الأميرة نجلاء بنت أحمد بن سلمان آل سعود: «اليوم الوطني» تجديد للعهد ببناء مستقبل أفضل

الأميرة نجلاء بنت أحمد بن سلمان آل سعود لـ«زهرة الخليج »: «اليوم الوطني» تجديد للعهد ببناء مستقبل أفضل
تنطلق الأميرة نجلاء بنت أحمد بن سلمان آل سعود، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «آثارنا»، في رؤيتها وتطلعاتها من بيئة محبة للعلم والتقدم والتطور، وهو ما دفعها على ما يبدو لتأسيس «آثارنا» بهدف نشر الوعي بمهارة الصناع والحرفيين الخليجيين وتسويق منتجاتهم عالمياً، باعتبارهم سفراء ثقافيين لبلدانهم. وفي حديث

تنطلق الأميرة نجلاء بنت أحمد بن سلمان آل سعود، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «آثارنا»، في رؤيتها وتطلعاتها من بيئة محبة للعلم والتقدم والتطور، وهو ما دفعها على ما يبدو لتأسيس «آثارنا» بهدف نشر الوعي بمهارة الصناع والحرفيين الخليجيين وتسويق منتجاتهم عالمياً، باعتبارهم سفراء ثقافيين لبلدانهم. وفي حديثها مع «زهرة الخليج» تستعرض الأميرة نجلاء تأثير «رؤية المملكة 2030» على المرأة السعودية وتمكينها، فضلاً عن القيمة التي يمثلها اليوم الوطني لكل السعوديين.

• ما الذي يمثله لك اليوم الوطني؟

-  اليوم الوطني يحمل نفس القيمة لي ولكل سعودي وسعودية.. هو تجديد العهد ببناء مستقبل أفضل للوطن، وتقدير الماضي العريق له، والتذكير بجهود كل من ساهم ببنائه على الصورة التي ننعم بها اليوم ولله الحمد.

أكثر ما يهمني في اليوم الوطني، أن أكون في بلدي وأستشعر قيمة هذا الوطن العظيم. هذا العام وعلى الرغم من القيود المفروضة بسبب جائحة كورونا، ننظر إليه كمناسبة رائعة للاحتفاء بالوطن وكل ما قدمه لنا خلال هذه الفترة الصعبة، ونجاحه في تجاوز هذه الجائحة.

• حدثينا عن الأجواء الإنسانية التي رافقت نشأتك وكيف أثرت على تكوين شخصيتك؟

- البيئة التي نشأت بها، كانت محبة للعلم بتأثير مباشر من والدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، والذي كان يرسل لنا كتباً عن المملكة وتاريخها، ويحرص على مناقشتها معنا بشكل أسبوعي، لإثراء معرفتنا بهذا البلد العظيم وتاريخه. لا زلت أحمل نفس الروح المحبة للعلم والقراءة في جميع المجالات وخاصة فيما يتعلق بتاريخ مملكتنا وثقافتها.

امرأة ملهمة

• من هو ملهمك ومثلك الأعلى بالحياة، وكيف انعكست رؤاه على حياتك العملية؟

- تأثرت بالكثير من الأشخاص على مدى سنوات طفولتي ودراستي، ولكن تبقى والدتي، هي صاحبة التأثير الأكبر، والتي اكتسبت منها الكثير من القيم وأهمها حرصها على العلم والتعلم، وما زالت حتى اليوم تدفعني لتقديم المزيد والسعي لترك أثر إيجابي في كل ما أقوم به.

• ما طقوسك اليومية وهواياتك المفضلة؟

- يغيب الروتين بشكل كبير عن يومي، فأنا أبدأ كل يوم بمتابعة عملي ومهامي، والتي غالباً ما تكون مختلفة في كل يوم. أحرص على إدخال بعض الأنشطة في يومي مثل ممارسة الرياضة، والتي تساعدني في المحافظة على نشاطي وتركيزي، وكذلك ركوب الخيل لأنه يربطني بذكرى والدي، رحمه الله، والذي كان يحب الخيل كثيراً. كما أنني أنتهز أي فرصة لممارسة هوايتي في التعرف على البلدان المختلفة وحضاراتها، سواء عن طريق السفر أو المطالعة.

