تعد النباتات المحلية في دولة الإمارات أحد أهم كنوز الطبيعة وثروة وطنية يجب المحافظة عليها والمساهمة في ازدهارها نظرا لقدرتها على استيعاب الظروف المناخية الصحراوية الحارة وتتسم بخصائص فريدة تميزها عن باقي النباتات إضافة إلى مقاومتها للأمراض والآفات الزراعية. وفي هذا السياق، عملت دولة الإمارات على إنشاء مشروع (بنك البذور) قبل نحو أربع سنوات، في المؤسسة العامة لحديقة الحيوانات في العين، بهدف الحفاظ على النباتات المحلية في دولة الإمارات، وللتشجيع على زراعتها نظرا لاستهلاكها المحدود للمياه.

الأنشطة التعليمية

ويعتبر بنك البذور مشروعا تكميليا لمركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء ويتم استخدامه في الأنشطة التعليمية لطلاب المدارس والجامعات نظرا لأهمية النباتات في تشكيل الجزء الحيوي على وجه الأرض كما يسهم في الحفاظ على الأنواع النباتية المحلية المتنوعة المهددة بالانقراض. ومن أهدافه الأساسية تحقيق الاكتفاء الذاتي من النباتات عن طريق تلبية احتياجات المؤسسة لأغراض التطوير والتحسين بجانب استخدامها كمادة للتبادل مع المؤسسات الأخرى كالجامعات وحدائق النباتات الطبيعية.

بذور النبات الأصل

تقول عائشة سيف الحامدي رئيس وحدة البستنة في المؤسسة العامة لحديقة الحيوان والأحياء المائية بالعين، إن قسم البستنة يقوم بعملية جمع البذور والتي تعتمد على جمع ما لا يزيد على 20% من بذور النبات الأصل ذي الجودة العالية مع تسجيل البيانات المطلوبة الخاصة بالنبات ومن ثم يتم إرسالها إلى المشتل للتأكد من سلامتها وخلوها من الآفات والأمراض، وبعدها القيام بعملية تجفيف البذور، وتنظيفها وإدخال بياناتها في قاعدة البيانات الخاصة بالمشتل وأخيرا حفظها في أكياس من القماش أوالمغلفات الورقية أو العلب بشكل منظم في مكان مظلم ودرجات حرارة منخفضة.

وذكرت عائشة الحامدي أن حديقة الحيوانات بالعين قامت بتجميل مساحة تقدر بـ 1303 أمتار مربعة، وزرعت فيها نباتات محلية كالمهتدي، والغضف، والضجع (الخنصور)، والسنا مكي بالإضافة إلى أشجار الغاف والحناء والرمان ومعظمها من إنتاج مشتل المؤسسة، وأدخلت أحجار الزينة بمختلف أحجامها والمواد المعاد تدويرها مثل جذوع الأشجار.

النخيل المتقزم

وأشارت عائشة إلى نجاح حديقة الحيوانات بمدينة العين في إكثار نخيل الغضف، أو النخيل المتقزم الذي يعتبر من النباتات المحلية المهددة بالانقراض، وقامت المؤسسة بتخضير سفاري العين أكبر سفاري من صنع الإنسان في العالم، وذلك بزراعة عدد كبير من النباتات المحلية التي تتلاءم مع مناخ الدولة.

مياه الري

وقالت عائشة إن الحديقة وفرت ما يقارب 95 % من مياه الري المستهلكة في ري العشب الأخضر، وهناك فرصة كبيرة لتوفير كميات هائلة من مياه الري المستهلكة في مشاريع الزراعات التجميلية باستخدام النباتات المحلية، لأن احتياجاتها من الخدمات الزراعية الأساسية محدودة جدا مقارنة بالأنواع الأخرى من النباتات مثل برامج التقليم، والتسميد وغيرها من خدمات الصيانة الأخرى مما يوفر المصاريف التشغيلية بشكل أكبر.

ورش توعوية

وأضافت عائشة أن الحديقة تحرص على تنظيم ورش عمل لتوعية طلبة المدارس والجامعات بأهمية المحافظة على النباتات المحلية وحمايتها من الانقراض وكيفية زراعتها ورعايتها، إضافة إلى المخيمات الشتوية السنوية للطلبة والورش التوعوية والتعليمية الخارجية التي يتم عقدها في المدارس، واستقبال المتطوعين والمتدربين من كلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات للمشاركة في مشاريع وأعمال البستنة.

المشاريع البحثية

وأكدت عائشة الحامدي، أن زراعة النباتات المحلية تسهم في تعزيز الموروث المحلي، وإضفاء منظر جمالي لواجهة الحديقة ولمرتاديها، فاستخدام الموارد الطبيعية المحلية المتوفرة في مشتل المؤسسة، يعمل على حماية هذه النباتات وإكثارها والتعريف بها وخاصة الأنواع المهددة بالانقراض، بالإضافة إلى تحقيق مبدأ الاستدامة والإبداع في مجال تنسيق المناظر الطبيعية، ويعتبر هذا المشروع أحد المشاريع البحثية والعلمية لمراقبة نمو النباتات المحلية ودراسة طبيعتها واستخدامها لأغراض جمع البذور وحفظها في بنك البذور الخاص بالمؤسسة.

الزراعات التجميلية

وقالت: «هناك العديد من التحديات المتعلقة بمشاريع الزراعات التجميلية ومنها كميات مياه الري المستهلكة، وعليه تم إدخال نباتات البيئة المحلية في الزراعات التجميلية، بهدف تحقيق كفاءة عالية في سياسة ترشيد استهلاك مياه الري نظراً لاحتياجاتها المائية القليلة، مقارنة بالنباتات التجميلية الأخرى، كما يعزز هذا التوجه استدامة الموارد المائية في المستقبل، حيث إن النباتات المحـلية ثروة وطنية يجـب المحافـظة عـليها والمساهمة في ازدهارها».