ينظر إلى سرطان الثدي على أنه أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء، حيــــــث يمثــــل 16 % مــــن جميـــــع إصابات السرطانات الأخرى لديهن، فهو يصيب أكثر من 2.1 مليون امرأة من حول العالم سنوياً، وهذا النوع من السرطان ينشأ في الأنسجة السليمة لخلايا الثدي نفسها، إذ تتشكل الخلايا بترتيب محدد مسبقاً بحيث يمكنها أداء وظائفها.

وعندما تنقسم الخلية تظهر خلية جديدة تتولى وظيفة الخلية القديمة، ويتم تحديد هذا الانقسام الخلوي وراثياً، لكن الخلايا السرطانية تنشأ من خلايا غير صحية تعاني اضطراب إنقسام الخلايا أساساً التي تتنوع في الحجم، وتنقسم وتتكاثر بمعدلات مختلفة عن الخلايا الطبيعية، ولأسباب مختلفة تكتسب هذه الخلايا القدرة على عصيان أو تجنب الآليات التي عادة ما تتحكم بشكل صارم في نمو الخلايا الطبيعية.

انتشار الورم

عندما يحدث سرطان الثدي، تنتشر الخلايا السرطانية أولاً إلى القنوات الثديية والفصوص الغددية، حيث تنمو تكوينات الورم بأحجام مختلفة، ومع نموها أكثر تنتشر الخلايا الخبيثة إلى الأنسجة الغددية المحيطة وتدمرها، ثم تدخل الجهاز اللمفاوي وأحيانًا في الأوعية الدموية، ومن خلال الدم تنتشر في جميع أنحاء الجسم. ويبلغ متوسط عمر الإصابة بسرطان الثدي في الغالب بعد انقطاع الطمث في سن 55 تقريباً، إلى جانب إمكانية حدوثه في أي عمر، وتزداد الإصابة بالمرض مع تقدم العمر، وتبلغ احتمالية إصابة المرأة بسرطان الثدي على مدار حياتها 1 من 8. ومع ذلك، ارتفعت معدلات سرطان الثدي لدى الشابات في السنوات الأخيرة، إذ تتباين معدلات الإصابة في جميع أنحاء العالم على نطاق واسع، فهي معتدلة مثلاً في أميركا الشمالية، ولكنها تزداد في أوروبا الشرقية وأميركا الجنوبية وجنوب أفريقيا وغرب آسيا، بينما تسجل معظم البلدان الأفريقية أدنى معدلات الإصابة، لكن هذه المعدلات بدأت في التزايد مؤخراً في البلدان النامية، حيث يتم تشخيص معظم الحالات في مرحلة متقدمة.

  • ينصح الأطباء للوقاية من سرطان الثدي بتغيير طبيعة ونمط الحياة وممارسة الرياضة.

العلاج والشفاء

على الرغم من أن سرطان الثدي يعد الورم الأنثوي الأكثر شيوعاً، إلا أنه كذلك الأكثر في معدلات الشفاء، حيث إن نجاح العلاج أعلى بكثير مما كان عليه في الماضي، وباتت هناك خيارات عديدة في العلاج، كذلك من المعروف أنه بفضل برامج الفحص والعلاج المناسب، انخفض معدل الوفيات من سرطان الثدي بشكل كبير. وعادة ما يتم التخطيط للعلاج بشكل فردي لكل مريض. بشكل عام في المراحل المبكرة، يكون الخيار الأول هو العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي والعلاج الهرموني أو العلاج الطبي الموجه، وقد يتم إجراء الجراحة بعد ذلك. والنبأ السار هو أن سرطان الثدي مرض قابل للشفاء، كما تظهر الإحصائيات العالمية، إذا تم اكتشاف سرطان الثدي في المرحلة الأولى، ففي 98% من الحالات مع العلاج المناسب، يمكن التخلص تماماً من المرض. في هذه المرحلة، لا يتجاوز قطر الورم سنتيمترين، ويمكن إزالته بسهولة والمصابات يمكنهن التعافي تماماً. ويتم التشخيص المبكر من خلال اختبارات الفحص الروتينية التي تجرى من دون أي شكاوى. بينما عند التشخيص خلال المرحلة الأولى، فرصة الشفاء تقترب من 95%، وفي المرحلة الثانية تبلغ 93%، وفي المرحلة الثالثة 72%، وفي المرحلة الرابعة التي ينتشر فيها المرض يكون متوسط الشفاء حوالي 20%.

كشف مبكر

تختلف معدلات البقاء على قيد الحياة للمصابات بسرطان الثدي عبر البلدان، حيث تتراوح من 80% أو أكثر في أميركا الشمالية والسويد واليابان، إلى حوالي 60% في البلدان متوسطة الدخل، وأقل من 40% في البلدان منخفضة الدخل، والدول الأقل نمواً بشكل أساسي بسبب الافتقار إلى برامج الكشف المبكر، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة النساء اللائي تم اكتشاف المرض لديهن في مرحلة متقدمة، فضلاً عن نقص الأدوات والمعدات الكافية للتشخيص والعلاج سبب رئيسي لذلك، حيث يؤكد الأطباء أن صورة ماموجرام منتظمة يمكن أن يزيد بشكل كبير من فرصة المرأة في العثور على العلامات المبكرة لسرطان الثدي في الوقت المناسب للعلاج الناجح.

نوعية الحياة

تتركز النصائح، التي يقدمها الأطباء للنساء، فيما يخص الوقاية من سرطان الثدي في أمرين هما: تغيير طبيعة ونمط الحياة، وأن يكون في حياتهن نشاط متواصل، حيث لا ينصحن بالرياضة فحسب، بل أيضاً باعتماد الحركة كأسلوب حياة مثل المشي واستخدام السلم للصعود بدلاً من المصعد أو تنظيف البيت. جميع هذه الأعمال هي حركة دائمة تسهم في التخفيف من نسبة الإصابة بالسرطان. والأمر الثاني يتعلق بالسمنة ونوعية الطعام الذي تتناوله النساء، إذ يجب أن تحافظ المرأة على رشاقتها وعلى وزنها، وهو أمر يتعلق أيضاً بالحركة والنشاط.