يعد طريق الحرير، الذي يعود تاريخه إلى ما قبل 2000 عام، جسراً عالمياً شهيراً يربط الصين وأوروبا وآسيا وأفريقيا، ويقدم مساهمة مهمة في تبادل الثقافة المادية والروحية بين الشرق والغرب، وفي طليعة تلك المعجزة المزدهرة للطريق، تطل علاقة دولة الإمارات مع جمهورية الصين، لتروي قصص الود العظيم وعمق الأواصر بين الشعبين عبر الزمان والمكان.

طريق الحرير

أثبتت الحفريات الأثرية أن (طريق الحرير) تشكل في القرن الأول قبل الميلاد. خلال عهد أسرة هان. ويمر عبر وسط وجنوب وغرب آسيا ويمتد إلى شمال أفريقيا. على طول هذا الطريق، تم نقل كمية كبيرة من منتجات الحرير إلى الغرب، ذلك النسيج الفاخر، والذي يرمز للحياة الجيدة والازدهار، لذلك أطلق عليه اسم (طريق الحرير). ونتيجة للتقدم في الملاحة البحرية، وتحديداً في خلال عهد أسرة سونغ، أي في القرن العاشر، أفل نجم هذا الطريق البري التقليدي حيث أصبح نادراً ما يستخدم للأغراض التجارية. لكن في السنوات الأخيرة، تم وضع خطة جديدة بمبادرة من اليونسكو في الأمم المتحدة لدراسة الطريق، من أجل تحفيز الحوار والعلاقات بين الشرق والغرب.

دور محوري

عبر موقعها الجغرافي وموانئها القادرة على استيعاب حركة التجارة العابرة بين القارات، تلعب دولة الإمارات اليوم  دوراً محورياً ومهماً في ازدهار (طريق الحرير)، نحو تدفق التجارة من الشرق إلى الغرب وبالعكس، ويعد طريق الحرير الجديد وهو عبارة عن سلسلة من الطرق البرية والبحرية التي تصل بين أكبر الاقتصادات في آسيا وبين الشركاء التجاريين في أوروبا ودول البحر المتوسط مصدراً حيوياً للثروات وازدهار الاقتصاد العالمي كما يفتح آفاقاً جيدة لنمو المبادلات التجارية بين الإمارات والدول الأعضاء البالغ عددها حالياً 69 دولة، فضلاً عن الاستفادة من خبرات الصين وتقدمها الاقتصادي عبر التعاون في المشاريع المشتركة. وبخطوات حثيثة شهدت العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية، تطورات كبيرة وجدت ترجمتها السريعة في تفاهمات واتفاقيات وشراكة استراتيجية شاملة، إذ بلغ التبادل التجاري بين الصين والإمارات في 2018 فقط، نحو 43.1 مليار دولار، وتعتبر الصين ثاني أكبر شريك تجاري، وأكبر مصدر للدولة، ومنفذاً لنحو 60% من الصادرات الصينية إلى المنطقة.

سوق للسياح 

تعد  الصين أكبر سوق مصدر للسياح على مستوى العالم بأكثر من 150 مليون سائح سنوياً، ووصل عددهم  في الإمارات إلى أكثر من مليون سائح سنوياً في آخر عامين، وتأتي السوق الصينية في المرتبة الرابعة حالياً بين أكبر الأسواق المصدرة للسياحة إلى الدولة. التي تعد وجهة استراتيجية للنقل الجوي والسياحة في آن ومن خلال شبكة رحلاتها حول العالم وبنيتها التحتية في قطاع الطيران وناقلاتها الوطنية العالمية تشكل طريقاً حريرياً جوياً للمنتجات الصينية وحركة المسافرين من وإلى الصين، وبحسب بيانات الطيران المدني، تشغل الناقلات الوطنية 70 رحلة أسبوعية إلى الصين منها 55 رحلة ركاب و15 رحلة شحن.

الحزام والطريق

وحققت مبادرة (الحزام والطريق) التي تهدف إلى إعادة إحياء (طريق الحرير) التجاري القديم، نتائج ملموسة خلال السنوات الماضية التي انقضت منذ انطلاقها، كما حصلت على دعم عالمي كبير لتعزيز تدفقات التجارة والاستثمار بشكل أسرع وخلق مزيد من التبادلات التجارية بين القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا. وبحسب معطيات رسمية إماراتية، فإن قرابة 60% من السلع المقبلة من الصين إلى الشرق الأوسط وأفريقيا تمر عبر دولة الإمارات، ويربط (طريق الحرير) أسواقاً تشكل معاً نحو 40% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتعتبر الإمارات البوابة الرئيسية للبضائع المتجهة إلى بلدان الشرق الأوسط والقارة الأفريقية.