محمد التركي: لم نأخذ فرصتنا في هوليوود

أن تنجح في عش الدبابير، ذلك هو التحدي الكبير، وهذا ما حققه المنتج السعودي الشاب محمد التركي في هوليوود، بعد أن وضع بصمته كمنتج مقدماً مجموعة من الأفلام السينمائية، التي لاقت نجاحاً وحصدت جوائز. وفي حواره مع «زهرة الخليج» يكشف التركي عودته للإنتاج السينمائي مجدداً بعد انقطاعه لسنوات، ويبرر السبب وراء

أن تنجح في عش الدبابير، ذلك هو التحدي الكبير، وهذا ما حققه المنتج السعودي الشاب محمد التركي في هوليوود، بعد أن وضع بصمته كمنتج مقدماً مجموعة من الأفلام السينمائية، التي لاقت نجاحاً وحصدت جوائز. وفي حواره مع «زهرة الخليج» يكشف التركي عودته للإنتاج السينمائي مجدداً بعد انقطاعه لسنوات، ويبرر السبب وراء غيابه ورأيه في الانفتاح الثقافي والفني الكبير الذي تشهده بلده المملكة العربية السعودية.

• هل نجحت كأول منتج سعودي في هوليوود، في تغيير الصورة النمطية عن العرب؟

- عندما دخلت عالم الإنتاج هناك، لم أكن أعتقد شخصياً أن عملي سيغير من وجهة النظر حول العرب عالمياً، ولكن عندما تعاملت معهم وتشاركنا الأعمال، وجدت أن لديهم تساؤلات كثيرة حول العالم العربي وعن السعودية أيضاً، حيث كان لديهم رغبة في التعرف إلى عاداتنا وتقاليدنا وديننا، فعرفتهم على أمور كثيرة لم تكن واضحة بالنسبة لهم، كما قمت بدعوتهم لزيارة السعودية ودول الخليج، وهذا ما تحقق مع «ريتشارد جير وجاك أفران واد ويستك وراين فليبي»، وسواهم الذين زاروا المناطق الأثرية والمعالم التاريخية وتعرفوا على السعوديين، وأجد أن مثل هذا التواصل سيساهم في تغيير صورة الغرب عن العالم العربي.

طريق صحيح

• كيف تقيم خطوات الانفتاح الفني الذي تمر به السعودية، وهل أنت راض عن التفاعل الجماهيري معها؟

- تفاعل الجمهور السعودي كبير جداً، ولدينا مواهب كثيرة من كتاب ومخرجين ومنتجين وممثلين شاركوا في أفلام قصيرة، في مهرجان السينما السعودية، واليوم يشاركون في أفلام كاملة. وكنت قد شاركت كمتحدث رئيس في النسخة الرسمية الأولى من المهرجان، بعد أربع دورات محلية، وهو أمر مشرف، اليوم صار هناك دعم أكبر، وشاركني في الجلسة الممثل الحائز على جائزة الأوسكار كوبا غودينغ، والنجم الهندي سلمان خان، كان من الجميل أن نراهم في بلدنا، ولم أتوقع أن أرى هذا الشيء بسرعة.

• نسمع أرقاماً فلكية لمن يريد إنتاج أفلام في هوليوود، بينما الفيلم العربي يكلف جزء من أجر نجم عالمي، فهل تتوقع أن يتطور الاستثمار في السينما العربية؟

- مقارنتك صحيحة، ولكي نزيد ميزانية الأفلام العربية يجب أن يكون هنالك صناعة سينما حقيقية واستثمار، والأمر يحتاج لسنوات حتى تترسخ هذه القاعدة في أذهان الناس. ولا يخفى على أحد وجود أفلام عربية تدخل المهرجانات العالمية، مثل أفلام المخرج الراحل يوسف شاهين، ومؤخراً أفلام المخرجة اللبنانية نادين لبكي، لكنها لا تقارن من ناحية الدخل المرجو منها مع أفلام هوليوود.

