هالة بدري: «كورونا» لم توقف الحراك الثقافي

عدا عن كونها تمتلك سيرة ذاتية حافلة بالإنجازات، تعمل هالة بدري مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، من خلال موقعها على نشر الثقافة الإماراتية في العالم وترسيخ القوة الناعمة للدولة، وتوفير تجارب مميزة تمد جسور التواصل بين مختلف الثقافات. وتشير هالة إلى حالة من الازدهار الفكري والأدبي و

عدا عن كونها تمتلك سيرة ذاتية حافلة بالإنجازات، تعمل هالة بدري مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، من خلال موقعها على نشر الثقافة الإماراتية في العالم وترسيخ القوة الناعمة للدولة، وتوفير تجارب مميزة تمد جسور التواصل بين مختلف الثقافات. وتشير هالة إلى حالة من الازدهار الفكري والأدبي والفني، التي نشطت على الساحة المحلية خلال العقد الماضي، مؤكدة في حوارها مع «زهرة الخليج»، أن للمرأة الإماراتية مساهمة فاعلة في الحراك الثقافي والفكري. ونسألها:

• ما هي الخطط التي تقوم عليها «دبي للثقافة» كقوة ناعمة وصانعة لصورة دبي خاصة والإمارات عامة؟

- يشكل تعزيز مكانة دبي على الخارطة الثقافية العالمية، أحد المحاور القطاعية الرئيسية في استراتيجية «دبي للثقافة»، من خلال استثمار شراكاتنا مع جهات تشاركنا شغفنا وتلتقي مع توجهاتنا من أجل تعزيز سمعة الدولة على المستوى العالمي، كدولة قوية ومرنة وقادرة على مواجهة التحديات، من خلال الاحتفاء بالهوية الوطنية والتراث الإماراتي وترسيخ مشاعر الفخر بهما لدى الأجيال الشابة، ونشر الثقافة الإماراتية في العالم. ونحن نواصل دعم السياحة الثقافية في دبي عبر الاحتفاء بالتراث الغني للإمارة وهويتها الثقافية المتميزة.

جائحة كورونا

• واجهت الثقافة والفنون أزمات حادة مع ظهور جائحة كورونا.. كيف تعاملتم معها لاستمرار المشروعات المتنوعة للهيئة؟

- حرصنا خلال الجائحة على دعم وتمكين القطاع الثقافي والإبداعي في دبي والإمارات، وضمان استمراريته من خلال العديد من المبادرات، مثل: (ماراثون دبي للأفكار) و(لنبدع معاً) و(منصة لينكد إن للتعليم الإلكتروني) و(منصة فن جميل للأبحاث والممارسات الفنية) ومبادرة (الوقف الثقافي المبتكر) و(جولة الصور) في متحف الشندغة، وغيرها العديد من المبادرات. كما عملنا على استمرارية الحراك الثقافي أثناء هذه الفترة، عن طريق استثمار تقنيات التواصل والاتصالات المتطورة، فأطلقنا الجولات الافتراضية في المتاحف والمواقع التراثية، والنسخة الافتراضية من مهرجان دبي لمسرح الشباب، والمخيم الصيفي الافتراضي، إضافة إلى عدد كبير من الورش والندوات الافتراضية، شملت جميع المجالات التراثية والأدبية والفنية.

•  كيف تنظرين إلى المشهد الثقافي والفني في الإمارات؟

- هناك حالة من الازدهار الفكري والأدبي والفني نشطت على الساحة المحلية خلال العقد الماضي، شملت فعاليات في جميع المناحي الأدبية والإبداعية، من فنون تشكيلية وفنون أدائية، وهي تأسس لمشهد ثقافي ناضج، يبدأ من تلك الفعاليات النوعية التي تثري المجتمع، فكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن صناعة إنجازات حقيقية ونهضة مستقبلية تبدأ دائماً مما يمكن إنجازه اليوم.

دور المرأة

• ماذا عن دور المرأة الإماراتية في تشكيل المشهد الثقافي والفني الإماراتي عربياً وعالمياً؟

- أسهمت المرأة الإماراتية على نحو فاعل في الحراك الثقافي والفكري داخل المجتمع، سواء من خلال الإبداع الأدبي أو الفني،   وحضورها له دور محرك في المشهد الثقافي والفني الإماراتي، وشهدت الساحة المحلية مبادرات نسوية نوعية وفردية، تصل إلى مستوى المشاركة في بناء مؤسسات ثقافية، حيث وجدن المناخ الملائم للإبداع والتميز، والفرص الحقيقية للانتشار والتواصل. اليوم، لدينا معلمات الفن، والفنانات المبدعات اللواتي أقمن المعارض الفنية في أنحاء الدولة وخارجها، ومختصات الفنون السينمائية والمسرحية، والكاتبات والأديبات، وكثير منهن برزن على الساحتين الإقليمية والدولية، منهن نجاة مكي وفاطمة لوتاه وغيرهما كثر، فضلاً عن شخصيات نسوية بارزة كن قيمات على الفن، كالشيخة حور القاسمي.

