بسبب تزاحم وكثرة ضغوط الحياة، يشعر الكثيرون منا بقلة التركيز وضعف في الذاكرة والقدرة على الحفظ واسترجاع المعلومات، مما يمنعنا من استخدام إمكاناتنا الكاملة. وعلى الرغم من وجود العديد من العوامل التي بإمكانها أن تؤثر سلباً في وظائف الدماغ ونشاط الذاكرة، مثل الإجهاد المزمن والتوتر النفسي والعاطفي، فإن النظام الغذائي يؤدي أيضاً دوراً أساسياً في تدهور أو تعزيز الوظائف الدماغية، فيجب التفريق جيداً بين الأطعمة الضارة وبين المفيدة للدماغ.

بناء الدماغ

من أبرز أنواع الأطعمة المفيدة لبناء الدماغ وتنشيطه، الأسماك الدهنية التي تعيش في المياه الباردة، مثل السردين والسلمون والماكاريل، فهي تحسن وظائف المخ لاحتوائها على نسبة عالية من الأحماض الدهنية من نوع أوميغا 3، الذي يسهم في تعزيز وتحسين وظائف الدماغ وتنشيط الذاكرة. ونظراً لأن أحماض أوميغا 3 الدهنية لا يمكن أن تصنعها أجسامنا، يحتم الحصول عليها من مصادر غذائية أخرى، لهذا يوصى بتناول السلمون والسردين والماكريل وأنواع أخرى من الأسماك مثل التونة والبلطي، لأنها تحتوي على نسب أعلى من أوميغا 3 وتقل فيها احتمالية امتصاص مستويات عالية من السموم البيئية.

ثمرة الافوكادو:

يعتبر الأفوكادو واحداً من الأطعمة الخارقة التي تحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية المفيدة لصحة الدماغ، فضلاً على فيتامين K، والفولات التي تحمي من الإصابة بجلطات الدم في الدماغ. كما يساعد الأفوكادو على تحسين وظيفة الإدراك كالذاكرة والتركيز.

صفار البيض:

البيض من العناصر الغذائية الأساسية لدعم الدور الذي تقوم به الناقلات العصبية بالمخ. وهو غني بمادة الكولين التي ترتبط بعائلة فيتامين ب التي يحتاجها الدماغ لتنظيم الذاكرة وتحسين المزاج. كما يحتوي على الكوليسترول المفيد لخلايا غشاء المخ، ويوفر مضادات الأكسدة. 

جوز الهند:

يمد زيت جوز الهند الجسم بالدهون المشبعة التي تساعد خلايا غشاء المخ على القيام بمهامها، وبالتالي تعزيز قدرة المخ على استهلاك الطاقة بداخله والتقليل من أضرار الجذور الحرة. من الجيد معرفة أنه يعد آمنا للطهي عند درجات حرارة عالية. وفي حال إضافة ملعقة كبيرة منه إلى كوب القهوة، فإنه سيتولى عملية تعزيز الوظيفة الإدراكية والطاقة طيلة اليوم.

فاكهة التوت:

يعتبر التوت من الفاكهة المفيدة لوظيفة الدماغ، فهو مصدر غني بالفيتامينات المضادة للأكسدة، مثل فيتامين سي التي اثبتت الدراسات أنه يساعد على تقليل الإجهاد التأكسدي الناجم عن السموم التي يمكن أن تتلف خلايا الدماغ وتقليل الالتهابات.

أطعمة مدمرة 

إذا كنتم تتطلعون إلى التمتع بذاكرة قوية وتركيز أكبر، سارعوا أولاً إلى التخلص من الكربوهيدرات المكررة الموجودة في الطحين الأبيض والخبز الأبيض والأرز الأبيض والمعكرونة والمعجنات، فكثرة تناول الكربوهيدرات المكررة يضر بوظائف الدماغ لأنها تسهم في حدوث ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم يليه هبوط حاد، وبما أن الدماغ يستخدم الغلوكوز كوقود، فإنه يعتمد على مستويات السكر الثابتة في الدم للحفاظ على التركيز ومزاج مستقر. لذلك، فإن الدماغ يتأثر بشكل مباشر عند تناول الأطعمة التي يتم هضمها بسرعة وتؤدي إلى ارتفاع كبير في نسبة السكر في الدم يليه هبوط سريع، وهو ما يفسر ظهور مشاعر الارتباك والتهيج وعدم التركيز، فالجسم يحاول في هذه الأثناء التكيف مع هذه التقلبات السريعة. 

كذلك، يؤثر النظام الغذائي قليل الدهون في إضعاف الوظائف الدماغية، وذلك لأن الدماغ يتكون من حوالي 60٪ من الدهون. في الواقع، إن الأحماض الدهنية من نوع أوميغا 3، لها دور أساسي في تركيبة الناقلات العصبية ووظيفتها في الدماغ. هذا يعني أن تناول كميات منخفضة منها يمكن أن ينتج عنه ضعف الذاكرة، وعدم استقرار المزاج ونقص الانتباه.

وأيضاً وجدت بعض الدراسات ارتباط الغلوتين، وهو بروتين موجود في بعض الحبوب مثل القمح والشعير والجاودار، بالاصابة بالأرق والصداع والاكتئاب وتشوش الدماغ. بالإضافة إلى الغلوتين، تجدر الإشارة أيضاً إلى أن أي حساسية غذائية قد تضعف الوظائف الإدراكية. لذا، يجدر الخضوع لاختبار الحساسية الغذائية عند الشعور بالتشوش بشكل منتظم.

غذاء  العصر الحجري

من أجل الحفاظ على صحة الدماغ وتعزيز وظائفه الادراكية وتقوية الذاكرة وتنشيطها، يستحسن الابتعاد عن تناول الأطعمة المضرة مثل السكر المكرر والغلوتين، والالتزام بنظام غذائي غني بالأطعمة التي تعزز وظائف الدماغ مثل نظام (باليو) أو (Paleo) المعروف بنظام غذاء العصر الحجري. ويشمل هذا النظام تناول لحوم الحيوانات التي تتغذى على العشب والسمك والفواكه والخضراوات الموسمية والبذور، ويخلو تماماً من المأكولات المصنعة والأطعمة غير الموسمية، ومن أشهر النجمات اللواتي جربن هذا النظام الغذائي الممثلة الأميركية جيسيكا بيل وزميلتها بلايك ليفلي والمغنية كريستينا أغويليرا.

اللحوم  الصحية

تحتوي لحوم الحيوانات التي تتغذى على الأعشاب على نسبة عالية من العناصر الغذائية ومنها الأحماض الدهنية، مقارنة مع لحوم الحيوانات التي تتغذى على بقايا الأطعمة المعالجة، والتي غالباً ما ترتفع فيها نسبة السموم الغذائية وتقل فيها العناصر المغذية. وتعتبر اللحوم الصحية، إذا صح التعبير، أحد أفضل مصادر حمض اللينوليك CLA، المرتبط بتحسين عمل الدماغ  وتعزيز الوظائف الادراكية، كما أنها غنية بالحديد العنصر الأساسي لتكوين كريات الدم الحمراء التي تزود خلايا الدماغ بالأكسيجين، ما يساعد في تنشيط الذاكرة وسرعة معالجة الأفكار، ومرونة الدماغ.