بدأت الفنانة السعودية المقيمة في جدة، هدى بيضون، الرسم في عمر الـ18 سنة، ثم درست الإخراج الفني في جدة، وانتقلت بعدها إلى باريس لدراسة تصوير الأزياء والإدارة الإبداعية. وفي فترة وجيزة، لمعت ابنة الثانية والثلاثين في مهماتها الثلاث، فاستقرت لوحاتها في معارض عالمية، وتتولى إبداع وإدارة جلسات تصوير لصالح دور مجوهرات وأزياء عالمية. وتقول في حوارها مع «زهرة الخليج» أنها تخطط حالياً لأهدافها الثلاثينية بعد أن نجحت في تحقيق أهداف العشرينيات. ونسألها:

• كيف انخرطت في عالم التصوير؟

- قبل التصوير كنت أرسم بدءاً من عمر الـ18 سنة، درست الإخراج الفني لمدة سنتين، قبل أن أحول التخصص إلى علم نفس التوحد، فاشتريت كاميرا وبدأت اصور الشارع ومشاهداتي، هي طريقة للتعبير عن الإبداع. ومن ثم قررت الذهاب إلى باريس للدراسة والتدرب مع اثنين من المصورين المهمين، وهما باولو روفرسي ودومينيك ايسيرمان، علّماني سيكولوجية التقاط الصور، لأن في السعودية ليس لدينا مدرسة لتعليم التصوير، وتعلمت منهما الكثير.

وجوه من الخيال

• ماذا ترسمين عادة؟

- أرسم بورتريهات لأشخاص أتخيلهم في رأسي. ولا أرى أن أعمالي مميزة. معظم النساء اللواتي ارسمهن صلعاً. لأنني أجد أن الصلع طريقة للتعبير عن الحرية. ويجمع بين الأنوثة والذكورة، والازدواجية بارزة في كافة أعمالي. قد تشاهدون بورتريه ولا يمكنك التمييز إذا كانت الصورة لأنثى أو ذكر.

• سافرت برسومك إلى الخارج أخبريني عن تلك المرحلة؟

- منذ 5 سنوات، رسمت سلسلة اسمها Documenting the undocumented وتتضمن 7 صور، تمثل مهاجرين غير شرعيين في السعودية موهت وجوههم وأعطيتهم ملامح مخفية. وهذه السلسلة سافرت إلى البندقية وبريطانيا والولايات المتحدة وعرضت في أهم المعارض ولاقت اهتماماً. كما عرضت أعمالي في ديزني لاند في بريطانيا، وكنت الخليجية الوحيدة التي تعرض أعمالها في هذا المعرض.

• ما الوسيلة التي ترسمين بها؟

- رسمت بالأكريليك ثم بالألوان الزيتية، وحالياً أحب الألوان المائية.

 

• كيف دخلت كتشكيلية إلى عالم تصوير الأزياء؟

- درست الإخراج الفني ثم حولت تخصصي إلى علم النفس المتعلق بالتوحد. وعملت معلمة فنون للمتوحدين، ثم متعاونة في الأعمال الفنية. وبعدها درست تصوير الأزياء في باريس وتدربت على يديي اثنين من المصورين المهمين. فأنا أستطيع فعل أي شيء حتى لو كان بسيطاً. ودرست، وجلبت خبرتي من باريس، وعدت إلى جدة وبدأت العمل مديرة إبداعية ومصورة أزياء.

• ما كان أول عمل لك كمديرة إبداعية؟

- كان مع صديقتي التي تملك متجراً إلكترونياً، وصديقتي الثانية هي خبيرة التجميل، فعملنا مع مدير إبداعي ولكنني كنت مسؤولة عن الستايلينغ. كما توليت جلسة تصوير غلاف مجلتكم «زهرة الخليج» في عدد اليوم الوطني السعودي العام الماضي مع دار Chaumet، وأخرى مع Bvlgari وهكذا دواليك.

• تعلمتِ سيكولوجية التقاط الصور، كم ساعدك ذلك في التحضير للفوتوشوت؟

- أول ما أفعله هو معرفة وانتقاء فريق العمل المتناغم مع بعضه، وأحرص على انسجام فريق العمل. المصور يجب أن يُشعر العارضة بالراحة. وأفعل كل شيء لإنجاح الفوتوشوت وأشعر الفريق كما لو أن التصوير ابنتهم ويجب الاهتمام بها.

 

إدارة التصوير

• هل تجمعين عادة بين التصوير والإدارة الإبداعية في جلسات التصوير؟

-  إذا كان هناك مشروع كبير وبعض الناس لا تسمح لهم ميزانيتهم أقوم بالمهمتين معاً، ولكن أحب إدارة التصوير من الألف إلى الياء، لأنه يكون لدي رؤية في ذهني، وأريد إخراجها وتنظيم كل شيء لحصولها وإبراز الصورة النهائية، وأريد تطبيقها ولا يمكنني التركيز عليها وفي نفس الوقت القيام بالتصوير وطقطقة الكاميرا، المدير الإبداعي يصنع الصورة.

• ما نصيحتك للمبتدئين الجدد في تصوير الأزياء؟

- جد فرادتك، ما يليق بك، وهما أمران مهمان. يستغرق المرء ثلاثة ثواني ليشاهد صورة ما على انستغرام، ليضع عليها like، فإذا لم تستطع صورتك جذب نظر إنسان ما ليشاهدها عليها، فماذا أنت فاعل؟ ركز على ستايلك وليس على غيرك، تحتاج إلى التألق ضمن حدود نفسك، لا تقارن نفسك بالآخرين لأنك لو فعلت لن تتطور في عملك، والتزم بأسلوبك الخاص ودعه يلمع.

• بماذا يختلف مصور الأزياء عن غيره من المصورين؟

- تصوير الأزياء أمر صعب جداً، لأنه انطلاقاً من خبرتي في الخارج، هو يتعلق بكيفية جعل العارضة تبدو رائعة في تعابير وجهها وحركة جسمها، في الأزياء التي ترتديها وفي الإضاءة المستخدمة، هذه كلها عناصر مهمة جداً، عندما يتعلق الأمر بصورة أزياء، وتبلغ الصعوبة أقصاها عند تصوير عدة عارضات في الوقت عينه، ويجب عليهن أن يبدون رائعات.

• بماذا استثمرت أوقات الفراغ خلال فترة الحجر الصحي؟

- ركزت على نفسي في كل شيء العمل والرياضة، والتخطيط لعقدي الثلاثيني. كان هدفي في العشرينيات أن أكون فنانة تشكيلية معروفة، وتحقق باشتراكي في معارض عالمية. أعمل للمحافظة على ذلك باستمرارية العمل. أما الحجر الصحي أثناء جائحة كورونا، فساعدني في التركيز على نفسي وعندما بدأت عجلة العمل في الدوران تعلمت كيف أبدع في نفسي.