• كيف تثمنين عضويتك في مجلس إدارة هيئة التراث، وما الذي تطمحين إلى تحقيقه من خلال وجودك في المجلس؟

- وجودي ضمن مجلس إدارة هيئة التراث هو استمرار لمسؤولية أحملها تجاه تراث وطني. وأقدّر هذه الثقة الكريمة التي سعدت جداً بالوصول لها وبكوني مع نخبة من أعضاء الهيئة المتميزين، لأتعلم منهم وأكتسب من خبراتهم. أطمح للمساهمة في تكوين صورة تعكس التراث السعودي المميز بكافة أشكاله، والمساهمة في إبرازه بالمستوى الذي يليق به محلياً وعالمياً. وأيضاً يهمني نشر ثقافة التراث في المملكة والمحافظة عليه بكل الوسائل المتاحة، إلى جانب الدور الأكبر المتمثل في نقل الصورة الصحيحة للتراث السعودي عالمياً، والذي سيتيح للكثيرين حول العالم تجربة الثقافة السعودية عبر الفنون والتراث.

تطورات غير مسبوقة

• شهدت المملكة تطورات إعلامية كبرى من خلال استخدام الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي، توافقت مع انفتاحها غير المسبوق على العالم في مختلف المجالات خاصة الفنية والسياحية، كيف ترين هذه التطورات؟

- النمو والتطور هو من سمات الحياة الأساسية وهو شيء غير مستغرب على مملكتنا الحبيبة، ولكن التغيرات الحالية التي يشهدها العالم خلقت لنا خيارات في كل المجالات، وهذا يؤثر بشكل كبير على تطور السياحة والفنون. كما أن المملكة حالياً تولي أهمية لإبراز المجالات الفنية والتراثية التي طالما غابت عن الساحة العالمية، وهي قوة ثقافية تضاف لمكانة المملكة العربية السعودية.

• ما أبرز المبادرات التي قدمتموها في شركة «آثارنا»، خاصة أن المملكة تهتم اهتماماً خاصاً بالمناطق الأثرية والترويج لها عالمياً؟

- الدافع الرئيسي خلف تأسيس «آثارنا» كان لخلق استدامة في عمل أصحاب الحِرف، ومساعدتهم على الوصول لعملاء أبعد من دائرتهم القريبة ومحيط الجيران والأصدقاء. أهم وأول ما عملنا عليه في هذا الاتجاه، هو إطلاق أول منصة إلكترونية لربط الحِرفيين السعوديين بعملائهم في كافة مناطق المملكة ومختلف دول العالم. ونعمل كذلك على تطوير الجانب المعرفي حول الحِرفة السعودية داخلياً وخارجياً وتسويقها، عن طريق المشاركة في المعارض والملتقيات التجارية.

• هل ثمة صعوبات أو تحديات قابلتك خلال تأسيس الشركة؟

- لا يوجد أي عمل ينجح دون التغلب على مشاكله وتحدياته، وهذا جزء طبيعي من النجاح. أبرز ما واجهناه في آثارنا خصوصاً في البدايات هو صعوبة نقل العمل من مبادرات فردية لعمل مؤسسي مستدام، وكذلك في محاولة الوصول لشبكة أكبر وأوسع من الحِرفيين والحِرفيات بمختلف مهاراتهم في الحرف السعودية الأصلية، وهذا تحدي قائم نعمل كل يوم مع أصحاب الحرف لمواجهته.

• ما المعايير الرئيسية التي يجب أن تتحلى بها المرأة السعودية لتكون خير سفيرة لبلادها في مجال المال وريادة الأعمال؟

- إيمان المرأة السعودية بقيمتها وقدرتها على تحقيق طموحاتها، في ظل التمكين العالي الذي تشهده المملكة اليوم، هو كل ما تحتاجه للبدء اليوم في عالم ريادة الأعمال، خصوصاً إذا تحلّت بالمعرفة والقيم في مجالها ثم الصبر والالتزام، لتحقيق ما تسعى له. 

• برأيك ما تأثير أبعاد جائحة كورونا على رائدات الأعمال صاحبات المشروعات الصغيرة والمتوسطة وكيف كان تفاعلكم معهن؟

- أعتقد أن الجائحة أثرت على كل القطاعات، ولكن نعمل جاهدين على الحد من هذه الآثار، خصوصاً مع وجود مُمكّنات التجارة الإلكترونية التي ساعدت على ازدهار بعض الأعمال خلال الفترة الماضية. ونحن دائماً على تواصل مع أصحاب الحِرف في مثل هذه الظروف، ونعمل على عدة مبادرات لتسويق أعمالهم والبحث عن فرص استثمارية جديدة مع عدة جهات، مما يوفر لهم دخلا مستداما.