• بعد بداية ناجحة بدأتها كأول منتج سعودي في هوليوود قبل عشرة أعوام، لماذا توقفت فجأة؟

- هنالك أسباب عديدة، منها كان خلاف مع شركاء بالعمل الذين أسست معهم أول شركة إنتاج في 2010. ثم قررت البدء بمشواري لوحدي، طبعاً استغرق ذلك فترة لإعادة ترتيب العمل وتأسيس شركة مستقلة بمفردي. أيضاً التغيير الجذري الذي تعيشه المملكة العربية السعودية مع رؤية 2030، ومنها الاهتمام بقطاع السينما دفعتنني للعودة للإنتاج مجدداً.

• هل نستطيع القول بأن dream land أول فيلم من إنتاج شركتك الجديدة؟

- صحيح هو أول إنتاج مستقل لي، والفيلم يتناول مشكلة سوق الصيدليات في أميركا، ومشكلة الأدوية المسكنة المسببة للإدمان، هذه مشكلة عالمية كبيرة، كما يسلط الفيلم الضوء على تجارة الأدوية وتسببها بالضرر للبعض.

• إلى متى سيبقى نقص الإمكانيات عائقاً أمام تطور السينما العربية؟

- لا أعتقد أن هناك تخطيطاً صحيحاً أو لم نمتلكه سابقاً، ولكن اليوم مع لجنة الأفلام السعودية وطبيعة البنود الموضوعة للسينما العربية والسعودية من ناحية مدينة الإعلام وبناء الاستوديوهات، ودعم القطاع الخاص السعودي بالعمل مع الحكومي، هناك بنية يتم العمل عليها، وستبنى هذه الأسس شيئاً مستقبلاً تدعم السينما العربية والسعودية.

تجارب عربية

• ما رأيك بتجارب الفنانين العرب في أفلام عالمية؟

- لا أعتقد أنهم حصلوا على فرص مهمة، ولكن أعتقد أنه ستتاح لهم هذه الفرص. رأينا ممثلين عربا عالميين مثل: رامي مالك ورامي يوسف من مصر، وقبلهما الأسطورة الراحل عمر الشريف، وهناك ممثلين سعوديين مثل دينا شهابي.

• ما هي شروطك للعمل بشكل مباشر للسينما العربية والسعودية؟

- طبعاً  أهم شيء هو وجود فريق العمل، فإذا توفر مخرج ممتاز وسيناريو قوي ومواهب حقيقية، ستكون خلطة النجاح جاهزة لتقديم عمل مهم.

• فيلما (الرسالة) و(عمر المختار) يوضحان قدرة السينما العربية على الإبداع، فهل تفكر بتقديم مشروع من هذا المستوى ومن تختار لتنفيذ هذا المشروع؟

- هما من إخراج الراحل مصطفى العقاد، الذي أخرج أيضاً أحد أنجح أفلام الرعب (موسوعة هالوين) الذي يعد من أكثر الأفلام التي حققت أرباحاً في شباك التذاكر حول العالم، طبعاً أنا أحلم بأن اقدم هكذا مشروع، وهو حلم أرغب في تحقيقه ومتفائل بما يحدث في السعودية في عالم الفن، وهي خطوة كي نتمكن من إنتاج أفلام عربية عالمية والوصول إلى هذا المستوى، أما من اختار كمنتج، أنا معجب كثيراً بأعمال نادين لبكي واعتقد لو عملنا على مشروع يدعم العالم العربي، وتوفرت ميزانية مالية لتحقيقه، أعتقد أنه ممكن أن يحدث العجائب، وهناك أيضاً هيفاء المنصور لديها الخبرة المميزة، فهي أخرجت أفلاماً مهمة.

  • محمد التركي: معجب بأعمال نادين لبكي وهيفاء المنصور وارشحهما للعالمية.

دعم السينما

يؤيد المنتج السعودي محمد التركي، فكرة صناعة فيلم عالمي عربي مشترك، وبنفس الاتجاه، يمضي بدفع السينما العربية للوصول للعالمية، ويوضح: «أنا مع دعم السينما السعودية عالمياً، وبنفس الوقت أدعم وجود فيلم عربي عالمي. رأينا أفلاماً كثيرة هوليوودية صورت في العالم العربي منها التي دعمت مناطق عربية عالمياً مثل فيلم (المهمة المستحيلة) الذي تم تصويره في دبي، والجزء السابع من (فاست اند فيورست) الذي صور في أبوظبي. ونحن لدينا قصص تدعم الإرث العربي العريق وحكايات كبيرة في عالمنا تستحق الاهتمام بها وتقديمها سينمائياً».