في مساحات خضراء شاسعة وبتميز لافت وموهبة فريدة، سار السعودي عثمان إبراهيم الملا، ليسطر اسمه في أعلى قائمة الريادة في بلاده، حين دخل إلى ميادين رياضة الغولف ليكون أول محترف سعودي في هذه اللعبة. يسرد الملا في حواره مع «زهرة الخليج» جزءاً من ذكريات رحلته نحو تحقيق حلمه.

 

• لماذا اخترت رياضة الغولف دوناً عن بقية الرياضات؟

- صدفة غريبة، حيث كنت مثل كل الشباب عاشق لكرة القدم وشغوف بها، وكنت أتوق إلى مستقبل في ميدانها مع المنتخب الوطني، لكن في سن الخامسة عشرة، حرمتني أسرتي من الالتحاق بمعسكر كرة القدم في الصيف عقاباً لي، لأنني لم أحرز درجات امتياز في شهادتي المدرسية، فاقترح عليّ أحد أصدقائي الأجانب، ممارسة لعبة الغولف كبديل فوافقت على الفور، جذبتني اللعبة كثيراً ووجدت نفسي بها ومنذ ذلك الوقت شكلت مستقبلي الرياضي. فأنا شاركت مع زملائي في منتخب الغولف الأول للهواة، في عمر 16عاماً، والعام الماضي سجلت نفسي كأول لاعب سعودي محترف في رياضة الغولف في المملكة.

 

احتراف اللعبة

• ما أهم المحطات في مسيرة حياتك الرياضية؟

- هناك الكثير منها، أولها مشاركتي في البطولة الخليجية في البحرين في بداية ممارستي للغولف، وكان لي الشرف في تمثيل المملكة وأنا في سن السادسة عشرة، وبعد ذلك بدأت في إنجاز نتائج ونجاحات خارجية مثل البطولة العربية الفردية في مصر، ومشاركتي في بطولتين عالميتين للمحترفين في دبي وأبوظبي، وكان دائماً حلمي أن أكون أول محترف في هذه الرياضة، ومنذ ذلك الحين وأنا أسعى للاحتراف وتحقق لي هذا الهدف العام الماضي.

• ما هي الأمور التي يمكن أن تجعل من لعبة الغولف رياضة ممتعة؟

- أشياء لا تعد ولا تحصى، لكن أكثر ما يجعلها ممتعة بالنسبة لي أنها تختبر قدراتك في كل ضربة وفي كل حفرة، وتخرج أفضل ما لديك من مهارة، إنها تضعني دائماً في مواجهة التحدي الذي أعشقه، كذلك من الأمور التي جذبتني، كونها رياضة اجتماعية ويمكن القول إنها الوحيدة العائلية، والتي يمكن أن ينخرط فيها جميع أفراد الأسرة معا، وكذلك ملاعب الغولف دائماً ما تكون في مناطق طبيعية يحيطها الخضار والبحيرات، ما يبعث في النفس الراحة والهدوء حتى للهواة الذين يمارسونها.

أجيال جديدة

• حدثنا عن اكثر ما تحبه في هذه الرياضة؟

- منحتني الفرصة لأرفع علم بلدي السعودية في المحافل الدولية، وأنا فخور بتمثيلي للمملكة في البطولات العالمية، وأشعر كأنني كلما تقدمت إلى الأمام، أكتب تاريخاً جديداً لهذه الرياضة في بلادي، لقد شقيت طريقي وأتمنى من رفاقي من أبناء السعودية أن يجدوا فرصتهم لخلق أجيال جديدة من لاعبي الغولف.

• هل يمكن في رأيك أن تكون الغولف لعبة ذات جمهور شعبي في عالمنا العربي؟

- ما نراه الآن يبين أن لعبة الغولف في طريقها لأن تصبح جماهيرية، ونرى ذلك الآن على أرض الواقع في مصر وفي المغرب العربي، ونحن الآن في السعودية لدينا بطولات عالمية للشباب والفتيات، نحتاج فقط إلى اجتهاد أكثر لنشر ثقافة اللعبة في وسائل الإعلام، ونحن محظوظون بملاعبنا الجديدة في السعودية، حيث ملعب الغولف رويال غرينز في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية مصمم على أحدث الطرز العالمية، وتقام عليه بطولات عالمية، وهو أمر يدعو للفخر أن يكون لدينا ملعب بهذا التصميم وهذه الاحترافية والتجهيزات المثالية.

• من هو مثلك الأعلى من رياضيي لعبة الغولف؟

- الأسطورة تايجر وودز، عندما دخلت مضمار اللعبة كان هو أفضل لاعب في العالم والوحيد الذي يغير وجهة هذه الرياضة عالمياً.