ناعمة الشحي: أقدم لمحبي السفر «جواهر مخفية»

تلحق صانعة المحتوى الإماراتية ناعمة الشحي، عبر المحيطات لتقدم ثقافات العالم المتعددة وجغرافيا أماكنه، بأسلوب فريد وشيق، وترسم بتجاربها في السفر والسياحة خارطة من المتعة والدهشة، تساعد على بناء مجتمع عالمي أكثر تواصلاً وإنسانية. في حوارها مع «زهرة الخليج» تكشف ناعمة عن بعض أسرار نجاحها في التدوين.

تلحق صانعة المحتوى الإماراتية ناعمة الشحي، عبر المحيطات لتقدم ثقافات العالم المتعددة وجغرافيا أماكنه، بأسلوب فريد وشيق، وترسم بتجاربها في السفر والسياحة خارطة من المتعة والدهشة، تساعد على بناء مجتمع عالمي أكثر تواصلاً وإنسانية. في حوارها مع «زهرة الخليج» تكشف ناعمة عن بعض أسرار نجاحها في التدوين.

• متى بدأ اهتمامك بصناعة المحتوى؟

- منذ كنت طفلة اكتسبت من أبي حب السفر، ولولا تشجيعه لما أصبحت صانعة محتوى أشارك رحلاتي مع الناس، عندما كان عمري 13 عاماً اعتمد عليّ والدي في تخطيط رحلة كاملة لمدة شهر إلى النمسا، كانت أول رحلة أقوم بتخطيطها بنفسي، وقمت بالاستعانة بمنتديات السفر في البحث وإعداد مخطط السفر، وكنوع من رد الجميل شجعتني والدتي على توثيق رحلتنا على منتدى زاد المسافر، ومن هنا كانت بدايتي في عالم صناعة المحتوى، من كتابة التقارير السياحية المصورة في المنتديات، الى أن ولجت عالم (السوشيال ميديا) عام 2015، فبدأت حساب @naomi_travels كحساب متخصص بالسياحة في اليابان، ثم توسع ليشمل جميع رحلاتي ومن أهمها رحلة الأندلس ورحلة اليونان.

• أي رسالة رغبت في إيصالها للناس من خلال ذلك؟

- هدفي كان وما زال واضحاً، وهو أن يكون المحتوى الذي أقدمه مرجعاً لكل من يرغب في السفر، حيث أقدم المعلومات السياحية المطلوبة عن الأماكن المميزة والمعروفة بأنها «جواهر مخفية» أو Hidden Gems، وأشاركهم تجربتي الخاصة وقصصاً من رحلاتي. فأنا أحب أن أركز على التجارب في رحلاتي، عوضاً عن زيارة المعالم السياحية فقط، فمثلاً جربت طبخ طبق البايلا في غرناطة وهو طبق طعام أندلسي مشهور في إسبانيا، وشاهدت الشروق من منطاد هوائي، وذهبت في جولة لتذوق المأكولات الشعبية في اليونان مع أهل البلد.

تطوير الموهبة

• كيف نميت موهبتك في كتابة أدب الرحلات وصناعة المحتوى؟

- الممارسة والاستمرارية عاملان مهمان في تطوير أي مهارة، وأنا أمارس كتابة أدب الرحلات منذ عام 2008، إذ أكتب تقارير مطولة تمتد لعشرات الصفحات، وحاز تقريري المصور عن اليابان جائزة أفضل تقرير لعام 2014 في منتديات السياحة، ولكن بعد تركي المنتديات، كان عليّ أن أغير من أسلوبي في الكتابة، ليتماشى مع الأسلوب السلس والبسيط لوسائل التواصل الاجتماعي، من خلال كتابة وصف مختصر ومفيد، والممارسة أهلتني لكي أكتسب العديد من المهارات في صناعة المحتوى، مثل التصوير ومونتاج الفيديو وحتى التعليق الصوتي. وشخصياً أجد أن عالم صناعة المحتوى متجدد، ومن يعمل فيه عليه مواكبة التطورات واستخدام تطبيقات جديدة على الهاتف، لصناعة المحتوى والتنويع في أساليب الطرح، فمثلاً قمت بالاشتراك في عدد من ورشات صناعة المحتوى، مثل «فونوريزما» من تقديم  المصور الكويتي عبدالعزيز السريع، والآن اكتسبت خبرة تؤهلني لتنظيم ورشات عن صناعة المحتوى، وآخرها كانت ورشة مدتها ثلاثة أيام لوزارة الثقافة والشباب في الإمارات.

