تحتفل دولة الإمارات مع سائر بلدان العالم بـ«يوم المعلم العالمي»، الذي يصادف يوم 5 أكتوبر من كل عام، إيماناً منها بأن التعليم وتنشئة الأجيال هما أساس عملية التطور في شتى الميادين.

ويأتي الاحتفال بالمعلم هذا العام تحت شعار «المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات وإعادة تصور المستقبل»، ليذكر بالتحديات غير المسبوقة التي أوجدتها جائحة «كورونا» على نظم التعليم في العالم.

رمز العطاء

يأتي الاهتمام الذي توليه الدولة للمعلم باعتباره رمزاً للعطاء والوفاء والإخلاص والتفاني والتضحيات ويحمل أمانة عظيمة ورسالته لها تأثيرها المباشر في نشأة الأجيال، وبناء مستقبل الأمم ويعم أثره على الفرد والمجتمع.

ومنذ نشأتها، انتهجت الإمارات سياسات ومبادرات وخططاً استراتيجية رائدة للاحتفاء بالمعلم، تقديراً لرسالته المهنية السامية، ومكانته في المجتمع، بهدف تحفيزه على المزيد من العمل والإبداع.

التعليم عن بعد

تعمل الدولة على تزويد المعلم بالتقنيات التي تسهم في تعزيز قدراته، وتؤهله ليؤدي مهمته بسهولة ويسر، وهو ما ظهر بوضوح في ظل التحديات غير المسبوقة التي أوجدتها جائحة فيروس كورونا، والتي كانت بمثابة اختبار لكفاءة كوادرنا التعليمية، الذين نجحوا في عبوره بامتياز، وأصبحوا نموذجاً لريادة الدولة في التعليم عن بعد بعدما قام كل منهم بدوره الوطني على الوجه الأكمل، واستطاعوا تجاوز الصعوبات وإثبات قدرتهم على العمل تحت أي ظروف.

ويعد المعلم هو الأساس في النجاحات التعليمية التي تحققت في الدولة، لأنه الأقرب إلى الميدان ومعرفة التحديات والممكنات والأدوات الكفيلة بالعبور بالطلبة إلى الريادة العلمية.

يأتي ذلك في الوقت الذي تمضي فيه الدولة قدماً في دعم المعلم وتطوير مهاراته وربطه بواقع التعليم المعاصر والقدرة على الممارسة الفعلية للأساليب والممارسات التعليمية الحديثة، والتعريف بحلول التعليم والتعلم الرقمي من خلال التدريب التخصصي المستمر. وبالنظر إلى التجربة المتميزة للإمارات في العملية التعليمية، فإن أهم عنصر فيها هو المعلم الذي يحتل حيزاً كبيراً من الاهتمام والتقدير والتمكين في سلم أولويات الدولة، والذي أظهر قدرته على مواكبة المستجدات المعرفية والتكنولوجية في مضمار التعليم.

نموذج رائد

من جانبها، تعمل وزارة التربية والتعليم على بناء نموذج رائد للمعلم، الذي يستشعر حجم مسؤولياته ويواصل التطور واكتساب الخبرات، ويبدع في الغرفة الصفية، ويخرج على نطاق التعليم النمطي إلى آفاق أرحب من التميز والإلهام للطلبة، ليكون بذلك أداة تحقق الأهداف التربوية وخطط واستراتيجيات الوزارة.

أفضل الممارسات

تحرص الوزارة على إدراج أفضل الممارسات التعليمية في المدرسة الإماراتية، وتوظف كل الإمكانات لذلك، ليظل دور المعلم الركيزة في تحقيق الأهداف التربوية.

وأفضت سياسات الدولة للتعليم والمعلم، إلى ما نحن عليه من مرتبة متقدمة، وطموح كبير في تحقيق المركز الأول تعليمياً، كما سيظل المعلم في مرمى الهدف، من خلال الحرص على توفير مسوغات الإبداع، ونقله إلى مرحلة أكثر تطوراً من التمكين من التعلم الرقمي والقدرة على صياغة أفضل بيئات التعليم.