالإنسان إذا كان واثقا من قدراته ومتوكلا على الله تعالى، سينجح بسبب الإيمان بالله وثم النفس. أنا أؤمن بقدراتي وهذا الشيء الذي ساعدني كثيراً على تحقيق أهدافي.

* برأيك ما هو أثر الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي في انتشار التجربة؟

- الدعم الإعلامي ووسائل التواصل عمود أساسي من أعمدة نجاح أي مشروع، فعند الظهور الإعلامي تكون الناس على معرفة بالعلامة التجارية ومن خلفها.

* ما آخر مشاريعك المستقبلية؟

- آخر مجموعة أطلقتها في شهر يوليو Nuova Era  2020. وأخطط للوصول إلى المواقع العالمية الفاخرة، وأطمح لعرض تصاميمي في عروض الأزياء العالمية.