الفحص المبكر كلمة السر في مواجهة سرطان الثدي

تبين الدكتورة موزة بن حمرور العامري، مديرة مركز رعاية صحة الثدي في مستشفى توام بالعين، إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، أن تشخيص مرض سرطان الثدي في مراحله الأولى، هو السبيل للعلاج بمنتهى السهولة حتى إتمام الشفاء. وتؤكد العامري في حوارها مع «زهرة الخليج» اهتمام دولة الإمارات بالقطاع الطبي

تبين الدكتورة موزة بن حمرور العامري، مديرة مركز رعاية صحة الثدي في مستشفى توام بالعين، إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، أن تشخيص مرض سرطان الثدي في مراحله الأولى، هو السبيل للعلاج بمنتهى السهولة حتى إتمام الشفاء. وتؤكد العامري في حوارها مع «زهرة الخليج» اهتمام دولة الإمارات بالقطاع الطبي عامة وبسرطان الثدي خاصة، ضمن حملات متتابعة توضح أسباب المرض والوقاية منه وطرق علاجه، مشيرة إلى تكثيف حملات التوعية في شهر أكتوبر الذي يطلق عليه «الشهر الوردي»، ونسألها:

• ما أعراض سرطان الثدي؟

- تكون كتلة أو سماكة في الثدي يمكن تحسسها باليد، وغالباً ما تكون هذه الكتلة غير مؤلمة، إضافة إلى وجود اختلاف في حجم أو شكل أحد الثديين مقارنة بالثدي الآخر، فضلاً عن سماكة بشرة الثدي أو تجعدها، ووجود إفرازات قد تكون ممزوجة بالدم من الحلمة غير الحليب، إضافة إلى انقلاب الحلمة إلى الداخل في بعض الحالات أو تقشرها والشعور بحكة خفيفة.

• متى يجب استشارة الطبيب؟ وفي أي عمر لا بد من فحص الثدي؟

- يستحسن البدء بالفحص الذاتي شهرياً منذ سن العشرين، وإجراء أشعة تلفزيونية وأشعة ماموجرام كل عامين للمرأة بعد سن الأربعين، بالإضافة إلى الفحص الذاتي، ومن الضروري عند ملاحظة أي من الأعراض، استشارة الطبيب فوراً، فالعلاج المبكر ضروري جداً، حال التأكد من الإصابة بسرطان الثدي.

• كيف يمكن القيام بالفحص؟

- الفحص الدوري للثدي يكون بعد انتهاء الدورة الشهرية بأسبوع، فهو الوقت المناسب للفحص، وعلى المرأة الوقوف أمام المرآة والضغط بأطراف أصابعها وببعض القوة على الثدي، ثم تقوم بتحريك اليد اليسرى حول الثدي الأيمن بشكل دائري، إلى منطقة تحت الإبط، ثم القيام بفحص الثدي الأيمن بنفس الطريقة، للاطمئنان على عدم وجود أي إصابة، فضلاً على ضرورة الفحص السريري عند الطبيب والفحص الدوري بالماموجرام كل سنتين بداية من سن الأربعين فما فوق.

• ما الأسباب التي قد تشكل عاملاً لتحفيز ظهور المرض؟

- هنالك أسباب عدة لسرطان الثدي، منها: السمنة وعدم ممارسة الرياضة والتدخين، إضافة إلى العلاج بالهرمونات البديلة خلال فترة انقطاع الطمث، والتعرض للإشعاع الأيوني، فضلاً عن الوراثة، وأن يكون هناك تاريخ عائلي للمرض في بعض الأحيان.

• كيف يتم تشخيص المرض في حالة الإصابة؟

- عن طريق أخذ خزعة من الكتلة الموجودة على الثدي لفحصها، بعد ذلك تجرى عدة فحوصات لمعرفة إذا ما كان المرض قد انتشر أم لا، ثم يحدد نوع العلاج الملائم.

• هل وجود كتلة في الثدي يعني الإصابة بسرطان الثدي؟

- الكتلة لا تعني الإصابة حتماً، فقد تكون عبارة عن خراج أو كتلة حميدة، وقد يكون تليفاً في أنسجة الثدي فقط، أو كيس ماء يحتاج فقط للإزالة. لذلك من الأفضل حال اكتشاف أي كتلة التوجه للطبيب لفحصها، ومعرفة ماهيتها من خلال الفحوصات اللازمة.

