المشاهد الرومانسية الجريئة التي يتقبلها الجمهور على شاشة السينما، صار الناس يحاربونها إن مرت في الأعمال التلفزيونية!
هذا هو ملخص المشهد الفني اليوم، وهو ما أثاره الجمهور الذي مرت عليه آلاف الساعات السينمائية المليئة بالقبلات بداعٍ أو من دون، لكنه توقف أمام قبلتين تعدان الأشهر حالياً في الساحة الفنية، بطلتهما الدراما.
لا يذكر أحد من جمهور المسلسلات العربية، أن مرت عليه قبلة تلفزيونية، لكنهم بالتأكيد جاهزون ليعدوا عدد قبلات فاتن حمامة وشادية وسعاد حسني ومديحة كامل وهند رستم وصباح ومديحة يسري ويسرا ونجلاء فتحي وغيرهن، وهن يتبادلن القبلات الحارة مع نجوم السينما مثل: نور الشريف ومحمود ياسين وحسين فهمي عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وحسن يوسف وسمير صبري ورشدي أباظة وعمر الشريف وسواهم في مواقف رومانسية، وكانت القبلة بين بطلي الفيلم آنذاك.. تشكل مشهد النهاية السعيدة لتلك الأفلام. حتى إنهم مستعدون ليؤكدوا أن قبلات عادل إمام التي تمتلئ بها أفلامه، ما هي إلا مشاعر كوميدية دمها خفيف.

 

بين مسلسلين
ثورة الجمهور بدأت من انتقاد بوستر مسلسل «شارع شيكاغو»، الذي حمل قبلة إيحائية بين نجمي العمل سلاف فواخرجي ومهيار خضور، قبل أن تصير واقعاً في إحدى حلقات المسلسل (مشفر العرض الأول) على قناة أو أس أن، ولم تكد تهدأ قصة القبلة حتى عادت مجدداً بقبلة الفنان محمود نصر، مع النجمة سيرين عبد النور في مسلسل «دانتيل» المعروض حالياً على منصة شاهد.
في «شارع شيكاغو»، قالت سلاف فواخرجي: «شاهدنا وتابعنا الضجة التي حدثت، وأكيد كان فيها جزء سلبي وجزء آخر أكبر إيجابي، وفيه محبة الناس التى لمستها من الأصدقاء والكتاب والفنانين وهذا هو الشق الإيجابي في الموضوع، وإحنا كنا دارسين الموضوع من جميع جوانبه أثناء تجهيز البوستر». أما عن رد فعل زوجها الفنان والمخرج وائل رمضان، فقالت سلاف: «وائل كان شهماً جداً سواء من زوج أو زميل أو صديق أو أخ خايف على وردة، كان جميلاً وشهماً ومفاجئاً وقت أن حدثت الضجة، ما علق أبداً، حتى في حياتنا الخاصة لم نتحدث عنها مطلقاً، ودخلت على صفحته فجأة وفوجئت بتعليقه ودعمه وموقفه النبيل، وأنا كامرأة أحترم أي زوج يدعم زوجته أو شريكة حياته بهذه الطريقة».
أما في «دانتيل»، فردت سيرين عبد النور على كل من انتقدها على مشهد القبلة التي جمعتها بالفنان محمود نصر عبر (السوشيال ميديا) على إحدى المتابعات التي سألتها: (زوجك وضعه محيرني)، فأجابت سيرين: «زوجي بيعرف إنو تمثيل ومش حقيقة. يا ريت تعرفوا إنتو كمان»، ولسيرين تصريح شهير حول مرافقة زوجها فريد رحمة لاعبة كرة السلة اللبناني السابق، لها في كواليس أعمالها وإعجابها ودعمها بما تقدم.


معايير خاصة
الفنان السوري محمد خير الجراح، أيد، في تصريحات صحافية أدلى بها، المشاهد التي تخدم العمل الفني أياً كانت، ووضح رأيها بالقول: «البلدان العربية لها معايير خاصة في مشاهدة التلفزيون، والمجتمع لا يتقبل هذه الطريقة في التعبير التي يعتبرونها خاطئة، ويرون أن هذه المشاهد غير مقبولة في الأعمال التلفزيونية على عكس السينما».

زمن الرومانسيات
بينما كتب الناقد الفني السوري علي وجيه تعليقاً على ردود الفعل على بوستر مسلسل «شارع شياغو» قائلاً: «صورة من وحي قصّة، تنتمي لزمن الرومانسيّات الستّيني، لمّا كان عمر الشريف ورشدي أباظة وعبد الحليم وأحمد رمزي يوقفون بنفس الطريقة والتقارب مع فاتن حمامة وشادية وسعاد حسني وماجدة ولبنى عبد العزيز. فكرة لا تتجاوز هالبساطة والمقصد».

سلاح السوشيال ميديا
الناقد الفني الأردني غيث التل، يرى رد فعل الجمهور طبيعياً على مشاهد لم يعتد حضورها، ويوضح: «مشاهد القبلات في المسلسلات يعتبرها الناس شيئاً مستهجناً، كون هذه الأعمال تزورهم في بيوتهم وصار من السهل مشاهدتها من قبل كل أفراد العائلة دون حسيب أو رقيب، بعكس الأعمال السينمائية التي تمتلئ بها الأفلام السينمائية، كون الفيلم السينمائي يحتاج لأن تذهب إليه في دار العرض لمشاهدته، ومعظم الأفلام لا تعرض تلفزيونياً إلا ضمن شروط معينة وبعد مراقبة كبيرة». ويرد التل سبب انتقاد الجمهور بصورة كبيرة للمسلسلين بالقول: «مع التطور التكنولوجي وبوجود منصات التواصل الاجتماعي، صار من حق كل الناس أن يدلوا بآرائهم بالطريقة التي يجدونها مناسبة، فالسوشيال ميديا سلاح قوي في توجيه الرأي العام، سابقاً كان الفنانون يعتمدون على رأي النقاد والصحافيين ويحظون بمحبة الجمهور. اليوم صار الجمهور أمامهم بالمرصاد.