نالت الناشطة الاجتماعية السعودية هوازن الزهراني شهرة وتقديراً واسعين، نظراً لدورها في الدفاع عن حقوق المرأة والطفل، ولعبت دوراً مهماً في تشجيع المرأة السعودية على خوض غمار ومسؤوليات العمل التطوعي والخيري. وأطلق عليها البعض عدد من الألقاب منها «هوازن الخير راعية المجتمع»، فهي تعتبر من أوائل السعوديات العاملات في مجال العمل التطوعي. وفي حوارها مع «زهرة الخليج» توضح هوازن مساهماتها في تدريب وتأهيل المرأة السعودية، حيث ترى أن على المرأة أن تسهم في التنمية الاقتصادية وزيادة الإنتاج، ونسألها:

• ما التحديات التي قابلتك وأنت من أوائل السعوديات العاملات في المجال التطوعي؟

ـ تحديات صعبة وبعض المعوقات كوني امرأة سعودية صغيرة بالعمر، وكان السؤال الدارج من المحيطين بي، كيف تتحدثين عن التطوع وتنادين المرأة السعودية بالانضمام للأعمال التطوعية؟، خاصة في ظل العادات والتقاليد السائدة وقتها، والتطوع يتطلب السفر في بعض الأحيان للقيام بعمليات الإغاثة في الأماكن المنكوبة، وكان الانفتاح على العمل الإنساني في بدايته لم يتبلور ليأخذ شكله الحالي.

• ما هي أبرز نشاطاتك تجاه المرأة والطفل في السعودية؟

ـ بدأت رحلتي بالمناداة لتمكين المرأة السعودية، واقمت الكثير من ورش العمل التدريبية للنساء كي تكون امرأة عاملة ناجحة في عملها، كما عملت ناشطة في مجال الحفاظ على حماية الأطفال في مختلف الأمور خاصة التحرش الجنسي، وشجعت الفتيات على اقتحام العمل الخيري، كما يحث عليه ديننا الإسلامي الحنيف.

• ماذا أثمرت التحديات التي واجهتيها؟

ـ زرع والدي في نفسي حب عمل الخير والعمل التطوعي من الصغر، وأثر ذلك في مجرى حياتي، وأسهمت تجربتي الحياتية في تعلُم أن كل محنة تواجهنا في الحياة لابد أن تتحول إلى أمل جديد فهي هبة من رب العالمين. فالعمل التطوعي يزيد من الثقة بالنفس ويفتح أبواب الأمل، ولله الحمد نشاهد الآن ثمار نشر ثقافة العمل التطوعي في المملكة وقد أينعت، حيث أصبحت المرأة السعودية موجودة في مجالات كثيرة، وأوجه الشكر الجزيل للقيادة الرشيدة على وضعها لرؤية المملكة 2030 التي نسير اليوم على نهجها نحو التمكين والانفتاح والريادة.

• كيف ترين للعمل التطوعي والخيري في المملكة؟

ـ يحظى العمل التطوعي في المملكة بدعم كبير، وقد وصلنا لأكثر من مليون متطوع خاصة في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد، وشاهدنا الكثير من المتطوعين والمتطوعات وهم يوزعون السلال الغذائية، فضلاً عن الأطباء المتطوعين. والمملكة العربية السعودية سباقة في عمل الخير، فقد حثنا ديننا الاسلامي الحنيف على التكاتف وإغاثة الملهوف وإعانة المحتاج، ويظهر كل عام العمل الإنساني جليا في أوقات أداء الشعائر الدينية «الحج والعمرة» ومساعدة زوار بيت الله الحرام والتفاني في خدمتهم.

المرأة والطفل

• تنادين بهيئة متخصصة للمرأة والطفل، ما هي تصوراتك عن دور مثل هذه الهيئة؟

ـ اتطلع إلى أن تكون هناك هيئة متخصصة للمرأة والطفل، خاصة وقد استطاعت المرأة السعودية الحصول على الكثير من حقوقها. وإذا وجدت هيئة تتابع احتياجاتها سيكون ذلك أفضل لدعمها وحمايتها، فالمرأة عماد المجتمع، وهي التي تضع اللبنة الأولى في تكوين أسرة قوية، ومن المهم جدا حمايتها من التعرض للكثير من الأمور التي تؤثر في حياتها مثل العنف بمختلف أشكاله، خاصة المرأة المطلقة التي من الممكن أن تُحرم من أبنائها بعد الطلاق.

• عملك بالشأن المجتمعي يضعك أمام المشكلات المجتمعية خاصة تلك المرتبطة بالأسرة والطفل.. كيف ترين هذه المشكلات وما تشكله من تحديات للمجتمع ككل؟

ـ أكون في قمة سعادتي عندما أصل إلى حلول لمشكلة إجتماعية ما، كأن أساعد امرأة في الحصول على حقوقها في حالات الطلاق وغير ذلك. وكم أنا مسرورة بالمسميات التي يٌطلقها علي البعض مثل (هوازن الخير راعية المجتمع) فهذه الألقاب تدعمني معنوياً. ومن اجمل الأشياء التي تصادفني وجود الكثير من المحامين الذين يرفضون تقاضي مقابل مادي للوقوف الى جانب النساء المعنفات، وهو ما يشعرني أن الدنيا لازالت بخير.

التنمية الاقتصادية

• ما طبيعة الدور الذي تقومين به داخل المنظمات التطوعية التي شاركت بها؟

ـ عملت في الفترة الاخيرة في عدة منظمات تطوعية، وتطوعت في المؤسسات التابعة للأمم المتحدة مثل «يو ني سي ار» لتدريب اللاجئين وزاد ذلك من خبراتي ومهاراتي في عمل استراتيجيات لاسيما وقد كنت أضع ميزانية لتوزيع الأشياء على المحتاجين والأسر المنكوبة. وكنت أحاول مساعدتهم بان اكون تنمية مستدامة بالنسبة لهم وقمنا بإنشاء مصنع للأمهات في بعض الدول المنكوبة وهذا المصنع أسهم في إنشاء مدرسة لتعليم الأطفال اللغة العربية. أيضا ساعدت في تمكين المرأة السعودية من خلال تدريبها لتعمل بالمراكز التجارية إذ تمثل المرأة جزءا كبيرا من المجتمع وعليها أن تسهم في التنمية الاقتصادية وزيادة الإنتاج، كما أسهمت في إطلاق مبادرة لأبناء أسر الشهداء لرد الجميل لهم، وتم تأسيس جمعية لدعم أبناء الشهداء.