• ما أنواع أورام الثدي وآخر ما توصلت إليه الأبحاث الحديثة في العلاج؟

- تنقسم الأورام إلى نوع حميد وآخر خبيث، والأورام الحميدة يمكن إزالتها بسهولة ولا تعود للظهور ولا تنتشر في مختلف أنحاء الجسم، لذلك فهي لا تهدد حياة الإنسان. أما الأورام الخبيثة فهي خلايا سرطانية تنقسم بسرعة، كونها قادرة على إيذاء الخلايا المجاورة لها، حتى تصل إلى جميع أجزاء الجسم، إذا لم يتم اكتشافها مبكراً وعمل خطة مناسبة للعلاج.

• ماذا عن الخدمات التي يقدمها مركز رعاية صحة الثدي في مستشفى توام لمرضاه؟

- يعتبر مستشفى توام واحداً من المراكز القليلة في المنطقة التي تعني بأمراض وأورام الثدي، إذ يتبع المركز أعلى المعايير العالمية في هذا المجال. وعمليات ترميم الثدي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من هذه المعايير، فضلاً عن تقديم المزيد من الحملات التوعوية للمجتمع بشرائحه كافة، وفي كل مكان سواء في المدارس أو الجامعات، لتوضيح أهمية الفحص الدوري للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وعمل ندوات ومؤتمرات وبرامج تثقيفية وعروض مجانية، لتشجيع السيدات على القيام بالفحص الدوري للثدي بواسطة أشعة الماموجرام، والعلاج بالكامل في حالة الاصابة لكل المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات بالمجان.

• ما النصيحة التي تقدمينها للمرأة إذا شُخصت بسرطان الثدي؟ وماذا عن المحيطين بها؟

- أنصحها بأن تمارس حياتها بشكل طبيعي وألا تفكر في المرض. وعليها إتمام خطة العلاج مع طبيبها، فضلاً عن المتابعة على فترات متباعدة بعد إتمام عملية الشفاء، وعلى المرأة المصابة، ممارسة حياتها الاجتماعية بصورة طبيعية، وأن تتحلى بالصبر والتفكير الإيجابي، لأنه يساعد على سرعة عملية الشفاء، خاصة أن نسب الشفاء والنجاة من سرطان الثدي تصل إلى 98% من الحالات المرضية حول العالم. أما عن المحيطين بها، فدورهم في مساعدتها لا يقل أهمية، فالدعم والحب والحنان والرفقة الطيبة، أمور تلعب دوراً كبيراً في مساعدة مريضة سرطان الثدي في الاستشفاء، كما أن العامل النفسي يلعب دوراً كبيراً في الشفاء، بما له من تأثير مباشر في جهاز المناعة.

يصيب  الرجال أيضاً

يعتبر سرطان الثدي، السبب الثاني للوفيات من الأمراض، والسبب الأول للوفيات من السرطانات بين النساء حول العالم، فهذا النوع يحدث بسبب طفرة جينية في خلايا الأنسجة المكونة للثدي، مما يؤدي إلى تغير في عمل ونمو الخلايا من دون القدرة على السيطرة عليه، مما يحولها إلى خلايا سرطانية سهلة الانتشار إلى الأعضاء الأخرى في الجسم. وبعكس ما هو شائع، فإن المرض قد يصيب الرجال بنسبة 1%، وقد يكون أخطر عليهم كونهم لا يتوقعون حدوثه، ولا يتابعونه صحياً إلا عند الوصول إلى مراحل متأخرة من المرض.

  • د. موزة العامري: التحلي بالصبر والتفكير الإيجابي يسرع من عملية الشفاء.

سيرة  ومسيرة

تخرجت الدكتورة موزة العامري في كلية الطب بجامعة الإمارات عام 2001 تخصص جراحة عامة، ثم سافرت إلى ألمانيا لتحصل على البورد الألماني من جامعة ميونخ عام 2011، وشغلت منصب استشاري جراحة عامة في مستشفى العين في العام ذاته، وبذلك أصبحت من الطبيبات الإماراتيات الأوائل في تخصص الجراحة العامة والإصابات. وحصلت على الزمالة من ألمانيا في تخصص جراحات أورام الثدي عام 2014، وشغلت منصب استشاري جراحة أورام الثدي في مستشفى العين ومستشفى توام، وهي أيضاً أستاذ مساعد في كلية الطب قسم الجراحة بجامعة الإمارات. وخلال مشوارها العملي، حصلت على جائزة المرأة العربية لفئة الطب عام 2018 وهي جائزة عالمية مقرها لندن، وأصبحت رئيس قسم جراحة الثدي بمستشفى توام، وحصلت على درجة الماجستير في إدارة المستشفيات من جامعة مانشيستر عام 2019.