•  إلى أي مدى تعتبرين تجربتك فريدة في العالم العربي؟

- توجه حسابي مختلف عن الحسابات الأخرى، فأنا لا أكتفي بنشر الصور الجميلة من الوجهات التي سافرت إليها، بل أمنح متابعي تجربة متكاملة من خلال ثلاثة أوسمة رئيسية، هي (أسئلة_ناعمة) وأطرح سؤالاً ليشاركني الجمهور تجاربهم وآراءهم، و(معلومات_ناعمة) وفيها أقدم جميع المعلومات السياحية المتعلقة بالمكان، مثل طريقة الحجز، الموقع، أسعار التذاكر، و(قصص_ناعمة) وهنا أشارك كتاباتي ذات طابع أدب الرحلات، وتجربتي الخاصة والمشاعر التي خضتها خلال هذه التجربة.

•  ما القصد الذي تقوم عليه فكرتك كصانعة محتوى؟

- السفر لا يقتصر على زيارة المعالم السياحية والتسوق، فهو تجربة ثقافية متكاملة لا تكتمل إلا من خلال الاحتكاك بالشعوب، وزيارة الأماكن التاريخية والتعرف إلى الثقافات، ومن خلال منصات مثل Airbnb يستطيع الشخص حجز تجارب ثقافية مع اهل البلد أنفسهم ليكتشف البلد من منظورهم.

قصص ورحلات

• ما أجمل القصص والرحلات التي مررت بها وقمت بتوثيقها؟

- من أهم الحكايات التي انتشرت بشكل كبير على (السوشيال ميديا) هي قصة بناء جامع غرناطة، أول مسجد تم بناؤه منذ سقوط الأندلس قبل 500 عام، حيث التقيت أحد المسلمين الأسبان الذين اجتهدوا لأكثر من 21 عاماً، وواجهوا عقبات كثيرة من أجل بناء المسجد، وكيف تكفل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بدفع تكاليف بناء المسجد بعد أن توقف المشروع لعدة سنوات لأسباب مالية. وعلى الرغم من أن هذه المعلومات موجودة على الإنترنت، ولكن سماعها من أحد المسلمين الإسبان، كان مؤثراً جداً، ولذلك حصل الفيديو على أكثر من 14 ألف impression ، و1200 مشاركة، وانتشر أيضاً خارج نطاق انستغرام لينتشر على الواتس اب وتويتر.

ومن القصص الأخرى المفضلة لدي، (سندريلا الخليج) التي تبدأ بقصة من الفلكلور الخليجي المشابهة لقصة سندريلا، ومن خلال هذه القصة أشارك المتابعين رحلة ثقافية قمت بها في الإمارات الشمالية، للتعرف أكثر إلى عادات وتقاليد قبيلة الشحوح، ومنها زيارة بيت تاريخي يسمى بيت القفل، والاستمتاع بالفنون مثل فن الرواح والندبة والمزافن، كما قمنا برحلة بسفينة خشبية مع بحارة كبار في السن، كانوا يترنمون بالأغاني الشعبية المتعلقة بالبحر، ويخبروننا عن حياتهم في الماضي، أستمتعنا بالرحلة بجمال البحر والجبال حتى وصلنا إلى قرية حفة، التي يعيش أهلها حياة بسيطة جداً، استقبلونا في بيوتهم لتناول الفواكه وخبز سفاع التقليدي مع العسل المنتج محلياً، من بساطة الحياة هناك ظن أهل القرية أننا صحافيون لحملنا كاميرات.

•  ما التفاصيل التي يحرص عليها صانع المحتوى الجيد؟

- القصة هي أهم عنصر في صناعة المحتوى، ومن خلالها يجذب انتباه المتابع ويستميل عاطفته. تغطياتي السياحية تتميز بفن السرد القصصي، ولذلك تكون مختلفة عن بقية المحتوى على (السوشيال ميديا)، ثم أهتم بالجانب الفني من خلال مونتاج الصور والفيديو، ودائماً أطور من أسلوبي باستخدام تطبيقات جديدة.

•  أين تصل طموحاتك؟

- أن أروج لوطني الإمارات سياحياً، فالعديد من السياح يأتون لزيارة المعالم الشهيرة والحديثة مثل برج خليفة وجامع الشيخ زايد، من دون أن يكتشفوا تاريخ دولة الإمارات مثل زيارة أقدم مسجد وهو مسجد البدية، أو الاستمتاع بالطبيعة الخلابة في حتا، أو الشواطئ في رأس الخيمة أو ممارسة الهايكينغ في مسار الرابي في خورفكان. دولتنا غنية بالتجارب الثقافية والمعالم التاريخية، التي أود للسياح أن يخوضوا تجربتها. يحزنني أن السياح لا يجدون فرصة للاحتكاك مع الشعب الإماراتي، ولذلك أود أن أصمم تجارب ثقافية ممتعة ليحتك السياح مع الشعب الإماراتي والتعرف إليهم أكثر.