تتباهى ريشة التشكيلي السعودي إبراهيم الألمعي بذاكرة جمالية رائعة الإبهار، حيث تغوص ريشته وألوانه الصاخبة في الماضي العمراني، لتشرق بأعمال معاصرة لا تغرب عنها شمس الفن والإبداع. يضيء الألمعي على تجربته في حواره مع «زهرة الخليج»، ونسأله:

• إلى اي مدى استلهمت أعمالك الفنية روحها من بيئتك؟

- إلى حد كبير، فمعظم أعمالي استلهمتها من منطقة عسير وتراثها، لأنها غنية بالموروث الشعبي في التشكل البنياني وفي الطبيعة، ومن خلال تضاريسها الجغرافية ومناخها بين الارتفاعات والانخفاضات.

حنين قديم

• ذاكرة ريشتك حبلى بمشاهد المعمار القديم، ما الذي يجذبك إلى الماضي؟

- يجذبني الجمال الذي حباه الله لهذه البيوت وروعة الطبيعة الخلابة التي تحيط بها، وذلك الترابط الحميم بين قراها، فهي ثروة من الإلهام تقود أي صاحب ريشة إلى أن يبدع بطريقته، ويوظف عمله بحس فني لكل ما يشاهده.

• كيف تصف لغتك البصرية؟ وإلى أي مرجعية تستند؟

- أستند إلى التراث من خلال تنوع المباني من بين الطين والحجر والتصاميم المعمارية القديمة في مختلف محافظات منطقة عسير، ومن خلال الأشجار المتنوعة في المنطقة، وتشكيل السحب اليومية التي تحاكي مشاعرنا وأحاسيسنا، فأضعها مباشرة على اللوحة ولكن بحس الفنان.

• يحتفي العمل الفني غالباً بالشخصية والخصوصية، فما بصمتك التي وضعتها في رأيك؟

- أسرتني ملامح الجدران المستلهمة من البيئة والطبيعة والصخور في المنطقة، مما دفعني إلى التعبير عنها من خلال ريشتي، وتحويلها إلى لوحات تحمل شغفي وحبي واحتفائي بها، وبالتالي بصمتي ولمستي الخاصة.

• كيف استطعت توظيف الألوان تعبيرياً لتصل بها إلى ذائقة المتلقي؟

- وظفت المدرسة التأثيرية والتنقيطية في أعمالي، من خلال استخدام النقوش والألوان المتبعة في التراث العسيري، أعدت أحياء هذه الفنون الجمالية والتي لاقت قبولاً كبيراً من متذوقي الفنون.

جماليات فنية

• هل استطاعت الحركة التشكيلية في المنطقة العربية أن تسهم في محو الأمية الجمالية؟

- تعمل الحركة التشكيلية بجد في استقطاب الكثير من الجمهور اليوم، من خلال تقديم أعمال راقية وجذابة وأستطيع القول إن هذا النوع من الفنون فرض نفسه على الساحة الفنية، ونحلم مستقبلاً بأن تكون الجماليات مسيطرة في عالمنا العربي، وهذا بالطبع  يطور الدول ويرتقي بها نحو العالمية.

• كيف تصف تجربتك في التصوير الضوئي؟

- قمت بتوثيق منطقة عسير من حيث المباني والتوثيق للبيوت القديمة، التي يعود عمرها لأكثر من 100 سنة، والتي استخدم أهلها (فن القط العسيري) لتزيينها، وهو فن يقوم على استخدام الألوان الطبيعية المستخرجة من بيئة المنطقة، وأبوابها التي تزخرف بزخارف جميلة، فهذه الثروة الجمالية كانت بالنسبة لي جديرة بالتوثيق والحفظ، ومن خلال الكاميرا استطعت جمع عدد كبير من هذه الصور، حتى تطلع عليها الأجيال القادمة وتعرف حجم الإبداع الفني الذي ورثوه.

• في العيد الوطني السعودي، كيف ترسم لوحة الوطن بالكلمات؟

- الوطن هو الأم التي نعيش في حنانها ونفديها بأرواحنا، وسيدوم لوحة خالدة في قلوبنا ودواخلنا نشكلها بكل ألوان الجمال والتفاؤل والأمل والحب.