• أربعة أعوام على إطلاق المملكة «رؤية 2030» كيف ترين أبرز الإنجازات لخلق بيئة جاذبة للمستثمرين من الداخل والخارج؟

- مثل ما ذكر صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، الأرقام هي التي تتحدث وأرقام النمو التي حققتها المملكة في هذا المجال غير مسبوقة. وترتيب المملكة في عدة مؤشرات دولية شهد عدة قفزات في السنوات الأربع الماضية، مثل مؤشر بدء النشاط التجاري وسهولة ممارسة الأعمال مما يوضح النمو ويساهم في تطوير البيئة الاستثمارية في المملكة للأفضل.

خطط مستقبلية

• هل لديكم في «آثارنا» خطط مستقبلية لدعم التراث في المملكة والترويج له على مستوى العالم؟

- الفضاء مفتوح أمام دعم الحِرف والفنون السعودية، ونحن دائماً نبحث عن فرص للنمو. أحد أعمالنا التي سعدت شخصياً بالعمل عليها هو كتاب رائع يحتفي بالحِرفة السعودية في المملكة، وسيتم إطلاقه في نوفمبر المقبل. ونحن على استعداد دائم لدعم المجال متى ما توفرت الفرصة لذلك.

• كيف ترين للأدوار التي تلعبها الهيئة العامة للسياحة والآثار داخل المملكة وخارجها؟

- الدور الذي تقوم به وزارة السياحة حالياً ضمن برنامجها المتكامل للتنمية السياحية، هو دور عظيم يشمل العمل على عدة جوانب كتسويق الوجهات السياحية السعودية داخلياً وخارجياً. شهدنا خلال السنتين الماضيتين أثراً ملموساً لهذه الجهود في رفع الوعي بالمدن السياحية داخلياً وخارجياً، والجوانب الحضارية المرتبطة بكل مدينة عبر حملات تسويقية مثل حملة «روح السعودية» هذا العام، وكذلك العمل على تنويع الأنشطة السياحية ورفع مستوى الخدمات المقدمة وتحسين تجربة السائح داخل السعودية وإثرائها.

• هل ثمة تعاون أو اتفاقيات مشتركة أو مبادرات بين وزارة السياحة و«آثارنا»؟

- تعاوننا مع وزارة السياحة تعاون دائم في إبراز أصالة الحرفة السعودية وتسويقها من خلال عدة مشاريع ومناسبات. ونتطلع لتوسيع هذا التعاون واستمراريته في الفترة المقبلة سواء مع وزارة السياحة أو مع الجهات ذات العلاقة بالآثار والتراث والحِرف، خصوصاً بعد الأمر الملكي الصادر بتوجيه الجهات الحكومية، باقتصار اقتناء الأعمال الفنية والمنتجات الحِرفية على أعمال وطنية سعودية.

• ما هي مواصفات سيدة الأعمال الناجحة؟

- أن تكون ذات رؤية واضحة تريد تحقيقها، ثم سعي جاد لا تؤثر فيه الصعوبات ولا التحديات.

• ما أكثر البلدان التي قمت بزيارتها وتركت في نفسك أثراً لن يمحى من الذاكرة؟

- حبي للسفر نابع من رغبتي في التعرف على الجوانب الثقافية للبلدان، ولذلك أرى أن زيارتي لكوبا كانت ملهمة لي، خصوصاً أن اعتزاز شعبها ببلده واحتفائهم به أبرز ثقافتها بشكل جميل وحيوي رغم الظروف الصعبة والموارد المحدودة المتوفرة لديها.

تمكين المرأة السعودية

ترى الأميرة نجلاء بنت أحمد بن سلمان آل سعود، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «آثارنا»، أن ما قدمته المملكة العربية السعودية للمرأة، هو امتداد للدعم المستمر الذي ينعم به السعوديون، وتضيف: «إعطاء المرأة دورها، أمر طبيعي في بلد يسعى لتمكين كل أفراده على حد سواء، ومسؤوليتنا كنساء هي استخدام هذا التمكين، فيما ينفعنا وينفع مستقبل الوطن. وأعتقد أن مجالات الفنون كانت من المجالات المزدهرة لدى النساء في المملكة تاريخياً، ولكنها اليوم أقوى وأكثر نضجاً، وهذا ما ساهم في ظهور مواهب متميزة برزت محلياً وعالمياً».