لشهر أكتوبر مذاق خاص بين أشهر العام، ليس فقط لأنه يأتي بالنسمات الأولى لطقس معتدل، بل لأنه عنوان تجدد الحياة بسقوط أوراق الشجر الصفراء واستعدادها للون الأخضر، وبدء مواسم هجرة الطيور في أحد أجمل فصول العام «الخريف».. الفصل الذي ارتبط أيضاً ببدء الموسم الدراسي، وعلى الرغم من أن كثيراً من المدارس تتعامل مع طلابها عن بعد، وبالتالي قلت نسبة من يحضرون إلى الصفوف الدراسية، لكن «برنامج الشيخة فاطمة بنت مبارك للوقاية من التنمر»، الذي بدأه المجلس الأعلى للأمومة والطفولة منذ عام 2014، لمكافحة التنمر في مدارس الدولة، لم يتوقف هذا العام، ليستمر في تحقيق الهدف منه، برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، لاستئصال هذه المشكلة من مدارسنا.. فشكراً «أم الإمارات» على استمرار البرنامج في ظل عام دراسي استثنائي.

 ورغم أن «الأصفر» هو لون الخريف، لكن اللون الوردي يفرض نفسه على أيام أكتوبر المبهجة، وتنظم المبادرات والحملات التوعوية والعملية، حيث تتكاتف كل الجهود في مواجهة مرض سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء، لكنه أيضاً الأكثر في معدلات الشفاء، في حال اكتشافه والتعامل معه مبكراً، لذلك أدعو كل السيدات أن يكن أكثر تفاعلاً مع لونهن الوردي، والاستفادة من المبادرات المجتمعية الكثيرة طوال شهر أكتوبر سواء للخضوع للكشف أو التعرف أكثر عن المرض وطرق الوقاية منه أو كيفية التعامل معه خاصة أنه لم يعد يشكل خطراً كما كان قبل عدة سنوات بفضل تطور الطرق العلاجية الحديثة وزيادة الوعي المجتمعي.

لا يخفى على أحد أن خطر فيروس «كوفيد 19» ما زال قائماً، والأمر يتطلب استمرار تضافر كافة الجهود لمواجهته، وفي المقدمة التزام أفراد المجتمع بالإجراءات الاحترازية المطلوبة، فوعينا والتزامنا نحن كمجتمع هو السلاح الأقوى في مواجهة الفيروس والانتصار عليه، فكل جهود أبطال خط الدفاع الأول، لن تحقق هدفها من دون تصرفات فردية تعكس التزاماً بتنفيذ التعليمات لتستمر عجلة الحياة في الدوران بشكل طبيعي من دون أن نجبر الجهات المعنية على اتخاذ قرارات نحن أول من سيتضرر منها.

في هذا العدد، نقترب من ألم لبنان وأمله.. لبنان الذي قدره أن يكون طائر الفينيق الذي اعتاد الحياة من العدم.. وما أشبه مصمم الأزياء العالمي زهير مراد ببيروت، فداره تهدمت في الانفجار لكنها ستعود أجمل مثل لبنان، ومعه كان لنا حوار خاص مزيناً غلاف هذا العدد من «زهرة الخليج».. ولأنه أكتوبر، نقرأ مجموعة من الموضوعات «الوردية»، ونتعرف على قصص لناجيات ونجمات قهرن المرض، ونشارك «كبار المواطنين» احتفالهم باليوم العالمي للمسنين، وموضوعات أخرى عديدة في الثقافة والفن والرياضة والصحة، فضلاً عما تتميز به «زهرتكم» في مجال الأزياء والمجوهرات والتجميل والديكور.. ودمتم سالمين.