نشأت البندري وائل عبد المحسن العجلان في أسرة أفرادها أطباء واستشاريون، فأحبت الطب، لكن عشقها أيضاً للرسم وتفاصيله الصغيرة، قادها لاحقاً إلى الجمع بينهما، وهي واحدة من بنات المملكة العربية السعودية المتميزات، ليست كطبيبة أسنان فحسب، بل أيضاً كإدارية إذ تولت مناصب عدة، قبل أن تعين اليوم رئيسة قسم الأسنان في مستشفى دلة نمار في السعودية. في حوارها مع «زهرة الخليج»، تكشف الطبيبة الشابة عن طموحها ورغبتها في إحداث فرق في مجال طب الأسنان. 

• تحوي دراسة الطب مجالات اختصاص واسعة، لماذا اخترت طب الأسنان تحديداً؟ 

- مثل أي طفل يتأثر في محيطه، نشأت وكبرت في منزل يضم عدداً من الأطباء والاستشاريين، فنما في داخلي حب الطب، وفي الوقت ذاته، كنت أعشق الرسم، والتخطيط والتفاصيل الصغيرة، مما ولد لديّ حيرة قوية. لكن، حيرتي هذه تبددت في جنة الكتب، فقد كان جدي يملك مكتبة مكتظة بألف كتاب وكتاب، وكان فيها قسم خاص للفنون، هناك اكتشفت ذاتي لا بل وجدتها، واكتشفت أن طب الأسنان هو التخصص الوحيد الذي يجمع بين حبي للطب والرسم. 

دعم مطلق

• خلقت جائحة كورونا محاذير ومخاوف عدة بين الناس ومنها زيارة طبيب الأسنان، كيف تعاملتم مع ذلك؟

- كأطباء عموماً، نحن كنا أول من شعرنا بالقلق لقربنا جسدياً من المرضى أثناء العلاج أو حتى التشخيص. لكن وزارة الصحة بالتعاون مع هيئة التخصصات الصحية في المملكة قدمت الدعم الكامل وبشكل سريع للأطباء من خلال تنظيم المحاضرات الإلكترونية في مختلف التخصصات بشكل يومي، وتحديداً الجمعية السعودية لطب الأسنان التي بادرت إلى تزويد أطباء الأسنان بالمعلومات الضرورية لمساعدتهم ومرضاهم، على التعامل ولاحقاً التأقلم مع الجائحة. لا بد من الإشارة هنا إلى أن عيادات طب الأسنان مهيأة أصلاً للتعامل مع أخطر أنواع الأمراض المعدية التي تنتقل هوائياً، كمرض السل والأمراض الرئوية، فضلاً عن الوباء الكبدي بمختلف أنواعه، فكثير من المرضى الذين يأتون لعلاج أسنانهم لا يعلمون أنهم مصابون بداء معدٍ. لهذا يتخذ طبيب الأسنان كافة الإجراءات الاحترازية لحماية نفسه والعاملين معه، ولأن فيروس كورونا ينتقل عبر الرذاذ المنتقل في الهواء، فكان لا بد من مضاعفة هذه الإجراءات.

• أحدث فيروس كورونا انقلاباً في حياة الناس وغير الكثير من المفاهيم التي كانت سائدة، كيف كان تأثيره فيكم؟

- لم نتوقف عن العمل بالتناوب في فترة الحجر، وقد صودف أن عينت في بداية ظهور الوباء رئيس قسم، ورغم المخاوف التي انتابتني، إلا أن الدعم النفسي، الذي قدمته لنا إدارة المستشفى من خلال الاجتماعات شبه اليومية، أسهم في تعزيز الشعور بالأمان والتشجيع على بذل المزيد من الجهود من أجل مكافحة هذا الوباء والتعالي عن صغائر الأمور والتحلي بالصبر.

استغلال الوقت

• كيف توازنين بين عملك وأسرتك؟

- تبدو الموازنة صعبة أو شبه مستحيلة، إذ مهما تعلم الفرد وارتقى في عمله، سيجد نفسه يضحي بوقته على حساب جانب ما من حياته. لكن أستطيع القول إنني بفضل دعم أهلي وأصدقائي ومديريّ وتفهمهم لظروف عملي وطموحي، نجحت إلى حد ما في إيجاد هذا التوازن الصعب.   

• ما النصيحة التي تقدمينها للراغبات في دراسة طب الأسنان؟

- على الفتاة أن توازي بين رغبتها في دراسة طب الأسنان وحاجة سوق العمل كي لا تواجه الرفض في بداية مشوارها. كذلك أنصحها بقراءة كتب ودراسات عن الذكاء العاطفي. في مهنتنا، نتعامل مع إنسان يشعر بالألم وغالباً ما يكون شعور الخوف مسيطر عليه، ناهيك عن كونه شخصاً غريباً عنا، وعلى الطبيب أن يواجه خوف المريض بشكل مباشر وأن يعمل على تخليصه من الألم بشكل سريع، هنا يأتي دور الذكاء العاطفي حيث يجب على الطبيب أن يفصل مشاعره الشخصية بشكل كامل، ويتفهم توقعات المريض ويكسب ثقته لقبول العلاج.

• ما طموحاتك في مجال طب الأسنان؟

- أتمنى أن أحدث فرقاً كبيراً وتغييراً في المجال الطبي الإداري، من خلال تطبيق بعض الخطوات، مثل: زيادة التخصصات الدقيقة، وإدخال تقنيات حديثة ومتطورة تسرع من فترة العلاج وتريح المرضى، فضلاً عن ربط الأقسام الطبية والإدارية بين بعضها البعض، لرفع الوعي وزيادة التشغيل وفتح شواغر إدارية تتطلب خبرة طبية في القطاعات الصحية في المملكة.

• ماذا يعني لك الاحتفال باليوم الوطني السعودي؟

- كل عام تثبت مملكتنا قوتها بإحداث تغيير، وما التطور الهائل الذي وصلنا له في السنوات الأخيرة، إلا دليل واضح على السياسة الناجحة المتبعة في الارتقاء بكل القطاعات في كل المجالات. أنا اليوم كطبيبه أسنان، وببساطة كامرأة وابنة وحفيدة وخالة وعمة وأخت، أشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على الجهود التي يبذلانها فيما يخص شؤون المرأة العاملة ودعمها في كافة المجالات، وأتمنى أن أكون جزءاً من المؤثرين في تحقيق رؤية 2030.