• إلى ماذا تطمحين من خلال عملك الحالي لدعم الحركة الثقافية وتطويرها؟

- أريد أن تكون الثقافة في كل مكان وفي متناول الجميع، عبر دمج الفن والإبداع ضمن مساحات مدينة دبي، وتحفيز المشاركة الفعالة من قبل كافة فئات المجتمع وإشراكهم في مسيرة بناء مستقبل إبداعي مستدام للإمارة، عبر خلق منظومة متكاملة داعمة للثقافة والفنون والإبداع، تضمن اجتذاب المواهب الواعدة إلى عالم الابتكار والصناعات الإبداعية، ما يسهم في تعزيز أداء الاقتصاد الإبداعي بشكل ملموس، وتعزيز المشهد الثقافي في الإمارة ويرسخ مكانتها كوجهة ثقافية عالمية.

العمل التطوعي

• المسؤوليات الإنسانية تشكل جانباً مهماً وحيوياً في حياتك، ما يمثل هذا الجانب بالنسبة لك؟

- القيم الإنسانية من التسامح والعطاء، تمثل محطات مهمة في تشكيل شخصيتي، وتجلّت في شغفي للانخراط في مجال العمل التطوعي والمجتمعي، حيث شغلت عضوية مجالس إدارة عدة جهات مختصة في هذا الجانب، أبرزها مؤسسة دبي للعطاء، ومؤسسة اندماج، إلى جانب تنظيمي للكثير من المبادرات المجتمعية من خلال المؤسسات والقطاعات التي عملت فيها. وأشرفت عام 2014 على تنفيذ أول دراسة للعائد الاجتماعي للاستثمار على مستوى قطاع الاتصال في المنطقة، وحصلت على وسام الشرف للمسؤولية الاجتماعية على مستوى الشرق الأوسط في ذلك العام.

• ما حكاية الاقتصاد في حياتك؟

- عملت في مجالات اقتصادية متعددة، تشمل الهوية المؤسسية، وريادة الأعمال، والاستدامة، والاتصالات، ووسائل الإعلام، ودعم مسار تحوّل الشركات عبر ابتكار العلامات التجارية، وصولاً إلى الارتقاء بالمسؤولية الاجتماعية وتعزيز التجارب المؤسسية للشركات.

• بما تنصحين رائدات الأعمال وصاحبات المشاريع الصغيرة والمتوسطة؟

- مواصلة التعلم والتسلح بالمقومات الأكاديمية والمهارات المهنية التي تؤهلهن لخوض المجال المهني بكل ثقة، والتغلب على التحديات التي قد تواجههن، إضافةً إلى تحقيق التوازن بين شقي الحياة الأسري والمهني.

• هل العمل في مجالات الثقافة والفنون، يختلف عن العمل بمجالات الاقتصاد والاتصالات، أم أن كلا منهما يخدم الآخر؟

- القطاعات الثلاثة متكاملة ويخدم كل منها الآخر، فالثقافة والفنون تخدمان الاقتصاد، من خلال السياحة الثقافية والصناعات الإبداعية. ومن جهة أخرى، وسائل الاتصالات الحديثة تخدم في تسهيل وتعزيز التواصل مع المجتمع الثقافي والإبداعي ونشر المعرفة وترويج النتاجات الأدبية والفنية وإيصالها إلى جميع شرائح المجتمع، سواء داخلياً أو خارجياً.

سيرة  ومسيرة

مثلت القيم الإنسانية من التسامح والعطاء محطات مهمة في تشكيل شخصية هالة بدري مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، وتجلّت في شغفها للانخراط في مجال العمل التطوعي والمجتمعي، حيث شغلت عضوية مجالس إدارة عدة جهات مختصة في هذا الجانب، كما تولت العديد من المناصب الاقتصادية طيلة مسيرتها العملية، حيث صنفتها مجلة فوربس الشرق الأوسط ضمن أقوى 200 سيدة عربية لعام 2014، وضمتها لقائمة أقوى 100 سيدة أعمال في الشركات المساهمة العامة في الشرق الأوسط عام 2012. وتقول: «حصلت على درجة الماجستير التنفيذي في إدارة الأعمال من جامعة زايد، وشهادة الدبلوم العالي في تكنولوجيا الاتصالات (الصحافة) من كليات التقنية العليا. كما تكلل شغفي بالتعلم بقائمة من الشهادات الدولية والمساقات الإضافية التي التحقت بها، وأكملتها بمراتب الشرف خلال مسيرتي المهنية، ومنها: «برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة»، «برنامج المديرين الدوليين» في كلية إنسياد لإدارة الأعمال الدولية، برنامج نموذج القيادة من كلية IMD السويسرية، وبرنامج قيادات حكومة الإمارات.