الآباء والأمهات الأعزاء:

لماذا لا نعلم أطفالنا السعادة؟ سؤال يشغلني كثيراً فنحن نقوم بتعليم أطفالنا كل أنواع العلم، ولكن نغفل أن نعلمهم كيف يكونون سعداء.. وهذا سؤال إجابته تبقى من خلالكم، أنتم صناع هذه الأجيال وأنتم المعلم الأول لهم.

السعادة هي العلم الذي لا نقدر أن نحققه من خلال كتب ومناهج مدرسية، ولكن نقدر من خلال ممارسة تجارب حياتية يشاركنا فيها أبناؤنا ويمارسون سلوكاً يعلمهم ما هي السعادة.. دعونا نبحث عن السعادة معهم ونجب عن تلك الأسئلة التي تراود العقول وهي: أين تكمن السعادة؟ ومن أين نكتسبها؟

السعادة تنشأ معنا من أول صرخة نواجه بها الحق في التنفس والحياة.. نروضها فتكون صرخة سعادة للجميع ومعها يبدأ الطفل رحلة التعلم والتعود إما أن تستمر صرخات ألم أو شهقات فرح وعليها تصبح عادة تترك أثراً على جودة الحياة.

الكثير من الآباء فقدوا الابتسامة والفرح في وجه أطفالنا وكأن العبوس والجدية الزائدة هما طريقة التربية وصنع الرجال كما يظن البعض. حتى إذا شاهد طفلاً يضحك قد يصاب بالغرابة عملاً بتلك الجملة التي يجب أن نحذفها من قواميسنا وهي (أن الضحك بلا سبب هو من قلة الأدب) جملة كفيلة بخلق جيل عبوس لا يعرف كيف يحصل على السعادة.

نحن كمجتمعات وأسر مسؤولون عن سعادة أطفالنا وكما أن اهتمامكم بتعليمهم أفضل أنواع العلوم والتخصصات واللغات لا بد أن يتعلموا من خلالكم السعادة ليكبروا وهم أسوياء يمتلكون المعرفة ويمتلكون صحة نفسية قوية حتى يكون لدينا مجتمع متماسك يصعب أن تخترقه بعض الأفكار أو التعاليم غير الإنسانية والعدوانية التي تؤدي بالإنسان إلى حياة الغاب من دون أن ندرك أن أول العلم وبدايته أن نجعلهم سعداء من الداخل، ونعلمهم كيف يحلمون، فمن الحلم تبدأ السعادة.

عندما نعلمهم الحلم، سيبحثون عن مصادر تحقيقه ولكي يتحقق الحلم يمر بمراحل.. (حلم.. بحث.. تنقيب.. تحقيق ثم سعادة) معادلة ليست صعبة لكنها تحتاج للوعي واليقين.. اجعلوا أبناءكم سعداء من خلال أحلامهم فأنتم المصدر الأول لأحلامهم وللحصول على السعادة.

أعزائي:

إن السعادة اختيار فامنحوها لمن كانت صرخته الأولى مصدر سعادتكم.